كتبت: ميرفت عياد
أكَّدت الدكتورة "إيمان بيبرس"- الخبيرة الدولية في قضايا النوع والتنمية الاجتماعية، ورئيس مجلس إدارة جمعية "نهوض وتنمية المرأة"، ومؤلفة كتاب "نساء من الميدان"- أن إصدار كتاب "نساء من الميدان" لم يكن عملًا بسيطًا بل احتاج إلى مجهود مضن من فريق العمل المكوَّن من الباحثين والباحثات لفترة طويلة، والذين تكبَّدوا مشقة الانتقال للعديد من الأماكن المتفرقة في أنحاء البلاد، من أجل مقابلة نساء وشابات مصريات شاركن في الثورة المصرية ووقفن جنبًا إلى جنب مع أبناء هذا الوطن بكل تفانٍ وحب وشراسة أمام طغيان وجبروت حكام كفروا بالإنسانية ونسوا أنهم يمثلون أبناء وطنهم.
تغيير وجه الوطن
بدأت صفحات الكتاب المشار إليه بكلمة للدكتورة "نوال مصطفى"- رئيس تحرير كتاب اليوم- والتي أشادت بأهمية هذا الكتاب لتوثيق دور المرأة المصرية في ثورة 25 يناير، وهو دور رئيسي ومحوري ولا يقل أهمية عن دور الرجل. مشيرةً إلى أن المرأة شاركت في التظاهرات بميدان "التحرير" وغيره من ميادين "مصر"، حيث شاركت كناشطة سياسية تتبنى قضايا الوطن، وكأم تشجع أبنائها وأولادها على المشاركة السياسية ولا تحاول أن تجنِّبهم المخاطر في المظاهرات التي تتحوّل في كثير من الأحيان إلى اشتباكات دامية ويسقط خلالها ضحايا وشهداء كان من ضمنهم المرأة التي كان الوطن حاضرًا في ذهنها بل في ذهن الجميع، لذلك لم تطلق العنان المخاوفها، بل تصرَّفت بشجاعة ووطنية، متجاوزة مخاوفها، منطلقة بكل حماس لتغيير وجه الوطن.
انتفاضة غضب وصرخة ألم
وأوضحت د. "إيمان بيبيرس"- أن الثورة المصرية شارك فيها جميع فئات الشعب المصري: شباب وشابات، نساء ورجال، من الحضر والريف، مسلم ومسيحي. وكانت تضم كافة المستويات والطبقات الاجتماعية، وأنه لابد من الاعتراف بأن المرأة المصرية لعبت دورًا أساسيًا لا يقل عن الرجل في جميع أنحاء الوطن، فهي تصنع التاريخ في "مصر"، وتريد أن نترك لأبنائها وبناتها وأحفادها أمثلة لبطلات مصريات لعبن دورًا بارزًا، ولم يترددن للحظة في التضحية بأرواحهن من أجل هذا البلد، والمشاركة في ثورة 25 يناير التي تُعد صحوة لضمير الأمة، وانتفاضة غضب، وصرخة ألم من جميع المصريين الذين عانوا سنوات عديدة من الظلم والقهر والاضطهاد واغتصاب الحقوق والفقر والمرض، وكأن الشعب المصري أصبح مستعمرًا من العدو. لافتةً إلى أن الثورة المصرية هي صحوة لقوى الحق لمواجهة الفساد الاقتصادى والسياسي والتعليمي والاجتماعي الذي حل ببلدنا على مدى ثلاثين عامًا، أصبح خلالها المواطن المصري على هامش الحياة في الداخل والخارج، يستطيع بالكاد أن يدبِّر قوته وقوت أولاده، وأصبح الحلم في الحياة الكريمة من المستحيلات.
يُذكر أن كتاب "نساء من الميدان" قامت بإصداره سلسلة "كتاب اليوم" الشهيرة، وهو يقع في حوالي (165) صفحة، وينقسم إلى جزئين: الأول- يضم قصص لفتيات وسيدات شاركن من ميدان "التحرير" في ثورة 25 يناير، ويوضِّح الدور الفعَّال الذي قمن به، وأسباب ودوافع مشاركتهن، ومدى تشجيع المحيطين بهن للقيام بذلك، والثاني يضم قصص شهيدات ثورة 25 يناير، لتوثيق وجود سيدات مصريات دفعن حياتهن فداءً للوطن.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com