ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"إسحق حنا": المعماريون الأقباط بنوا أول محراب مجوَّف في الإسلام بالجامع النبوي

ميرفت عياد | 2012-01-16 16:10:10

 كتبت: ميرفت عياد


قال المهندس والفنان التشكيلي "إسحق حنا"، في حديث خاص لـ"الأقباط متحدون"، إن الحضارة القبطية كانت مزدهرة حين دخل العرب "مصر"، ودلَّل على ذلك ببقايا الكنائس الموجودة بـ"أسوان" و"باويط" و"إسنا" وغيرها، في حين كان العرب في الجاهلية لا يعرفون العمارة لأنهم قوم رُحَّل ينتقلون من مكان إلى آخر وغير مستقرين، ولهذا اعتمدوا على الصناع الأقباط في بناء المساجد والمنازل، وكانت إلى حد كبير مطابقة للأساليب الفنية التي يعرفونها، ثم قاموا بعد هذا بتطويرها تبعًا لمفاهيم الدين الجديد، ومن هنا بدأت العمارة الإسلامية تتشكَّل في مراحلها الأولى، حيث اتخذت من العمارة المصرية في الحقبة القبطية العديد من العناصر المعمارية، وأعاد الصناع والفنانون المصريون تنفيذ الزخارف بداخل الكنائس القبطية في المساجد والجوامع التي طُلب منهم تجميلها. مشيرًا إلى أن منْ قاموا بهذا العمل هم مصريون يحملون في داخلهم تراثًا حضاريًا لا يماثل أي تراث آخر سواء في عمق تاريخه أو منجزاته أو بعده الإنساني.
 

وعن العمارة الإسلامية، أكّد "حنا" أنها أخذت من العمارة المصرية في العصر القبطي العديد من العناصر المعمارية، مثل المحراب في عمارة المساجد وهو مأخوذ من الهيكل في الكنائس، ومآذن الجوامع التي تماثل فكرة أبراج الكنائس، هذا إلى جانب التأثر بالزخارف الهندسية وأنواع طلاءات المباني وغيرها من الأساليب التي كانت سائدة في العصر القبطي، حيث لم يقتصر الأمر على استخدام العرب للصناع الأقباط في بناء أبنيتهم في "مصر" بل قاموا بالاستعانة بهم في العديد من المباني المختلفة؛ مثل جامع دمشق، وجامع بيت المقدس، وقصر الخليفة الوليد، كما أن "عمر بن عبد العزيز" حين أعاد تشييد الجامع النبوي في المدينة عهد ببناء جزء منه إلى المعماريين الأقباط الذين بنوا بداخله أول محراب مجوَّف في الإسلام على مثال حنية الكنيسة، ومن هنا يتضح أن الفن المصري المسيحي كان له أكبر الأثر على أبنية العصر الإسلامي.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com