بقلم : د.هانى حجاج
و أنزع الحب
من مسار العمر!!
و أنزع الزهور التي
تزيّنت بعشقها
و مس أناملها
و أنزع القلب الذي
يسرب الدفء
نحو شتائها
و أنزع الكلام
و أنزع الصمت
حين زلزل كياني،
في ليل انتظار،
جاهر بالدمع
فأطفأ بالرجاء
جمرة الصبر!!
و أنزع الصبي
الذي أبقاني
في ظل الأمل!!
الهوى في قلبي
و الهوى من حولي
و الهوى
فلا مفر منك إلا إليك
أو بعيدا أرتحل!!
و انزع البنت
التي ارتوت
من حناني
حتى الثمل!!
و انزع الزمن
حين أزعج
كركرات الريح
فيبس النهر
و ذبلت الأزهار
وانزع المرأة التي حلت
جدائلها
و عطر ثوبها
فارتويت
منها بالعطش
بالغت
في حبها
و في منعها!!
وأنزع الهمس،
صلوات الفجر،
أخضر اللبلاب،
رحيق الزهر،
النهي والأمر،
و السؤال..!!
و انزع الذي يهرب
منذ سنوات
من حبه
وبكل الإجابات..!!
وأنزع وردة
و سوسنة
و أترك القيد في يدي
أنزع الشك والظنون
وأشهد أن لا مجنون
إلا أنا!!
***
وحدي""
وحدي
أسأل الدروب و الدروب كثيرة
و من كوني نحو المتمنى
هائم في مسيري أتغنى
أراقب سير الساعات
و أمواج التيه
و جزر المراد لا تدنو
-
وحدي
أرمق الغروب و الغروب يرمقني
و من خطاي نحو المعنى
أتقلب بين مفرد و مثنى
و أتأمل قلب النبضات
و شرود المنال
و غير الاعتراف لا أرجو
-
وحدي
أزمع الهروب و الهروب مستحيل
يوم أنكشف بعيدا عنا
بكلماته المسفر و المكنّى
و يهبط ظل الذكريات
و ألف ليل
و أنا لست إلا طفلا يحبو
***
"كفافيس"
تتنصّب أيامك أمامنا
مثل صف من الشموع المقدّسة
شموع ذهبية، حارة، ومفعّمة بالنشاط
والأيام القادمة تتساقط أمامك
مثل خط كئيب من أعمدة الإنارة التالفة
ما يزال أقربها متكأ لشرطي ينظر بعُهر
متحديا لعيون إلزا التي تسقط كما
سقطت نفيسة في النيل.
في حزن ترى سُلّم الشعر، طويل،
بالغ الطول؛
ومن هذه السلمة التي تقف عليها الآن
لن تصعد إلى أعلى أبدا.
رد الشيخ: "هذه الكلمات
خاطئة ومجدّفة."
فأن تكون على السلمة الأولى
ما يجب أن يجعلك سعيدا مختالا.
فأن تصل إلى ذلك ليس بالهين:
فما فعلته أمر مجيد.
حتى هذه السلمة الأولى
هي شوط طويل فوق العالم العادي.
فما فعلته في أجسادنا الهرمة،
المهدّمة، أمر مجيد.
كم تحبك كثيرا،
تلك الأرواح المذهولة المتناقضة.
أنت صاحب (نعم) عظيمة،
و(لا) عظيمة، ولديك (نعم) جاهزة
بداخلك، ظاهرة من الوهلة الأولى.
فتمضي على طريق الشرف بيقين راسخ.
ولا يعتريك ندم.
أنت الذي أعلنت (الرفض التام).
أما نحن؛ فأبناء اللحظة الراهنة،
متعجّلين طائشين، نعوق عمل الآلهة.
نتركك وحدك تدور في الغرف المعتمة،
تبدد أياما فارغة، هنا وهناك،
محاولا العثور على النوافذ.
وعندما تفتح نافذة يحل العزاء.
لكن لا وجود لأية نافذة-
أو على الأقل- لا يمكننا العثور عليها.
وقد يكون من الأفضل ألا نعثر عليها.
فلعل الضوء يتكشّف عن طغيان آخر.
فمن يدري أية أشياء جديدة
سيكشفها لنا؟
تدور وحدك بين النوافذ المغلقة
ولا يحدث أي شيء في مجلس الشيوخ
ونحن محتشدون في الساحة العامة
وعندما يصل الهمج، سيتولون
سن القوانين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com