ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

صورة إيجابية لسويسرا في الخارج رغم الأزمة الإقتصادية

swissinfo.ch | 2012-01-09 08:11:54

 صُنفت سويسرا من ضمن البلدان العشرة الأوائل في العالم من حيث استحسان الجمهور الأجنبي لاستقرارها السياسي، وجمال طبيعتها، وقدرتها التنافسية، وجودة مستوى العيش فيها. لكن الأزمة المالية تركت أثرا سلبيا على صورتها في وسائل الإعلام الأجنبية.

هذه هي حصيلة الدراسة التي أنجزتها مؤسسة "ناشيون براندس إينديكس" لعام 2011 (وهو مؤشر دولي لترتيب سمعة البلدان بحسب الأفضلية)، وقامت فيها بمقارنة أوضاع خمسين بلدا من بلدان العالم في قارات مختلفة.

ووفقا للبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السويسرية بتاريخ 23 ديسمبر الماضي للإعلان عن نتائج الدراسة، فقد حصلت سويسرا على أحسن نقطة في مجال الحكم الرشيد الذي وُصف بـ "الكفؤ" و"الأمينة". كما نالت نقطة جيدة جدا في مجال حماية البيئة وجودة العيش. ومن النقاط التي أسهمت في حصولها على هذا الترتيب "قدرتها التنافسية في مجال الصناعات التصديرية"، وعلاقتها بالعلوم والتكنولوجيا.

وتقول الدراسة إن سويسرا لا زالت مرتبطة إلى حد كبير في تقييم الأجانب ببنوكها وساحتها المالية. أما أضعف نقطة مُنحت لها فكانت في مجالات "الثقافة والإرث الثقافي".

تعاطفا أكثر في ألمانيا
وبشكل عــام، تحصل سويسرا دائما على أفضل المراتب في ألمانيا حيث احتلت الصف الثاني من أصل البلدان الخمسين الذين شملهم تقييم مؤسسة "ناشيون براندس إينديكس". وهي بذلك تؤكد تعلقا تقليديا يكنه الألمان لسويسرا.

أما الصينيون والروس فقد صنفوها في المرتبة الخامسة، بينما احتلت الصف السادس في تركيا والسابع في الولايات المتحدة، وهما البلدان اللذان عرفت فيهما سمعة سويسرا تحسنا مقارنة مع تقييم العام الماضي.

في المقابل، تراجعت سمعة سويسرا في بلدان أمريكا الجنوبية مقارنة مع دراسة العام الماضي، على الرغم من احتفاظها بالمرتبة العاشرة في الأرجنتين مثلا.

نظرة سلبية متعاظمة في وسائل الاعلإم الأجنبية
على النقيض من الصورة الإيجابية التي يبديها الجمهور الأجنبي تجاه سويسرا، تشير الدراسة إلى أن الصورة المنقولة عبر وسائل الإعلام الأجنبية عنها تميل أكثر فأكثر نحو السلبية مع تزايد التطرق للقضايا المالية ولغلاء قيمة صرف الفرنك.

ونقل بيان وزارة الخارجية عن نيكولا بيدو، رئيس مؤسسة "الحضور السويسري"، وهي المؤسسة المعنية بالترويج لسمعة سويسرا في الخارج: "هناك بعض التناقض بين صورة تقليدية إيجابية لدى الجمهور، وبين توجه متزايد نحو الانتقاد في وسائل الإعلام خلال الأعوام العشرة الأخيرة". ويضيف هذا المسؤول: "لقد أظهر تقييمنا للأسلوب الذي تطرق به وسائل الإعلام الأجنبية لسويسرا خلال عام 2011، أن حجم التغطية عرف زيادة كبيرة، ولكن التوجه السائد هو الميل من حين لآخر نحو تقديم صورة سلبية جزئيا".

وأوضح بيان الوزارة أن تلك التغطية الانتقادية تزامنت مع التطرق بحجم أكبر نسبيا للقضايا المالية والجبائية. وتصدرت قوة الفرنك السويسري قائمة المحاور التي عالجتها وسائل الإعلام الأجنبية. ولكن تم تناولها أيضا بشكل إيجابي عندما تعلق الأمر بالاستقرار النقدي. غير أن الانتقادات طغت على التقييم لدى تناول الصعوبات الظرفية المتنامية التي يواجهها الاقتصاد السويسري، ومشاكل مديونية دول أجنبية بالعملة السويسرية مثلما هو الحال بالنسبة للنمسا والمجر، أو الاهتمام الكبير بمشاكل البنوك السويسرية في الولايات المتحدة الأمريكية مثل اتحاد المصارف السويسرية "يو بي إس" أو مجموعة "كريدي سويس" ومصرف "جوليوس بير" الخاص، ولئن لم تتردد وسائل الاعلام الأجنبية في تثمين السياسة السويسرية في مجال استقرار العملة.

قرارات سياسية إيجابية لصالح الربيع العربي
وقد أسهمت القرارات التي سارعت سويسرا باتخاذها لدعم ثورات الربيع العربي في إعطائها صورة إيجابية في وسائل الإعلام الأجنبية مثل قرار "تجميد أموال الحكام الديكتاتوريين". وحظي هذا الموضوع بـ "تغطية كبيرة" و"إيجابية في معظمها"، من قبل وسائل الإعلام الأجنبية، وفقا لمؤشر "ناشيون براندس إينديكس".

ويدخل أيضا في إطار القرارات السياسية التي لقيت اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الأجنبية، "القرار المبدئي للحكومة والبرلمان السويسريين بالتخلي التدريجي عن الطاقة النووية". لكن الدراسة أوضحت أن وسائل الإعلام الأجنبية فسرت التحرك السويسري كــ "نتيجة لكارثة حادث فوكوشيما النووي في اليابان، أكثر من كونه رغبة في دعم استخدام مصادر الطاقة البديلة".

وينطبق المنطق نفسه على نتيجة المبادرة الشعبية الرامية إلى الحماية من استخدام سلاح الخدمة العسكرية في عمليات الانتحار والاعتداءات بالسلاح، إذ استنتجت الدراسة أن تغطية وسائل الإعلام الأجنبية لها تمت لأسباب مختلفة وبدرجات اهتمام متفاوتة ارتبطت أساسا بأهمية الموضوع في هذا البلد أو ذاك. فقد وجدت المبادرة صدى إيجابيا في الولايات المتحدة الأمريكية التي شهدت مجزرة "تيسكون"، بينما علقت عليها وسائل الاعلام الألمانية كخبر "غريب" و"يتجاوز الواقع".

وإذا كانت الدراسة قد أشارت إلى عدم التطرق إلى سياسة الإبداع والابتكار والبحث العلمي وسياسة النقل إلا نادرا في وسائل الإعلام الأجنبية، فإنها نوهت إلى أن الرياضة السويسرية حظيت بأكثر من 10% من التغطية في وسائل الإعلام الأجنبية بالتركيز في غالب الأحيان على شخصية رياضية بعينها، وفي المقدمة لاعب التنس روجيه فيديرر.

ويري رئيس مؤسسة "الحضور السويسري" نيكولا بيدو في هذا التقييم "استمرار تمتع سويسرا بصورة جيدة لدى الجمهور الأجنبي"، ولكنه يحذر في الوقت نفسه من ضرورة "الاعتناء بهذه الصورة لكي لا تتأثر على المدى البعيد بتغطية تهتم فيها وسائل الإعلام الأجنبية فقط بالجوانب القابلة للانتقاد".

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com