بحفل توقيع ديوان " ابيض غامق " : النظام السابق كان معاديا للفنون لانها اداة تقدم ووعى الشعوب

 

الحب عايز تضحية 

وحبيبتى تستاهل

والموت قـُليل قوى

عند اللى يهواها

حب البلد دى كده

دايما ماهوش ساهل

لكن يهون كل ده

بالعيشة جواها

 

هكذا قال الشاعر السكندرى " محمد السيد"  فى ديوانه الثاني " أبيض غامق" الذى اقامت له مكتبة " أ " بفرعها فى الزمالك حفل توقيع للاحتفال بصدوره عن دار دون للنشر والتوزيع اما ديوانه الأول "التلت الاسود فى العلم" فقد صدر عن دار أخبار اليوم ومكتبة الأسرة.

التلت الاسود فى العلم

 

وبدأ الشاعر محمد السيد حديثه بتوضيح المغزى من عنوان الكتاب الذى يحمل رؤيته لتلك الفترة العصيبة التى تعيشها مصر والتى كانت من المفترض ان تصبح " بيضاء " الا ان الصورة مازالت غامقة بالرغم من قيام اعظم ثورة سلمية فى التاريخ الحديث وسقوط النظام السابق الذى كان يراه الجزء الاسود من العلم المصرى ومن هنا جاء عنوان ديوانه الاول "التلت الاسود فى العلم" 

 

وعن أغنيته الشهيرة " التغريبة" التي كتبها للفنان "حمزة نمرة" ولاقت نجاحاً كبيراً يقول الشاعر محمد السيد أنه يرفض التعامل مع الفن بفكرة الطلب الذى عادة ما يعوق الاحساس والالهام ، مؤكدا على انه لم يسعي قط لتسويق أغنياته أو عرضها علي فنانين ولكنها كلها تأتي عن طريق التواصل معه ، مشيرا الى ان ديوانه يتقسم الى ثلاثة أجزاء، الأول عن الوضع السياسى الراهن من خلال الرؤية الشخصية للمرحلة الرهانة التى تعيشها مصر ، اما الجزء الثانى فيرصد من خلال عدة قصائد العديد من القضايا الاجتماعية مثل المغتربين والمهمشين والفقراء وغيرهم  اما الجزء الثالث فحمل العديد من المشاعر المتباينة فى العلاقة بالطرف الآخر.
 

وعن الشعر والثورة يقول احمد طالب جامعى - فى حديث خاص للاقباط متحدون - يجب ان يعى المجتمع اهمية الفن والأدب والشعر والابداع بوجه عام فى الحفاظ على ملامح الشخصية المصرية الراسخة منذ آلاف السنين ، كما ان الفن باختلاف صوره له دور كبير فى تأريخ الاحداث التى تمربها الاوطان وبدون الفن يمحى تاريخ الشعوب ، مؤكدا على العلاقة الوطيدة بين الثورة والفن الذى يكشف قبح الواقع المعاش ، عارضا الامراض الساسية والاجتماعية والثقافية التى يعانى منها المجتمع . 
 

وتوافقه الراى سناء مدرسة التى ترى ان الفن بوجه عام سلاحاً ذو حدين حيث يمكن استخدامه من اجل التنوير والتثقيف والتأريخ لواقعنا المعاش ، ويمكن ان يكون اداة فى يد الانظمة الظالمة والفاسدة والمستبدة لقلب الحقائق وبث السموم فى الفكر الجمعى للمواطنيين وهذا ما حدث فى ظل النظام السابق الذى كان معاديا للفنون بكل صورها لانه كان يعى ان الفنون هى اداة التقدم والرقى والوعى للمواطنين وهذا ما كان يرفضه بشده .
 

واوضح رضا فنان تشكيلى بانه شارك فى المسيرة التى قامت بها " جبهة الابداع المصرى" لتكون حائط الدفاع الأول عن كل إبداع في هذا الوطن ، مؤكدا على ان حرية الراى والتعبير والابداع خط أحمر لا يجب تجاوزة خاصة ان هناك تخوفات من التصريحات المتشددة ببعض رموز القيادات الاسلامية ، مشيرا الى ان التيارات المتشددة التى تصدر تصريحاتها بتحريم الفنون او تكفير المبدعين مثلما حدث مع الاديب العالمى نجيب محفوظ وغيره كثيرين ، هم انفسهم يستخدمون وسائل الابداع والتكنولوجيا المختلفة فى توصيل أفكارهم وثقافتهم والتاثير فى الناس