ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سأحتفل بالميلاد

مرثا فرنسيس | 2011-12-31 00:00:00
بقلم: ماري فرنسيس
فاحتفالي لا يتوقف على الظروف التي أمر بها أو يجتاز فيها وطني الغالي والمصريين الشرفاء، لا أنكر حزني لمايحدث في وطني الحبيب منذ الدقائق الأولى في العام الحالي والذي سينتهي بعد أيام قليلة جدا ً، ولن أنسى أبدا من قتلوا خلال هذا العام، ولكني سأحتفل ليس بمظاهر الاحتفال المعتادة انما بالفرح والسلام والحب الذي يمتلئ قلبي بهم، فالمولود الذي أحتفل به لم يكن طفلاً عاديا ً، بل هو رئيس السلام، هذا الطفل الذي استطاع في ثلاث وثلاثين عاماً فقط أن يثبت للجميع أن الحب يصنع المعجزات وأن الحب يعلو جداً فوق كل إختلاف وكل عادات وتقاليد وأنه يذيب الفوارق، وعلمَّ أن الحب لا يحتاج لفلسفة أو منهجة أو قوانين،سأحتفل بحريتي فالحرية لا تبدأ ابداً من الخارج أو من الممارسات المختلفة ولكنها تبدأ من داخل الإنسان، الحرية هي حرية الفكر والنفس ويلي ذلك حرية الممارسات المختلفة.
 

سأحتفل بإختياراتي التي قمت بها بكل إرادتي، وسأحتفل بأنني تعلمت كثيراً من أخطائي، سأحتفل بحبي لكل انسان، انا أحب البوذي والمسلم والملحد والكونفوشي والمسيحي، أحب المصري والسوري والسعودي واليوناني والأسباني والصيني، فالحب الذي تعلمته هو إختيار إرادي وأسلوب حياة وليس مجرد مشاعر، أحب بدون قوانين تحلل أو تحرم الحب والود بين البشر، بدون قوانين تسمح لي بتهنئة غيري أو تمنعني من ذلك، سأحب وأحرص على مشاعر الآخرين و بدون أن اجرح مشاعر أي انسان، سأحب مادام قلبي ينبض ومادمت اتنفس. سأحتفل بمن بقدومه للعالم غير مجرى التاريخ وأعطى للحياة معنى وطعم، سأحتفل بمن أحب واهتم بكل انسان على حدة وكأنه المخلوق الوحيد على وجه هذه الأرض.

 
سأحتفل وانا لست خائفة مما قد يحدث غداً، سأحتفل وأنا اسمع وأشاهد التفجيرات التي تسببت في قتل عشرات المحتفلين بالميلاد في نيجيريا فقد حدث هذا سابقاً في مصر ولولا أن السيد والمعلم -الذي أحتفل به في هذه الأيام- لولا انه قد سبق وأخبرنا بما سيحدث لكنت قد شككت وتساءلت وحزنت، لكنه عرفني بكل ماستكون عليه الايام والناس والافكار، وعلمني أن الألم جزء لا يتجزأ من الحياة بل وعلمني كيف اتعامل مع وجود الألم في الحياة. علمني ان اختار بكامل ارادتي ان احب الإنسان في كل مكان وزمان، فقط لأنه انسان

 
سأحتفل بمن وهبني السلام الذي لن يتمكن أحد من أن ينزعه مني، وسأطلب السلام لكل الوطن العربي، بل لكل العالم
اتمنى في العام الجديد أن يجد الفقراء والمعوزين احتياجاتهم بكرامة، وأن يقل جدا سماعنا لكلمة أطفال الشوارع، وأن يجد كل طفل فقد والديه أو احدهما- أن يجد عشرات الأباء والأمهات والبيوت؛ فيعرف معنى الدفء ويتذوق طعم الحب والحنان، أتمنى أن تختفي من الوجود كل مظاهر العنف والإساءة للمرأة، وأتمنى ان تتولى امرأة سدة الحكم في بعض بلادنا العربية، أتمنى أن تختفى كل صور ومظاهر التمييز بين الأفراد على اساس الدين والجنس واللون.
كل عام وأنت بكل خير وصحة وسلامة يا كل انسان
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com