بقلم: د. ميشيل رياض عبد المسيح
ماذا حدث للشعب المصري؟ وما الذي حدث للرياضة عامة ً؟!
أتابع الأخبار عبر الأثير وأنا غير مصدِّق، وكأنني أشاهد فيلمًا من أفلام الرعب الهابط الذي يشطح فيه المخرج كثيرًا لإمالة صغار السن، وكسبًا لإيرادات الشباك.
ولكنني فوجئت أنه ليس فيلمًا هابطًا، ولا مخرجًا شاطحًا، وإنما هي الحقيقة المفزعة، والتي- وللأسف- أظهرت ما وصلت إليه فئة من الشعب من التسيب والفوضى الأمنية إلى المنتهى وليس هناك رادع.
لا تقولوا "فلول"، ولا تقولوا "تدخل أجنبي"؛ فلا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام، وإنما يجب أن ندرس ونبحث وننقّب عن الأسباب بلا رتوش أو تجميل أو تهوين. يجب أن نواجه الأحداث ونواجه أنفسنا لنصل إلى الداء، ومتى عرفنا الداء سنعرف له الدواء بإذن الله.
لا يجب أن نعلِّق كل أحداثنا وأخطائنا على أسباب واهية خيالية ليس لها من الواقع شئ، كالقوى الخارجية، أو فلول الحزب الوطني، أو أمن الدولة المنحل، وما شابه ذلك. يجب أن نعترف بالتقصير الأمني، ويجب أن نعترف بتسيب كثيرين من أفراد الشعب، ويجب أن نعترف بأن الفوضى وصلت مداها. وإذا كان هناك خطأ من بعض الأفراد، فالخطأ الأكبر والقصور الأعظم من المسئولين من الشرطة والجيش والمنوط بهم حفظ الأمن وتوفير الأمان.
أتمنى أن تكون هذه الأحداث هي آخر أحداث عنف، والذي هو دخيل على الشعب المصري الأصيل، ولكني غير متفائل لذلك؛ لأننا لم نتوصَّل إلى الآن إلى أسباب هذا الانفلات لنعالجه.
كما أتمنى من المسئولين مواجهة الموقف بكل الشجاعة الأدبية، والاعتراف بالتقصير الأمني وعلاجه، وألا نحاول تخفيف الأحداث وتبريرها.
وقاكِ الله يا مصر من شرور أبنائك الضالين، وشفاكِ الله من دائك الذي ألم بك.
والله ولي التوفيق.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com