كتب: مينا مهني
أقام حزب "البناء والتنمية"- الذراع السياسي للجماعة الإسلامية- مؤتمرًا حاشدًا- أمس الجمعة- بحي "الكنوز" بمدينة "قنا" لدعم مرشحي الجماعة في انتخابات المرحلة الثالثة، تحدَّث فيه "طارق الزمر- الذي أشار إلى ضرورة عودة أموال "مصر" إلى أصحابها الحقيقيين، وهو ما يقتضي سن قوانين وتشريعات من خلال مجلس الشعب القادم لمعاقبة الدول التي تحتفظ بأموال "مصر" حتى الآن، والدول التي تواطأت مع "مبارك" وأبنائه في سرقة أموال "مصر"- على حد قوله-.
وقال "الزمر": "إن من أكثر الأسباب التي أدت إلى قيام ثورة 25 يناير استباحة دم الإنسان وإهدار كرامته في مصر من قبل النظام السابق ورجاله. لقد تحوَّلت مصر في عهدهم إلى واحة التعذيب في العالم، فلا يوجد مكان أسوأ من سجون مصر ومعتقلاتها، فالكثير من أبناء البلدان الأجنبية مثل روسيا والبوسنة وأمريكا اللاتينية عذبوا في السجون والمعتقلات المصرية حتى أنهم كانوا يلقون بالشباب من الأدوار العليا بعد تعذيبهم ويقولون إنه انتحر، حتى أن الأحكام القضائية كانت تداس بنعال الأمن وكلها كانت من أسباب خروج الشعب على هذه العصابة. لقد أدار الطاغية المخلوع مصر بأبشع وأسوأ جهاز أمني في العالم، ومازالت العصابة تعبث بأمن مصر ويجب أن نعمل على تطهير البلاد من بقايا النظام السابق، فلا ينبغي أن يدخل مجلس الشعب أي من فلول النظام السابق. ولابد أن نعمل سويًا على بناء مؤسسات جديدة تحقق الاستقرار للفترة الجديدة، وأهم مؤسسة هي مؤسسة مجلس الشعب التي يبنى عليها النظام السياسى كله ".
وأضاف "الزمر": "لقد أصبح رجال الأعمال في عهد النظام السابق يملكون المال والعباد في مصر، لقد يسر لهم النظام كل السبل لسرقة مصر حتى أصبح أكثر من نصف الشعب المصري تحت خط الفقر، وفشلت عصابة النظام السابق في إدارة موارد الدولة حتى أصبحت مصر من أفقر دول العالم، وعايرنا المخلوع بكثرة النسل". موضحًا أن اليوم الذي كان من المقرر أن تحتفل فيه الشرطة بعيدها أصبح عيدًا لحرية "مصر" ويومًا لتخليص الشعب من قبضة النظام السابق ورجال الشرطة الذين استباحوا دماء المصريين واستباحوا عقول أبناء "مصر" عن طريق الإعلام والثقافة. لافتًا إلى أن الفقر ليس في صعيد "مصر" فحسب بل في كل مكان في "مصر"، وأن "القاهرة" بها أسر تبحث عن طعامها بين مقالب القمامة.
ومن جانبه، وجّه الشيخ "عبدالآخر حماد" كلامه للعلمانيين قائلًا: "من قال لكم أننا نريد أن نركب جملًا في عصر الطيارة؟ لماذا تقولون علينا رجعيون إذا ما رجعنا إلى شريعتنا الإسلامية وتفاخرنا بها، ولا تقولون ذلك لمن يقول إننا أصحاب حضارة 7000 عام؟ لقد جربناهم سنين- يقصد العلمانيين- ومازادوا بلادنا إلا تأخرًا وفقرًا". مشيرًا إلى أن أقباط "مصر" ما رأوا عدلًا إلا في ظل حكم المسلمين، فبطريرك الأقباط فر هاربًا في عهد الرومان أشقائه في العقيدة خوفًا من بطشهم ولم يرجع إلا بعد فتح "عمرو بن العاص" لـ"مصر"، وأعدم الرومان (120) ألف من مسيحيي "مصر" في مذبحة واحدة. وأضاف: "أقول بأن أقباط المهجر والعلمانيين والشيوعيين هم من يزرعون الخوف في قلوب أقباط مصر من ناحية الإسلاميين".
وقال "الزمر" خلال مكالمة تليفونية أثناء المؤتمر: "إن العلمانية التي مُنيت بالهزيمة هالهم هذا النجاح الباهر الذي حققه التيار الإسلامي، وهم يسعون إلى تعكير الصفو وتعطيل المسيرة، فعلينا أن نتصدى لهم ونمضي في مسيرتنا".
وأكّد "عصام دربالة"- أمير الجماعة الإسلامية- أن الشعب المصري انحاز لشرع الله رغم حملات التخويف، وأن الانفلات الأمني في "مصر" يقف وراءه تخطيط وتدبير، لافتًا إلى أن الانتخابات تمت دون وقوع حوادث تخل باستكمالها وهو ما لم يكن متوقعًا.
وعلى هامش المؤتمر، أقامت الجماعة الإسلامية معرض صور للشيخ الأسير "عمر عبدالرحمن" يعطي نبذة عن جهاده والمطالب بالإفراج عنه.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com