تسعى القوى المصرية لمعرفة طبيعة التحالفات التي ستظهر في البرلمان المقبل، خاصة بعد الفوز الكبير للتيارات الإسلامية مع تصدر "الحرية والعدالة،" الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، وحلول "حزب النور" السلفي خلفه، وتبرز جهود ترمي إلى "التنسيق" بين تلك القوى بينما تتردد معلومات عن السعي لبناء تكتلات منفصلة ومتنافسة.
فقد نقل التلفزيون المصري عن "الجماعة الإسلامية" أن القيادي البارز في صفوفها، طارق الزمر، وزميله صفوت عبد الغني، يسعيان لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة داخل البرلمان "من أجل الخروج بتصور موحد للعمل البرلماني في الفترة المقبلة.
وكان وفد من حزب "البناء والتنمية،" الذراع السياسية للجماعة، قد اجتمع مع أحزاب "النور" و"الوسط" وغيرهما من أجل التنسيق فيما بينها، وتغيب عن اللقاء كل من حزب الوفد والكتلة المصرية بينما خفض حزب الإصلاح والتنمية، الذي يتزعمه محمد أنور السادات، من مستوى تمثيله في إشارات واضحة على عدم قبول هذه الأحزاب الانضمام إلى تكتل "النور" و"الوسط."
وكانت الجماعة الإسلامية قد أعلنت من قبل أنها بصدد دراسة ومناقشة قضية التحالفات البرلمانية التي تصدرت الساحة السياسية والإعلامية في الآونة الأخيرة.
وقرر مجلس شوري الجماعة أن يتمهل بشأن قرار الانضمام لأي من التكتلات السياسية التي بدأت في التشكل، ريثما يستمع لرؤية كل منها بشأن تصوره للأهداف التي يسعي لتحقيقها في الفترة القادمة.
من جانبه، قالت الداعية المصري المعروف، الشيخ محمد حسان، إن على قيادات "الحرية والعدالة" و"النور" الاستماع إلى بعضهما البعض "مع تصفية النفوس."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن حسان قوله، "لن يقدر حزب الحرية والعدالة وحده أو النور أو الليبراليون وحدهم على تحمل المسؤولية الثقيلة،" كما حض على أن يكون الرئيس المقبل موضع اتفاق بين جميع القوى.
ونقل الموقع الرسمي لحزب "النور" عن القيادي فيه، نادر بكار، قوله إن حزبه "يهتم بالائتلاف الوطني،" ولكنه انتقد في الوقت نفسه "بعض الأصوات الليبرالية التي تريد تعميق الخلاف ولا تنظر لمصلحة الوطن،" على حد تعبيره.
وأشار بكار إلى أن الاتصال بالأحزاب والقوى السياسية "ليس من أجل إنشاء تحالفات ولكن لمعرفة النقاط المشتركة والمختلف فيها وكيفية معالجتها والتعامل معها،" مضيفاً أنهم "يتحفظون على موضوع التحالفات ويقولون إنها تؤدي إلى مزيد من الاحتقان في الشارع."
وأضاف أن حزب "النور" لا يستثني أحداً من الحوار، مشيراً إلى أن الاتصالات جرت مع هذه الأحزاب "للوصول لرؤية مشتركة لمصلحة البلاد في المستقبل، وتقريب وجهات النظر،" مع التشديد على أن الحزب "يلتزم بثوابته الإسلامية."
وتدور الكثير من التحليلات في الصحف المصرية حول تقارب قد يظهر بين كتلة "الحرية والعدالة،" التي فازت بقرابة 45 في المائة من الأصوات، وبين كتلة "الوفد" التي حلت في المركز الثالث، بما يضمن وجود أغلبية بسيطة يقودها الإخوان.
بينما يسعى السلفيون، الذين حصلوا على قرابة ربع الأصوات، إلى تشكيل تحالف واسع بقيادتهم، غير أن فرص نجاحهم قد لا تبدو كبيرة في ظل تردد الكثير من الأحزاب حيال التحالف معهم.
وكان الصراع الانتخابي قد وسّع شقة الخلاف بين جماعة "الإخوان" و"التيار السلفي،" مع تبادل في الاتهامات بين الجانبين بعد فشل جهود التوصل إلى اتفاق على "أخلاقيات" للتنافس بينهما.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com