قبل أن أبدأ خواطري أو أن أشكرك لأن حبك علمني كيف أدوِّن مشاعري على الورق.. فإن كان لابد من الحزن فسر حزني أنني لم أكن ناضجًا بما يكفي!!!
بالأمس وعدتيني أن تبقي معي عندما واجهتك بحقيقتك، واليوم تريد أن ترحل في الوقت الذي قرَّرت أن أبقى معك، فلا استغرب أن تضحك بينما أنا أبكي!!
بالأمس أيضًا كنا نتحدَّث عن مخاوفنا من المستقبل. الآن يا عزيزتي، لماذا دفعتي قلبي ليخوض في ماضيكي المؤلم؟!!
إن كنتِ لا تؤمنين بالفراق ولا تتوقعين، فكيف وعدتيني أن تبقي معي يومًا في بداية تعارفنا؟ لماذا جعلتيني نجمًا؟ فالنجوم عندما تسقط من السماء ندوسها بأقدامنا بعد أن كانت العيون تتلهف لبريقها.
كان حرصي دائمًا أن يكون كل ما تعرفيه عني هو فقط الجانب الخفي فيَّ، وكان حرصك أنتِ أن يكون كل ما أعرفه عنكِ هو ما يعرفه الآخرون وأجهله أنا!!
بدأت قصتنا في ظلام الليل، ولما أقبل ليل اليوم التالي كان كل منا يبحث عن قصة أخرى ليبدأها!.
كنت أتمنى أن يحرِّرنا الحب من قيود سوء التربية! وزيف الحياة الحاضرة، بل كنت أتمنى أن ينتشلنا من مستنقعات النفس ورواسب الماضي، فكنا نحن من هبطنا به إلى حيث نكون!!
لا أشك في أن الصورة التي رسمتيها لي قبل أن تعرفيني هي نفس الصورة التي هوَّنت عليكِ فراقي بعد أن بدت واضحة!!
إن مأساة علاقتنا يا عزيزتي كانت الخوف من أن تصبح نفس كل منا عارية أمام الآخر، فبحثنا عن أوراق تين لا تستر عريينا، وأقنعة زائفة دمَّرت فطرتنا.
أنتِ تختاري الفراق.. كيف لا تشعرين بوخذ ضمير أمام نفسك، فقد كنتِ ضميرك والمرأة التي لا تكذب!!
حقًا، إن كثرة الكلام أحيانًا بلا جدوى، لكن بعض من صمتنا كان إثمًا عظيمًا!!
ما تبقى من أعمدة هذا الحب هو صمت كل منا على إهانة الآخرين لنا!!
كيف كانت الصداقة أساسًا بيننا ونحن الآن نفترق؟!!
لم يأت فراقنا اعتباطًا، بل جاء نتيجة حتمية لما تربَّينا عليه!! وما لم يجتمعا عليه أهلي وأهلك قبل انجابنا لهذه الحياة!!
بعضٌ من تصوراتنا عن الحب مثل الأغنية الهابطة ترددت، حُفظت، اختفت!!
لم أعدك يومًا بحصان أبيض يطير، ولا بقصر في الجنة، بل كانت مأساتي الواقعية!!
لا أنكر، الخوف دب قلبي من بداية علاقتنا يوم كنتِ تصرين على أن يكون حبنا كهمس في الظلام!!
أخيرًا..
بعضٌ من أحاسيسنا الجميلة تأتي في أوقات غير مناسبة، ومع ناس غير مناسبين، لكنها على أي حال تأتي!!
لم أكن يومًا خاسرًا، فقد تعلَّمت أن الإنسان لا يموت عندما تقارقه حبيبته.
قيمة كل شخص بالنسبة لي تتحدَّد بمدى رغبته في الوجود بحياتي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com