ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

بابا نويل.. انتظرني

ميرفت عياد | 2011-12-28 00:00:00

بقلم: ميرفت عياد
رحل عام الأحزان وهو يخرج بلسانه القبيح في وجهي كطفل جانبت سلوكياته الصواب، وأخذ يقول لي في سخرية وشماته قاسية: عام مضى على ثورتكم المجيدة ولم تروا فيه غير الأحزان على شباب أخذ يتساقط الواحد تلو الآخر.. لم تجدوا غير رصاص يخترق الأجساد، وجنازير وعجلات تدوس على كرامتكم قبل أجسادكم.. وقنابل مولوتوف تضرم النيران في حاضركم ومستقبلكم لتحترق إرادتكم النبيلة في حياة أفضل لكم ولأولادكم.. عام مضى ولم تجنوا منه غير أمهات ثكلى وزوجات مترملة وأبناء أيتام..

وهنا لم أستطع سماع أكثر من هذا، وصرخت في وجهه وأنا أقول له: كفى سخرية وشماتة.. إنك بحق عام ملعون كريه.. وها هي بضعة أيام وستنتهي إلى زوال، وستكون مجرد ورقة جافة ذابلة متساقطة من شجرة الحياة.. تدوسك أقدام عام جديد يأمل فيه الجميع أن يعم الخير والسلام في ربوع العالم أجمع..

وهنا وجدت "بابا نويل" بوجهه الجميل المشرق وابتسامته الرقيقة وذقنه البيضاء التي تدل على قلبه الطيب الطاهر يربت على كتفي ويقول لي: "اهدأي بالًا.. ولا تنزعجي بهذا الشكل.. وخذي مني هذه الوردات الثلاث هديتي لك في العام الجديد.. وردة بيضاء حتى يسود الخير جميع النفوس.. ووردة بلدي حمراء لتشعل الحب في قلوب البشر.. أما وردة البنفسج بلونها الصافي رمز للجمال والإشراق.."

ورحل "بابا نويل" ليتركني أتامل في هداياه هذا العام وأنا أقول لنفسي: حقًا ما أجمل تلك الهدايا، إنها تحوي بداخلها كل القيم الإنسانية النبيلة.. فكم أتمنى لو استطعنا زراعة تلك الورود الثلاث في قلب كل إنسان، لكانت كفيلة بأن تجرف ما بداخله من شر وأنانية وتعصب وكراهية وفساد وظلم وقهر وجهل وغيرها من معاني قاسية ترسَّبت في عقول وقلوب الكثيرين..

وهنا، وجدت نفسي أجري خلف "بابا نويل" وأناديه أن ينتظرني حتى آتي معه لأساعده في توزيع هداياه.. وأحمل معه وروده الثلاث إلى كل بيت في "مصر".. لأنني هنا فقط سأكون مطمئنة على ما تحمله لنا أيام العام القادم لبلادنا الجميلة "مصر".

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com