ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سعوديون يدينون "العنصرية" في التعاطي مع قضية "كاشغري"

إيلاف - كتب: سطام الرويلي | 2012-02-11 17:11:50

 لم يخف العديد من المثقفين والكتاب والإعلاميين السعوديين استياءهم من الهجوم "العنصري" الذي طال عائلة الكاتب في صحيفة البلاد حمزة كشغري، صاحب التغريدات المثيرة للجدل على موقع "تويتر"، والتي وصفت بأنها مسيئة للذات الإلهية والرسول محمد، مؤكدين عدم وجوب إقحام أناس أبرياء بما لا ذنب لهم فيه، مشددين على أن ما كتبه حمزة يتحمل وزره وحده ويجب أن يرتقي الخطاب بخصوص هذه القضية من بعض السعوديين.

 
 
الرياض: لا تزال قضية الكاتب السعودي حمزة كاشغري تثير الكثير من الجدل في المملكة، في أعقاب كتابته تغريدات اعتُبرت مسيئة وتحمل تعدياً صريحاً على الذات الالهية والرسول محمد، وتعج شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والمنتديات في الشبكة العنكبوتية بمشاركات حول هذه القضية، كما يتناول السعوديون في مجالسهم الخاصة الموضوع باهتمام لافت.
 
وقد لوحظ أن البعض دخل على قضية كاشغري بدافع عنصري فقط وعمم ما كتبه الكاتب على شريحة معينة من السعوديين ولم يتعامل معه كشخص واحد أخطأ بحق الله ورسوله .
 
ومن خلال الإطلاع على بعض التعليقات والردود، وُجد أن البعض تعامل مع حمزة كاشغري، على أنه غير سعودي كون عائلته لا تنحدر من الجزيرة العربية بحسبهم، وعمم ذلك على الكثير من أقاربه الذين يرى الكثير من السعوديين انه من الخطأ والعنصرية إقحامهم واتهامهم بانتمائهم الديني والوطني لأن أحد أبنائهم وقع في خطأ.
 
ولعل من أكثر ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي قصيدة الشاعر السعودي (خلف مشعان) والتي قيل إن فيها هجوما على الكثير من المسلمين والسعوديين، إذ وصف كل من ينتمي إلى عائلة كشغر بعبدة التنين الصيني!.
 
وبدأ الشاعر قصيدته الشعبية بإبداء عدم الاستغراب مما فعله (كاشغري) مبرراً ذلك بأنه ينتمي إلى ديار مجاورة للصين وان فعله طبيعي نظراً لأن أصوله تنتمي لهم، وفي القصيدة أبيات كثيرة وصفها البعض بالعنصرية الواضحة تجاه عائلة كاشغري وكل من ينتمون إلى أصول آسيوية.
 
وكان من أبرز من عقّب على قصيدة الشاعر خلف مشعان، الدكتور محمد الحضيف الذي كتب عبر تويتر إن: الشاعر خلف مشعان أساء إلى نفسه بحديثه العنصري المتخلف، عليه أن يعتذر أمامنا، كما أساء أمامنا.. لنحترمه، ويرى الناس أنها منه زلة وليست منهجية تفكير.
 
وطالب الدكتور الحضيف عبر تغريدة أخرى في تويتر أن يعتذر الشاعر على عنصريته تجاه عائلة كاشغري وكتب: خلف مشعان شاعر قدير، واعتذاره عن خطابه العنصري يزيد من قدره، دورنا جميعا في هذا المنبر أن نؤسس ثقافة راقية..في الخطاب والتعامل.
 
وكان المستشار القانوني لعائلة "كاشغري" في المنطقة الشرقية قد صرح عن تغريدة حمزة كاشغري الذي تطاول على الذات الإلهية و الرسول، وقال إن عائلة كاشغري استنكرت أفعاله وأقواله وتبرأت منه ومن التغريدات والأقوال التي كتبها وقالها.
 
وأشار الى أن العائلة على استعداد تام لمقاضاته عن طريق المحكمة الجزائية في مقر إقامته وفق نظام العقوبات في المملكة العربية السعودية بعد أخذ الموافقات من جهة الاختصاص.
 
ويرى الإعلامي السعودي المعروف جمال خاشقجي أن خطاب الكراهية أعمى الأبصار والعقول وضيّع مفاتيح القلوب، مضيفاً في تصريحات لـ"إيلاف": "نحن ممنوعون من مخاطبة الناس بقال الله وقال الرسول لأننا (غير متخصصين)  وإلا لو أوجدت الكثير من الشواهد في القرآن والسنة التي تُغلب التسامح نرد بها على خطاب (المتخصصين) الذين اختاروا التفسير غير المتسامح فحرضوا ودعوا وأشعلوا نار حفلة الكراهية التي استعرت فامتدت حتى بلغت اتهام الأهل والأصل والفرع".
 
ويشير خاشقحي إلى أن خطاب الكراهية يقسم المجتمعات ويهدد الوحدة الوطنية، متسائلاً: ألا يوجد رجل رشيد يرى أن الأمر قد بلغ حداً خطيراً؟.
 
