بقلم: مينا ملاك عازر
حدثتك المرة الماضية عزيزي القارئ عن الغباء وسوء البخت، اللذان لعبا دورًا كبيرًا في تخريب مصر، وفي بعض الأحيان نجاح الثورة في بتر رأس النظام، ولكنها أبقت للأسف على الذيل، والذيل به السم والسحر وأخذ الذيل يسحر، ولكن حظه أو غبائه جعل سحره ينقلب عليه، فانقلب السحر على الساحر، وانظرٍمعي في تروي، لتعرف إن كنت مصيب أو مخطئ.
عزيزي القارئ، بعد أن أنفض الميدان برحيل المخلوع ومجيء العسكر، ونجاحهم في تفتيت الشعب بالاستفتاء وفشلهم في نتجية الاستفتاء، ثم استدراكهم الموضوع بإلإعلان الدستوري، ولا أسوء منه، ثم بدأ العسكر في المساهمة في إشعال نار الفتنة الطائفية مستغلاً ثعابين النظام الماضي التي كان واضعها في الجحور، وبدأ تهديم الكنائس وحرقها، لكن انقلب السحر على الساحر، وتمسك الشعب العاقل بوحدته الوطنية وتزايد التحامهم ببعضهم البعض مع كل حادث حتى حادثة ماسبيرو التي وجد العسكري سحره انقلب عليه تماماً بتماسك لا حد له من عقلاء الشعب بعيداً عن ثعابين النظام الماضي وجهلاء الوطن.
وفي رحلة أخرى من الغباء في التعامل مع الناس أو دور جديد في انقلاب السحر على الساحر تعامل العسكر بشكل مؤسف مع مصابي الثورة الذين بقوا معتصمين بالميدان بعد جمعة كندهار الثانية التي نادت بإسقاط الوثيقة، وظن العسكر أنه بقوتهم يستطيعوا أن يزيحوا أولئك عن الصينية، فهاج الثوار، وقامت القومة، وضغط الناس بكل قوتهم على المجلس العسكري الذي انهار أمام الناس، وأذ به يستغيث بالإخوان والسلفيون الذين عجزوا هم أيضاً عن تحجيم الموقف ووصلت الأمور لنقطة خطيرة في شارع محمد محمود انقلب السحر على الساحر، واضطر المجلس العسكري أن يضع جدول زمني أسرع من الذي كان قد وضعه بتسليم السلطة في 2013، وأسرع في إجراء انتخابات مجلس الشعب، وبذلك يكون قد ثار الثوار وصب ذلك في مصلحة الإخوان والسلفيين الذين اكتسحوا الانتخابات.
ثم حدثت أحداث مجلس الوزراء وسقط المصابين والشهداء من جانب الثوار لتعامل غاشم من رجال المجلس العسكري كالعادة، وانقلب السحر على الساحر للمرة الثانية قل الثالثة، لكن هي على أي حال ليست الأخيرة، حيث اضطر المجلس العسكري غير الحكيم في تصرفاته أن يضع خطة زمنية سريعة لوصول رئيس جمهورية مدني منتخب لسدة الحكم في نهاية 30-6-2012 وبذلك يكون انقلب السحر على الساحر وبأعمالهم سُلِط عليهم.
وأحدث سحرهم وليس آخره- فذكاءهم المفرط مسلط عليهم - كانت حادثة بورسعيد التي أرادوا منها أن ينتقموا من الألتراس، فقتلوا منهم أكثر من مئة شهيد فانقلب السحر على الساحر، وهاجت الدنيا واضطر المجلس العسكري أن يقرر فتح باب الترشح للرئاسة مبكراً، بحيث يبدأ في 10-3-2012 وبذلك يكون العسكر كلما خطط لتدمير الثورة يزيدها توحشاً وقوة، وكلما خطط لاغتيال رجالها أصاب نفسه في مقتل، وذلك إما بغباء مستشاريه أو جهل منه، أو بقلة بخت أو لانقلاب السحر على الساحر.
المختصر المفيد أنتم أردتم بالثورة شراً، والله أراد بنا خيراً، أذهبوا أنتم والإخوان والسلفيون شركاءكم إلى الجحيم، فستبقى الثورة تنبض إلى أن تزيحكم بعد أن انكشف وجهكم القبيح تماماً.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com