لا يقف حد ما يجمع مصر بكينيا عند مياه النيل المتدفقة من بحيرة فكتوريا جنوبا أو محصول الشاي الذي هو المحصول الرئيسي لدى نيروبي وتعد القاهرة المستورد الأول له ..بل إن ما يقدمه الأزهر الشريف والكنيسة المصرية على الساحة الكينية يعد نيل من نوع آخر لكنه يتدفق هذه المرة من الشمال نحو الجنوب وتستقبل نشاطه الحكومة والشعب الكيني بترحيب شديد لما يمثلة من نموذج للتعايش بين المسلمين والمسيحيين.
أحمد عبد المنعم عبد الرحمن مبعوث وزارة الأوقاف لكينيا قال أن هناك 45مبعوثا للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يوصلون الليل بالنهار للوفاء بمتطلبات الكينيين الروحية..و يعملون في الصباح مدرسين بالمدارس والمعاهد وبعد الظهر خطباء وأئمة في المساجد يلقنون مسلمي كينيا البالغ تعدادهم 45% من إجمالي تعداد السكان البالغ 40 مليون نسمة تعاليم دينهم .
وأضاف أن نشاط البعثة الأزهرية يتركز في المنطقة الساحلية على المحيط الهندي والمنطقة الشمالية المتاخمة للصومال ويرفض مسلمي كينيا اعتلاء الصومالين منابر المساجد بسبب نهجهم المتطرف وتشددهم خاصة بعد اختطاف عدد من السائحين في كينيا على أيدي صوماليين من شباب حركة الجاهدين مما تسبب في خسائر فادحة بقطاع السياحة التي تعد مصدر رئيسي للدخل في كينيا.. ويحرص مسلمي كينيا على تعليم أبنائهم في المعاهد الأزهرية وعلى أيدي أساتذة من الأزهر في المدارس الكينية بسبب ما يتمتع به الأزهر الشريف من سمعة طيبة ووسطية واعتدال على مدى عشرات السنين بين الكينيين.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المواطنين الكينيين تبرعوا بقطعة أرض مساحتها أكثر من ألفي متر بوسط العاصمة نيروبي لمصر لإقامة مركز ثقافي إسلامي عليها ويرفضون تسليمها لدولة خليجية لتقيم عليها هذا المركز حبا وتقديرا لوساطية الأزهر الشريف.. وفام السفير قدري عبد المطلب سفير مصر بكينيا بمخاطبة الأزهر لكي يشيد عليها هذا المركز الإسلامي المصري منذ خمسة شهور إلا أنه لم يتلق ردا من إدارة الأزهر حتى الآن.
وأكد أن مبعوثي الأزهر بعددهم القليل للغاية يعجزون عن التعامل مع احتياجات أكثر من عشرة ملايين كيني مسلم.. وتلبية استفساراتهم في مختلف أمور الدين والمعاملات..خاصة في ظل ندرة كتب الفقه والكتب الدراسية الخاصة بمناهج التعليم الأزهري والتي تظهر بشكل واضح في معهد مومباسة.
وفي لقاء مع عدد من مسلمي كينيا أكدوا أنه لا توجد قيود على نشاطهم من الأغلبية المسيحية في البلاد ويقولون أن وزراء الدفاع والتجارة والسياحة مسلمين ويعيش الجانبين مع بعض في أمن وسلام كما يعيش عنصري الأمه في مصر و يطلبون من الأزهر زيادة عدد المبعوثين وألا يقتصر عملهم على تعليم علوم الدين فقط بل علوم الدنيا أيضا منوهين بأنهم يحتاجون لأطباء الأزهر و صيادلته وبيطرييه ومختلف علمائه ويقولون أن هناك حاجة ماسة في بعض المناطق الإسلامية التي تعاني من الجفاف لحفر آبار لاستخراج مياه الشرب مثل مناطق فوجير وجرسة.
أما القس مينا عطوة كاهن الكنيسة القبطية بنيروبى فيقول ان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تأسست في الاسكندرية تعد أقدم كنيسة في أفريقيا وباتت كنائسها تنتشر اليوم في مدن وقرى 12 دولة افريقية هي بوروندي و كينيا وزامبيا وزيمبابوي وناميبيا وجنوب افريقيا والكونغو وساحل العاج ونيجيريا وغانا وأوغندا و تنزانيا ..وتعمل على بناء الانسان الافريقي جسديا وعقليا وروحيا.
وأضاف أن أول كنيسة رئيسية ارثوذكسية مصرية في كينيا قد تأسست عام 1976 وتسعى شأن باقي الكنائس لمحاربة الفقر والمرض والمعاناة وتخفيف الألم عن الناس وتقدم خدمات تعليمية وطبية ورعاية اجتماعية ومشاريع تدريبية وزراعية..خاصة تدريب وتعليم الشباب كأولوية داخل المجتمعات المحتاجة.
وقال أن كنيسة مصر فى كينيا تقوم برعاية الأسر و توفير الاحتياجات الأساسية للأيتام وأطفال الشوارع ودفع مصاريف الدراسة اعترافا من جانب الكنيسة بأهمية التعليم في تنمية الأفراد والمجتمعات. .ولا يقتصر الأمر على توفيرالمدرسة فقط للأطفال بل وجبات الطعام ، والملابس ، والعلاج الطبي.. إلى جانب توفير المكان والمعدات اللازمة للسماح للشباب والأطفال للمشاركة في مختلف الألعاب الرياضية.
وأشار إلى أن الكنيسة قامت بعد سنوات من العمل على الساحة الكينية بانشأ مدرسة لاهوتية وتقوم مدرسة "القديس أثناسيوس" بتعليم جيل جديد على الأساس الروحية والمعرفة العميقة بالكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة وإلى جانب التعليم توفر الطعام والمسكن بحيث يركزالطلاب على الدراسه فقط.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com