بقلم: مينا ملاك عازر
الشر بره وبعيد، عزيزي القارئ، لكن على أي حال عنوان المقال ليس تمني مني، ولكن فكرة طرحها سيادة المشير في لقائه مع لاعبي النادي الأهلي الذين شاهدوا مذبحة "بورسعيد" لكي يهدئ من روعهم، طبعًا المشير لم يلتق بالمصابين ولا بأهالي الشهداء لأنهم يستاهلوا إللي جرى لهم، بيتفرجوا على حاجات حرام، فربنا عاقبهم، المهم المشير قال كده، قال مش حاجة زي دي تهد مصر، قبل أن أفيدك سيادة المشير وأقول لك إن كانت حاجة زي دي تهد مصر ولا لا، الأول نحدد المعنى المقصود من مصر في جملتك المفيدة هذه.
فإن كنت تقصد "مصر" الحكومة ومجلسكم الموقر ومجلس الشعب فده برضه يتوقف على المتاح من العدل والحضارة، فمثلاً ده لو حصل في دولة لها حكومة متحضرة وتعرف العدل كان نواب الشعب والحكومة والقائمين فيها على مسؤولية تشبه مسؤوليات مجلسكم العسكري الموقر، كانوا انتحروا، وكانت ساعتها البلد دي إتهدت، والناس قاموا يبنوها على نضيف، عشان اللي حصل حايكون بينم عن أن الحكومة فاسدة، وإللي حواليها كلهم متواطئين، وإن فيه خراب في البلد، ناهيك عن أن إللي حصل لا يمكن كان يحصل في بلد حكومتها عندها دم، وكانت الحكومة تستمر ساعة واحدة، كمان ناهيك عن إنه أصلاً ما كانشي يمكن يحصل في بلد ديمقراطي محترم به قوانين، وأكيد ما كناشي حانلاقي المسؤول يروح يتصور مع نجوم الكرة، وسايب أهالي الشهداء والمصابين يولعوا هما ومصابيهم، إيه بتقول إيه؟ حضرتك تقصد الطيارة إللي بعتها يشحن فيها الجثث والمصابين إللي قدر يشحنهم، دي حاجة عظيمة!!! يا جماعة، ده الحد الأدنى من واجبات الناس دي علينا، يعني هما ما عملوش حاجة واو مثلاً، دول حايللا قتلوا القتيل وجابوا جثته تتدفن مش أكتر يعني.
ونرجع تاني بقى للفكرة الأولانية، إللي هي بتاعة هد مصر، وكنا بنسأل عن المقصود من مصر، أما لو كنت تقصد مصر البلد الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا، فلا تمانين ولا مئة ولا مليون لما يتقتلوا يخلوا مصر تتهد، فمصر فينا وبينا، والجزائر مات فيها مليون شهيد ولم تتهد، بل تحررت. فليست مصر أرخص لدى المصريين من الجزائر لدى الجزائريين، لكن إن كنت تريد بقى أن تعرف إيه إللي ممكن يحصل عشان تتهد مصر وعشان يتهد شعب مصر وينهد الثوار؟ بمعنى آخر إمتى تتهد مصر؟ فمش حاقول لك، عشان ما أضمنش حد منكم، فممكن تعملوها وتهدوها فعلاً، طالما المهم إنكم تقعدوا على تلها، وأهو كرسي أحسن من سؤال اللئيم، الخروج الآمن.
المختصر المفيد، واهم من يظن أن الأوطان تتهد فالأشخاص والحكومات والمجالس تذهب، والأوطان تبقى، يا رب تفهموها بقى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com