ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

قتلوا الخنازير لكي تترعرع الزبالة

شريف منصور | 2012-01-28 11:18:35

بقلم: شريف منصور

عندما أبدأ في التفكير في الكتابة عن موضوع معين أول شيء أفعله هو فتح مستند جديد، أو لنقل بلغتنا المصرية نفتح صفحة جديدة.

الصفحة التي فُتحت مؤخرًا في تاريخ حياة "مصر" السياسية صفحة بلا أي خطوط، وبلا أي حدود، صفحة هلامية، لا هي سوداء ولا هي بيضاء.

ثورة قامت ولم تغيِّر شيئًا، بل عقرتها ولدغتها ثعابين وعقارب الفساد لدغات عجزت معها الثورة عن تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها.

كسب فيها من كسب مقاعد مجلس الشعب بما لن يفعلوه في الواقع، أي بمعنى أن من باع الدين لكي يربح مقعد في المجلس ستثبت لنا الأيام أن من يبيع الدين يبيع "مصر" كلها، وإن كنت أعتقد أنهم باعوا "مصر" من أجل الدين فوجدتهم باعوا الدين وهم يبيعون "مصر".

حقوق الأقليات أصبحت حقوق ضائعة رسميًا في برلمان الذقون والزبيب والسراويل. الآن لن يجد من يستطيع أن يطالب داخل هذا المجلس بأي شيء يعطي للأقليات حقوقها. أين هم المطالبون بحقوق المرأة والأقباط والشيعة والبهائيين؟.
 

هل سيقف من ينقِّب امرأته يطالب بحرية المرأة في العمل وحق المرأة في المساواة؟ هل سيقف السلفي والإخونجي يطالب بعدالة بناء دور العبادة للمسيحيين كما يرغب فيه أبناء الوطن الأقباط؟ أم سيكون قانون إذعان من طرف واحد؟ القانون كده، وإن كان عاجبكم أهلًا وسهلًا، وإن معجبش فمع ألف سلامة في ستين داهية يا كفرة؟!!!.

منْ يستطيع أن يقف ويجرؤ يقول إن التعليم ومناهج التعليم الحالية لا تناسب نسيج الوطن والمناهج عنصرية ضد كل الأقليات؟ أم سيقف السلفيون والإخونجية يطالبون بمزيد من التطرف والعنصرية والتحقير المستمر لغير السنة وغير المسلمين بصفة عامة؟ ومن سيستطيع أن يقف ويقول إن برامج التلفزيون المصري والميديا المملوكة للشعب تجحف حقوق الأقليات؟ هل يمكن أن ينتج من هذه الصفحة الممسوخة من صفحات تاريخ "مصر" السياسي بند في الدستور يعطي حق الفيتو للأقليات في الاعتراض على أي قانون يمنع حقهم في ممارسة مواطنتهم الكاملة بسبب عقيدتهم؟
 

من المنطقي، وما سمعناه وشاهدناه من عنصرية فجة في أول أسبوع من أسابيع المجلس الممسوخ، ومن تحقير وردود عنصرية مسمومة على مرأى ومسمع الجميع، وإن كان ما يدور في هذه الجلسات من وجهة نظر البعض لا يمثل إلا الحقيقة، وهذا ما يجب أن نتعود عليه من الآن في دولة دينية مجلس شعبها أغلبيته إسلاميين عرب ولم أقل مسلمين؛ لأنه مع كامل ووافر احترامي للمجلس الموقَّر فهو مجلس عرب وليس مجلس مصريين.

أما مجلس قيادة الجيش المعظم، فما قام به في (12) شهرًا يُعد أسوأ بأضعاف مما قام به "مبارك" في (30) سنة.

الثورة التي قامت يوم 25 يناير أخرجت من بطن الشارع السياسي المصري- وأصبح عيان بيان- الخبث على سطح (وساخة الحديد المنصهر) الشارع السياسي المصري. والآن يعرف ثوار الثورة من الشباب منْ هم أعداء الثورة، ومن هنا سيأتي الأمل؛ لأنهم الآن عرفوا العدو وكيف سيتعاملون معه.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com