الحقوقية والكاتبة السعودية سعاد الشمري تقول بدورها لـ"إيلاف" إن قضية كاشغري اقتحمها الكثير من المنافقين، موضحة أن بعض المكفرين خالفوا سنة رسول الله باستخدامهم الألفاظ البذيئة والسب والشتم ومنهم من رفض توبته وصمم على دق عنقه وجرّدوه من آدميته ووطنيته بعدة طرق ومنها إرجاعه لأصله القديم بطريقة تهين معه الكثير من المسلمين والإسلام الذي انتشر في دول الشرق وأعدادهم هناك أكثر منا بكثير.
 
وفي المقابل أثنى البعض على خطاب الشيخ الدكتور سلمان العودة بشأن كاشغري، ووصفوه بالمتأني والمعتدل، وكان العودة كتب على صفحته في الفايسبوك "قرأت ما كتبه حمزة كاشغري تحت عنون (بيان حول كتاباتي) وتبرؤه مما صدر منه ودعوته ألا نعين الشيطان عليه وما قاله أثلج صدري".
 
وأضاف العودة: "وأنا أرى شابا في مقتبل عمره وهي عثرة أرجو الله أن يقيله منها ويثبت يقينه"، وختم بالتأكيد "أما ما يخص أية إجراءات إدارية أو غيرها فهو أمر لا يتعلق بنا، يهمنا المواقف الشخصية التي تصدر منا".
 
وفي السياق ذاته، قال عضو هيئة كبار العلماء، عضو المجلس الأعلى للقضاء الشيخ علي الحكمي لـصحيفة الحياة اللندنية إن القضاء هو الجهة المخولة للحكم في قضية الشاب حمزة كاشغري، وقال: "ليس لأحد فينا رأي في موضوع قضية كاشغري المتطاول على الذات الإلهية بعد أن حولت للقضاء، فهو من يفصل في قضيته، سواء قبل قوله أو حتى بعد اعتذاره وتوبته".
 
وتابع: "لا يجوز لأحد التعرض له بأي أذى، سواء بكشف عنوان منزله أو شتم والديه، كما لا يتكلم بماذا يجب وما لا يجب، لأن المسألة أصبحت في يد القضاء وهو وحده من يحكم ويحسمها، وهو من يقول كلمته".
 
وأكدت والدة كاشغري أن لا صحة لتواصل ابنها مع مجلات أجنبية ليؤكد إصراره على موقفه وقناعته بكل ما قاله عن الذات الإلهية ومقام النبوة بحسب بعض الشائعات التي تريد النيل منه بأي طريقة، لافتة إلى أن القضية الآن لدى القضاء السعودي وهو الكفيل بالفصل فيها.
 
وشددت والدة الكاتب الشاب أنها لا تسامح أي شخص يشتم لغرض شخصي وعنصري، والأسرة بالكامل تعترف بالخطأ الذي وقع فيه حمزة، لكن أن يصل الأمر إلى الدعوة لسحب الجنسية منه وإهدار دمه وقتله، على رغم توبته النصوح وتراجعه عمَّا قاله وفق قناعة تامة، وأقول يا مسلمون ابني تاب، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما قال في حديثه الشريف (أشقَقتم عن قلبه).
 
وكان كاشغري أعلن توبته وكتب ببيان نشره عبر تويتر: "أقر و أعترف أن كل ما وقعت فيه من انحراف في الأفكار و في الأقوال، أو فساد في التعبيرات هو من قبيل الشبهات و الشكوك التي أثرت فيّ و في عقلي فاتبعتها عن ضعف فأبعدتني عن الصراط المستقيم .. و الحمد لله الذي يسر لي من أهلي و إخواني و مشائخي الذين أدين لهم بالفضل من يرشدني إلى الصواب و يدلني عليه، بالكلمة و الموعظة الحسنة، و غفر الله لمن اشتد في القول و كان دافعه الغيرة على دين الله، و كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون".
 
وأضاف: "وأنا أعلن توبتي وانسلاخي من كل الأفكار الضالة التي تأثرت بها فأنتجت بعض العبارات التي أتبرأ منها و أعوذ من أن ألقى الله عليها. و أعلن توبتي و تمسكي بالشهادتين، أشهد ألا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، عليها أحيا و عليها أموت و عليها أبعث إن شاء الله ..اللهم تقبل توبتي.. و إني أرجوكم ألا تعينوا الشيطان علي .. فإن المؤمن ضعيف بنفسه، كثير بإخوانه".
 
وغادر كاشغري المملكة عقب نشر تعليقاته الأولى، في حين صدر أمر ملكي لوزير الداخلية بالقبض عليه، بينما اعتبرت اللجنة الدائمة للإفتاء السعودية التي يرأسها مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ أن الكاتب حمزة كاشغري "كافر" و"مرتد" ويجب محاكمته.
 
وفي وقت لاحق ذكرت وكالة أنباء ماليزية أن الشرطة الماليزية اعتقلت كاتباً لصحيفة سعودية ( حمزة كشغري) الذي تلاحقه حكومة السعودية بسبب تطاوله، ونقلت الوكالة عن مصدر في الشرطة الدولية "الإنتربول" قوله أمس إنه تمّ القبض على حمزة كاشغري فور وصوله إلى مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور الدولي من قبل الشرطة الماليزية بعد هروبه من بلاده. ويجري حالياً التنسيق مع الحكومة الماليزية لتسليمه للسلطات السعودية
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com