بقلم : نسيم عبيد عوض
والوطن يتقدم حثيثا نحو يوم 23 يناير‘ يوم الجلسة الإجرائية لمجلس الشعب المصرى بعد توقف عاما مضى ‘ وبعد إنتخابات كان ظاهرها فى حريه‘ ولكن حقيقتها وضع التيارات الإسلامية فى صناديق الإنتخاب ‘ وبمساندة من كل الأجهزة الأمنية بما فيها القوات المسلحة ‘حتى أنها كانت أول إنتخابات فى تاريخ مصر بدون بلطجية ‘ وقد يكون فى العالم كله لأن كل إنتخابات لها بلطجيتها ‘ إلا تلك التى تمت فى مصر ‘ وسيرى العالم تنصيب جماعة الإخوان المسلمين ومعهم القليل الذين تحالفوا معهم أغلبية على مقاعد البرلمان ‘ حلم دام أكثر من ثمانين عام ‘ ومن العمل تحت الأرض ‘ وهو اليوم الذى ستنكشف فيه بعض الغيوم ‘ ويعرض علينا جزء من الإتفاقات والصفقات ‘ ولو حتى رموزها ومدلولاتها والوجوه الحقيقية لهؤلاء الذين كانوا مخفيين فى الجحور ويعملون فى الظلام .
وأيضا نسير نحو يوم 25 يناير ‘ وكلنا تساءل عما سيتم فى الميدان ‘ لقد وعد شباب الثورة ‘ بثورة ثانية تحقق المطالب الواقعية لثورة الشعب ‘ دفع فيها شهدائه بالمئات ‘ ومصابين بالآلاف ‘ والنظام الذين ضحوا بحياتهم من أجل سقوطة ‘ لم يسقط ‘ بل جاؤا بمن أسقط الوطن كله ‘ وأصبح الثوار متهمين ومطاردين ومشوهين ‘ ماذا سيحدث يوم 25 يناير ‘ ومجلس العسكر يخطط لإحتفال بعيد قومى لثورة كل أبطالها فى السجون ‘ وعن أي ثورة سيحتفلون ‘ ولا أحد يعلم ‘ عيد قومى وإحتفال كبير ‘ وهناك تجهيز للثورة الحقيقية ‘ وما بين 23 و25 فارق زمنى بسيط ‘ مثل الفارق بين ألإحتفال بعيد الشرطة وسقوطها ثانى يوم ‘ ولكن حجم الفرق كبير ‘ فالمجهول الذى سيظهر فى تلك الأيام هو الذى سيعطى الإجابة على سؤال غير معروف إجابته.
والناظر لما يجرى اليوم فى الشارع المصرى ‘ يتعجب من المتناقضات التى تطفو على السطح لصورة الوطن ‘ ولما يقب على الحوافى فى ربوع البلد ‘ ظواهر غريبة تتنافى مع كل المخططات لوطن حر ديموقراطى ‘ يتمتع فيه المواطن المصرى بعدالة إجتماعية ‘ تقيه من النزول الى القاع إجتماعيا وإقتصاديا ‘ كل جوانب الحياة فى مصر ‘ تعطى صورة مهزوزة لما يجب أن تكون أو يتوقع أن تكون عليه ‘ وكل جوانب الصورة تعطى مدلولات ورموز لوطن يحاول الصعود من كبوة ‘ ولكن حقيقة مافوق سطوح الظاهر مخيفة ومرعبة للمراقب لما يحدث ‘ وتعالوا معا نتحقق مما يطفو على السطح:
الشعب المصرى خرج أول أمس فلم يجد بنزينا يملأ عربته ليذهب الى عمله ‘ بلد تنتج البترول وتصدره لبلاد العالم من جاز وغاز ‘ ورجل الشارع لا يجد منه شيئا أو القليل ‘ الحكومة تعرضه بسعر مدعم ليغطى إحتياجات الشعب صاحب الأرض المنتجة للبترول ‘ وبالبحث والتقصى ‘ إتضح أن هناك فصيلا من الشعب يتاجر بهذا المنتج المدعم ويشتريه بالسعر المخفض ويبيعه للدول حولنا بأسعار أعلى يحقق منها مكاسب كبيرة ‘ وهذا معناه أن التجارة أصبحت بإحتياجات الشعب نفسه ‘ ولا أهمية لتغطية إحتياجاته ‘ ولا من يهمه وقف هذا النزيف ‘ ووقف متاعب الشعب فى الحصول على أقل إحتياجاته ‘ والمشكلة يتناوالها إعلام يعرض وجهة نظر أولى الأمرفقط ‘ الذين لا يهمهم الأمر أصلا.
