جول لي ولا تخبيش يا مشير

د. مينا ملاك عازر | 2012-01-29 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر

أعلن المجلس العسكري، في بيان له، أنه سيأتي اليوم ليكشف فيه عن أسرار وخفايا كثيرة، وأنه سيجعل الشعب المصري فخورًا برجال القوات المسلحة، وأنهم كانوا يتوقعون الثورة، وكانوا يرونها قبل اندلاعها، وها قد جاء اليوم لكي يروا شبابها بالفعل عيانًا بيانًا وهم يثورون.

وبانتهاء الفقرة الماضية، انتهى أهم ما ورد ببيان المجلس العسكري، ويبدأ مقال حضرتك، حقك عندي لازم تاخده، أولًا نفسي أسأل حضرتك سؤال: تفتكر المجلس العسكري شاف الثورة بالسونار ولا بالرنين المغناطيسي؟ ولا هم مكشوف عنهم الحجاب؟ آمنت بالله، أكيد هما بتوع ربنا، عشان كده بيودوا الناس الثوار لربنا على طول، وبيطولوا في محاكمة القتلى عشان يتوبوا ليتيحوا لهم الفرصة للتوبة، براءة يا مجلس، براءة، إنتم ناس مية مية، بصراحة كده إنتم عداكم العيب، شفتم بقى لما تتكلموا إحنا نفهم إزاي؟ بس برضه يسقط يسقط حكم العسكر، تقولوا إيه بقى إحنا ناس ما بيتمرشي فينا.

آه.. بما أنه كان فيه أولًا، أكيد فيه ثانيًا أو أخيرًا، وده الأهم، استنى عزيزي القارئ لتأخذ إللي فيه النصيب من الأسرار، جول لي ولا تخبيش يا مشير، إيش تجول للثوار من أسرار؟

السر الأول إن الرئيس "مبارك" الحالي لم يقل لي أطلق النار على الثوار، بل أيِّدهم واحميهم من الشرطة الوحشين. السر التاني إن كشوفات العذرية التي أُجرِيت على البنات كانت غلطة وندمان عليها، السر التالت إن كل اللي ماتوا من ساعة ما أمّنا البلد يوم 28 يناير 2011 وحتى الآن ليسوا إلا ناس واصلة وبتوع ربنا، وكان لازم يموتوا الآن عشان يضمنوا الجنة، مش ضامن لو كانوا بقوا على الأرض كانوا يمكن يتحالفوا معي ويبقوا وحشين، السر الرابع إن الإخوان بقوا في البرلمان بناءً على صفقة بيني وبينهم عشان يطلعوا "مبارك"، وإحنا معاه، وكل الرجالة السابقين بأمان.

بيتهيأ لي كفاية أسرار كده، ولا عندك سر بخصوص الدبابة اللي إتسرقت في "ماسبيرو"؟ لقيتوها؟ لا ما لقيناهاش، ولا إللي سرقوها غالبًا قطعوها وباعوها خردة، يللا فداكم بصراحة، شيء يدعو للفخر، بالذات السر الأخير.

سؤال بالنسبة للطرف الثالث، مش ناويين تعلنوا لنا عنه؟ لا ده السر الكبير مش حانقول عنه حاجة غير لما نخرج عشان ساعتها نطلع لكم لساننا، ونقول إحنا كنا الطرف الثالث أا أوأا أمم أام أممم، وضحكنا عليكم، عليكم واحد، نشوفكم الثورة الجاية.

المختصر المفيد، من "مبارك" إلى العسكر، ومن العسكر للإخوان، "مصر" حاتفضل في الميدان.