بقلم : د. فكرى نجيب أسعد
قد يتسائل البعض ماذا بعد أجراء إنتخابات أعضاء مجلس التى تعد بكل المقاييس والمعايير خطوة للأمام لإستكمال ثورة 25 يناير المجيدة التى اسقطت النظام السابق ؟.
لقد توجه شعب مصر إلى صناديق الإنتخاب لإختيار أعضاء مجلس الشعب، وليعطى الأحقية للفائز بأغلبية المقاعد فى تشكيل الحكومة القادمة بدلاَ من حكومة الإنقاذ القومى الحالية.
يوجد خيارات مختلفة أمام مجلس الشعب القادم فى تشكيله للحكومة الجديدة كحق مكتسب له من الشعب. فهل ستكون الحكومة القادمة حكومة رئاسية يكلف رئس البلاد أحد الأفراد ليتولى تشكيل الوزارة الجديدة كما هو الحال بالنسبة للنظام السابق ؟ أو حكومة برلمانية يسعى فيها رئيس الحزب بتشكيل الوزارة الجديدة ويكون رئيس البلاد له مركز شرفى يعمل فى إستقلال وفى حياد مع كافة الأحزاب ؟ أم ستكون حكومة أئتلافية يتم تشكيلها من كافة الأحزاب ومن الأفراد المستقلين عن الحياه السياسية ومن المرشحين للرئاسة ؟ أو من تشكيل جديد لم نألفه بعد ؟.
أرى أن تشكيل حكومة برلمانية أو رئاسية بعد الإنتها من إنتخابات مجلس الشعب فى ضوء الأحزاب القديمة الغير متواجدة فى الشارع المصرى بصورة مفعلة، والتى تم وصفها من البعض بالديكورية أو الكرتونية، وفى ضوء الأحزاب الحديثة التى لم يمر على ولادتها عام كامل والتى لم نرى لها بعد برامج كاملة، هو أمر لا يعمل فى مصلحة مصر العليا وسيؤدى إلى إنشاء حكومة جديدة هشة غير قادرة على إدارة البلاد وقد تتعثر فى القيام بمهامها .
أرى أنه من الأفضل تحقيق تعاون بين الأحزاب والأفراد المستقلين والمرشحين للرئاسة فى وضع برامج مشتركة لحكومة ائتلافية جديدة تحافظ على الهوية المصرية فى قبول الإختلاف والتنوع على أرضها وعدم التمييز بن مواطن وآخر على أساس اللون او الجنس أو العقيدة أو النسب أو الثروة ، وهو ما أراه سينهض بدور مصر فى القيام بمسئوليتها نحو الشعب بصورة أفضل وسيتيح المزيد من الوقت للأحزاب فى النهوض ببرامجها بصورة يمكن تفعيلها على أرض الواقع، أو على أساس يتم الإتفاق عليه فى إنشاء أحزاب جديدة تقل عن العدد الحالى للإحزاب البالغ حوالى خمسين حزب. ويسعدنى ويشرفنى أن أقدم البرنامج التالى ليتم على أساسه تشكيل حكومة ائتلافية فى المستقبل القريب والنهوض بالحياه الحزبية فى مصر فى فترة الحكومة الإتلافية :
( 1 ) تحقيق تنسيق وتعاون بين الأحزاب والأفراد لتوحيد برامجها وتشكيل حكومة ائتلافية لمدة لا تزيد عن خمسة سنوات يتم مراعاه فى تشكيلها تكافؤ الفرص والأكفاَ بصرف النظر إلى الإنتماءات السياسية والدينية المختلفة.
( 2 ) تشكيل أحزاب جديدة على أساس من الحرية والديمقراطية فى نقاط الأختلاف مثل " الرأسمالية " و " الإشتراكية " و " الطريق الثالث " وغيرها على أن لا يتعدى عدد الأحزاب عن خمسة أحزاب . وأرى هنا بأن " الطريق الثالث " الذى يجمع بين إمتيازات الرأسمالية وإمتيازات الإشتراكية هو الأفضل لمصر فى المستقبل .
( 3 ) يسعى الرئيس المنتخب لمصر المحروسة - كبير العائلة المصرية - بتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الحالية لتوحيد برامجها ولإعطاء رؤيته لإنشاء أحزاب ديمقراطية على أساس نقاط الأختلاف وليس الإتفاق بشرط أن يقف على أبعاد متساوية منها وفى إستقلال عنها، فلا يجب أن ينتمى لحزب ضد بقية الأحزاب .
( 4 ) إجراء إنتخابات برلمانية وذلك بعد الإنتهاء من تأسيس الأحزاب الجديدة وتوعية شعب مصر المبارك بها ليقوم الحزب الذى يشغل أكبر عدد من المقاعد بتشكيل الحكومة البرلمانية الجديدة .
( 5 ) قيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتسليم الآمن للسلطة للحكومة البرلمانية الجديدة المنتخبة وحماية البلاد من أى ثورات مضادة.
أضع مقالى هذا أمام البرلمان القادم للنظر فيها وإتخاذ قرار بشانه
وبالله التوفيق
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com