صورة منقولة من بلدة نجع حمادى ‘ ليست قتل شباب الأقباط ‘ ولكن قطع خطوط السكك الحديدية ‘ ومنع مرو الفطارات من الصعيد الى القاهرة والعكس ‘ بسبب مشجعى الغول عضو الحزب الوطنى الساقط فى الإنتخابات‘ ومهما كان السبب فأهل البلد أوقفوا السكة الحديد ‘ وهذه أصبحت حوادث متكررة فى بلاد كثيرة ‘ كل من له مطلب يخرج ويوقف السكك الحديدية ‘ وللعلم هذه جريمة كانت قديما تساوى الخيانة العظمى يشنق مرتكبيها‘ ولكن أصبحت المطالب الفئوية علاجها وقف مصالج الوطن كله ‘ ولا يهم أحد ‘ ولا يتحرك أحد ‘ والناس نايمة على خطوط السكة الحديد ‘ لعل الفرج يأتى فى محطة قريبة.
وأيضا إقتحام أهالى الضبعة فى طريق الساحل الشمالى ‘لمبنى المفاعل النووى وهدم مبانيه ‘ عمل لا يتخيل أحد أن يقدم علية هذا الشعب ‘ فكل الدول فى العالم الآن تلجأ الى المفاعلات النووية ‘بغرض تغطية بلادهم بالطاقة الكهربائية ‘ ولأى سبب من السباب التى دفعت الذين هدموا المبنى ‘ وأيضا معتصمين داخلة ولا يبرحون مكانهم ‘ كيف يتم هذا ‘ أين مسئولى المنطقة ‘ أين الحكومة ‘ ولا مجيب ‘ وهذه العملية لها عدة أيام بدون حل ‘ ولا أحد يعلم كيف ستحل مثلا هذه الإعتداءات .
مسيرة ب الأكفان للمطالبة بتطهير الإعلام المصرى ‘ كان هذا خبر يستحق التوقف عنده قليلا ‘ لأننا بعد مرور عام على الثورة ‘ وتغيير القيادات الإعلامية عدة مرات العام الماضى ‘ ومازال الإعلام لمصر فى غرفة الإنعاش ‘ ولم يفق حتى يومنا هذا ‘ حتى خرج العشرات يوم الأحد الماضى فى مسيرة بالأكفان ‘ من أمام مسجد عمر مكرم يشيعون الإعلام الذى نفق ‘ ويطالبون بتطهير الإعلام المستمر فى عناد أمته ‘ وهتف المتظاهرون ضد استمرار الخطاب الإنهزامى للإعلام واستمرار سياسته فى الطعن فى الثورة ‘ وتشويه صورتها ‘ وحملوا أكفانا رمزية ل 12 من القيم يقولون إن هذذا الإعلام أهدرها ومن أهمها الأمانة والحقيقة والرؤية والنزاهة والمصداقية . وقد نسوا أهم شئ وهو الإستخفاف بعقول المصريين ‘ وإعلامهم بمعلومات معلوله ‘ لها هدف يعارض رغبات المجتمع ويغيم الحقيقة ويشوهها.
هذه مجرد مايطفو على السطح اليوم ‘ بعض الصور المتناقضة ‘ والمخيبة للآمال ولطموحات الوطن ‘ نتوقع الإستقرار ونتهم الشباب بالإقلاق والتوتر ووقف عجلة الإنتاج ‘ ولكن الحقيقة غير ذلك تماما ‘ هناك إتجاهات وتغيبات خفية عن الشعب تتم ‘ وقطعا ليست فى صالح هذا المجتمع ‘ ففى الأعماق هناك غول ينفر محاولا القفز على هذا الوطن ‘ ومايطفو على سطح المجتمع ‘ شئ يخيفنا من فوضى عارمة تكتسح كل خير البلد وإستقرارها وربنا يستر لما بعد 25 يناير.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com