ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مهرجان القديسين بالملابس الملونة والتهليل

ماجدة سيدهم | 2011-12-29 00:00:00

بقلم : ماجدة سيدهم
قرأت الخبر "وقفة القديسين بالشموع والملابس السوداء" انتهى الخبر، وشعرت بالاستياء، ليس حيال التضامن النبيل بل عن ارتداء الملابس الحدادية في إطار استعادة تفاصيل الحدث بالمزيد من الحزن والغضب ورفض للحياة، وجدتني أتساءل لماذا نتشح بكل هذا الأسى في ذكرى لمناسبة أقل ما توصف بالعرس السماوي،

ولماذا نضفر موروث التباكي والتنهد كطقس مأساوي عتيق يخدر كل تخوم الفرح والأمل ويصيب الرجاء الحي بموت أكيد - فنجد أنفسنا بلا انتباه نسير خلف نعش المسيح آلاف المرات.. أليس في مظاهر الحزن وكآبة القلب هذه تجديفا على الوعد الإلهي باسترداد حق الدم الصاعد إلى السماء، ورفضا معلنا لفعل الفرح والقيامة..! اليس في وقفة الحداد وتجديد النواح إهانة موجعة لقلب العلي بأنه اله فاشل وعاجز ومثلنا ييأس مختزلين لإعلانات مسبقة " ثقوا أنا غلبت العالم.. وكذا احسبوه فرحا عندما تشتد الضيقة "..

-نعم..الفقد مرير، وسياط الوحشة قاسية وأيضا الغدر والخيانة والقتل أقسى من كليهما، نعم.. البغضة خفاش أعمى،بلا حواس أو رقة، يرتطم حيثما يـُصادر الفهم وتـُفرغ الروح–لذا صفحات الدم الذكي لم تنته بعد.. لكن في هذا لا غلبة لقاتل أو لموت ولا سلطان لباطش أو لهاوية... وهنا.. هل يجدر بنزيف الشهداء المتألق عبر الحدث والتاريخ أن نشيعه إلى مثواه الأخير بينما تصهل له أجراس العرش الملكي فرحا ورقصا وتصفيقا تتويجا للنازفين.
ألا يـُستحق في كرنفال المجد أن ننصهر بالفرح المذهل للوعد الأمين ومع سحر جوقات التهليل نعلي الغناء ونضبط إيقاع الرجاء– نعم.. تستحق المناسبة السعيدة لذكرى الأحباء أن نبهر العالم بأيقونات الثقة ونرتدي أزهى الثياب ونتحلى بأبهج زينة وألطف عطور- فليس ثمة انكسار أو خزي، ليس ثمة نهاية..
*أنت تفرح..أنت تقول للحب نعم


أنت تثق.. فأنت تهد حصون الشر، فهل لنا نقدم أرقى المشاعر ونعلن ذروة الإيمان المطرز بالفخر والانتصار عوضا عن غبار العجز والهزيمة كما يليق باحباء لنا انتقلوا - مبهجين في هذا قلب الله طويل الروح كثير الرحمة.
وليس آخر: كل العام وقلوب الأمهات والحبيبات ممتلئة بسلام يفوق كل عقل.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com