كتب: عماد توماس
قال الدكتور القس "غسان خلف"- الباحث في علوم اللاهوت والعميد السابق لكلية اللاهوت المعمدانية بـ"لبنان"- في تصريحات خاصة لـ"الأقباط متحدون"، أن الكنيسة لا تتدخل (من موقعها الرسمي والإعلامي) في سياسة الحكم، سواء في الداخل أو الخارج، ولا تعمل على تأييد نظام أَو معارضته، ولا تقوم بتأييد إعلان حرب تشنها الدولة ولا تعارضه، ولا تعلن ثورة على أَي حكومة أَو نظام؛ لأنها مؤسسة الله في الأرض، تعرف دورها الروحي، ولا يجب بأَي شكل من الأشكال أَن تحل محل الدولة أو تعمل عملها، إنما يُطلب منها بأَمر من المسيح، وبشعور القيام بالواجب، وبمناشدة من الشعوب الذين هم خارجَها، أَن تشهد للحق وتنادي بالمبادئ الإلهية وقيَم الإنجيل.
وأضاف "خلف": "إننا نسمع تصريحات، ونقرأ بيانات تتخذها هذه الكنيسة أَو تلك، ويصرِّح بها مجلس أَساقفة أَو رعاة حسب الحاجة والمناسبة، تتناول الأَوضاع والحاجات، وتضع النقاط على الحروف عندما تُنتهك حقوق الله والإنسان وكرامتهما، وحرية الفكر والعبادة، وانتشار الظلم والفساد في الأَرض، والتقصير في مد يد العون للفقراء، وسحق المهمَّشين بلا رحمة ولا عدالة."
وأكّد "خلف" أن الكنيسة تترك أَفرادها يقوم كلٌّ بواجبه الوطني والسياسي والإنساني حسب مقتضيات ضميره واستحسانه الشخصي وقدرته على فهم ما يجري حوله وتحليله للمواقف الطارئة المتنوعة. فيقرِّر المسيحي بذاته الانخراط في كل مؤسسات الدولة، والخدمة، والعمل، ويقرِّر من ذاته لذاته الانخراطَ في أَي حزب أَو فريق سياسي، وأَيَّ وطن يريد، وأَيَّ فلسفة اقتصادية يراها مفيدة. هو كمسيحي يعيش مبادئه التي تَعلَّمها من الإنجيل بواسطة الكنيسة في المجتمع، ويؤثر فيه للخير قدر استطاعته. يقرِّر لنفسه مدى اشتراكه في انتقاد الحكم، والتظاهر بشأن المطالب المحقَّة، وأَشكال المعارضة التي يراها مناسبة. في كل هذه الأُمور يكون ضميره دليله، ويقف مسئولًا أَمام الله ديان الجميع في آخر المطاف، ويقف أَمام الكنيسة لتحاكمه إذا خالف في تصرفه مبادئ الإنجيل الأخلاقية كما تفهمها الكنسية المحلية التي ينتمي إليها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com