ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

بلاغ لمن يهمه مستقبل "مصر" من شباب الباحثين

د. إيهاب العزازي | 2011-12-26 15:12:37

 بقلم: د. إيهاب العزازي


في كل دول العالم الحكومات تسعى لنشر البحث العلمي وتشجيع شباب الباحثين ودعمهم بكافة السبل من أجل نهضة وتطوُّر أوطانهم ماعدا "مصر"، فعبر سنوات طويلة تحوَّلت الجامعات والمراكز البحثية إلى كتل صامتة لا تقدِّم شيئًا ولا تفيد "مصر"، وتدهورت العملية التعليمية في "مصر"، وتراجعت "مصر" علميًا بشكل كبير جدًا، حتى الجامعات المصرية لم تستطع الحصول على ترتيب مشرِّف ضمن الجامعات العالمية. وهناك عوامل كثيرة متشابكة تنتشر في جسد الجامعات المصرية كالسرطان تقتل أحلام شباب الباحثين في خدمة أوطانهم والارتقاء بالبحث العلمي في "مصر"، والأخطر هو سرطان التوريث الذي انتشر في الجامعات المصرية، الذي صار كالنار يأكل كل شئ ويدمِّر مستقبل "مصر" أرض العلم والعلماء.

هل يعلم صناع القرار والحكم في "مصر" أن عدد الحاصلين على الماجستير والدكتوراة يستطيع إذا تم الاعتماد عليه أن يغيِّر شكل العملية التعليمية والبحثية في "مصر"؟ ولماذا يتآمر الجميع لإقصائهم وإبعادهم عن كل عمل أكاديمي بحثي؟ ودعونا نتسائل معًا: من يستطيع خدمة "مصر" أكثر من علمائها وشبابها؟.

بعد ثورة يناير المجيدة سارع شباب الباحثين بالتجمُّع وذهبوا محملين بأفكارهم وطموحاتهم من أجل المشاركة في بناء "مصر" الجديدة، ولك أن تتخيَّل، تم إقصائهم والتقليل من شهاداتهم وعلمهم، والتي هي من جامعات مصرية حكومية، حتى أن بعض أساتذة الجامعات قاد حملات لعدم تعيينهم. وبالفعل تم الضغط على الجامعات المصرية حتى لا تقدِّم العجز الحقيقي في كافة الأقسام العلمية داخل الكليات والمعاهد العلمية حتى يُحرم شباب "مصر" من المشاركة في بناء "مصر" الجديدة والعبور بها نحو المستقبل.

الكل يعلم حال الجامعات المصرية، وأن البحث العلمي بها متراجع جدًا، وأن أغلب أعضاء هيئات التدريس فوق سن المعاش الطبيعي، وأن الجامعات تتبع سياسات إقصائية للشباب، مثل الانتدابات داخل الكليات والجامعات المختلفة، وإعلانات داخلية بمعايير على مقاس أشخاص تربطهم علاقات وواسطات داخل الجامعات.

هل توجد دولة في العالم تنكر على باحثيها حق الاعتصام السلمي داخل مؤسسة علمية مثلما حدث في "مصر"؟ فعندما اعتصم الباحثون في أكاديمية البحث العلمي تم منعهم وضربهم وسحلهم وبعضهم دخل غرفة العمليات عدة مرات نتيجة لاعتداء بعض بلطجية الأكاديمية عليهم، وفي النهاية تم طرد المعتصمين إلى الشارع عبر رسالة نهائية: لا مكان لكم في "مصر".

ألا يوجد رجل رشيد في المجلس العسكري والحكومة والأحزاب والإعلاميين يرى أن هؤلاء هم جنود "مصر" الحقيقيين ويجب الاستفادة منهم والعمل على دعمهم بكافة الطرق لخدمة "مصر" عبر أبحاثهم ودراساتهم؟ وهل توجد دولة في العالم تُهدر قيمة البحث العلمي والباحثين مثلما يحدث في "مصر"؟ وهل سنستمر في مسلسل تهجير العقول المصرية.

إن شباب الباحثين الحاصلين على الماجستير والدكتوراة يمكن الاستفادة بهم بشكل جيد جدًا إذا صدقت نوايا صُنَّاع القرار في "مصر"، فيجب الاستعانة بهم في الجامعات والمراكز البحثية وتطوير الجهاز الإداري للدولة. ونحن هنا لا ندعم مطالب فئوية، بل هي مطالب مشروعة لعلماء مصريين يتم تهميشهم والعمل على إبعادهم عن مكانهم الطبيعي.

نتمنى من كل شخص يسعى لتطوير "مصر" بشكل حقيقي أن يدعم قضية شباب الباحثين المصريين؛ لأنها قضية أمن قومي مصري، فهي مستقبل "مصر"، إن تخلينا عنهم فسندعم الجهل والظلام.. وهل ننكر عليهم جهدهم وعملهم لسنوات من أجل وطنهم "مصر".

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com