نعم .. كثير من المصريين يعبدون الأوثان وبأيديهم يبنون أصنامهم وهذه المرة ليس من تمر أو طين وانما من تربة اوهامهم وضعفهم وتعلقهم بما لايثمن ولايغني من جوع حتى لو ادعى الآلهة الجدد أحفاد اللات والعزة ومناة أنهم يسعون لنصرة الفقراء والضعفاء ..
نعم في مصر وثنيون وأصنام وهذه المرة ليست حول الكعبة يطوف حولها عربان القبائل وانما على شاشات الفضائيات أصنام من لحم ودم تتوشح بالمشالح السعودية والغطر القصيمية تماما مثل احفاد محمد بن عبد الوهاب .. آلهة جديدة معها صك وكالة من السماء أو هكذا تدعي ذلك دون أن تقول صراحة ويكفي مافاجأنا به أحد سدنة الدعوة الوهابية في مصر .. خريج كلية الاعلام جامعة القاهرة دفعة 1982 بمبادرة جمع تبرعات للاستغناء عن المعونة الامريكية.. الداعية الإعلاميعمد نفسه في بحيرة الوهابية على يد الشيخ العثيمين وبن باز سدنة الدعوة الوهابية وترزية الفتوى لآل سعود والداعين للانبطاح تحت اقدام الحكام المستبدين بدعوى عدم جواز الخروج على الحاكم وليذهب الفقراء للجحيم بفقرهم وقهرهم وعشوائياتهم مادام الداعية الاعلامي يركب الهمر ويسكن قصرا بديعا تماما مثل اباطرة الفتوى والدعوة بالسعودية الذين باعوا الحق بالباطل وتاجروا بالسماء وشريعتها من أجل حسابات بالبنوك تنتفخ أرقامها وسيارات فارهة تربض خلف بوابات قصورهم المكهربة .. لايمكن أن يكون دين الدولة المصرية هو الاسلام والناس لاتولي وجهها شطر السماء تسأل الله أن يسدد خطاها في سعيها للعلم والمعرفة والعمل واتقان صنعتها في الحياه .. الناس فس بلادي غافلون نائمون مخدرون مغيبون يولون وجوههم شطر أطول لحية واقصر ثوب وأزهى غطرة .. الناس يسألون ليل نهار الآلهة الجديدة على الفضائيات في كل شيء من أول فتاوى الجماع والتخسيس الى فتاوى البرلمان والدستور وانتخاب الرئيس ..
بصراحة المصريون اليوم في تيه عظيم ويبدون كأهل الكهف الذين ناموا ثلاثمائة عام واستيقظوا ليروا الدنيا غير الدنيا والغريب ان حالة نوم اهل الكهف من المصريين غريبة جدا فقد استيقظوا ليجدوا انفسهم قد انتقلوا بعقولهم من المدينة للصحراء ومن الدولة للقبيلة ومن الحضارة للعصبية ومن نور العلم لظلمة التخلف .. العالم يركض للمستقبل والآلهة الجدد يدعون عبادهم من المصريين للقفز خلفا نحو الماضي الماضي السحيق ليعودوا اتقياء انقياء طاهرين الى مجتمع الخيمة والقبيلة والناقة بشرط أن يظل الآلهة يخاطبون أتباعهم من داخل قصورهم المترفة بالشيخ زايد ومن داخل سيارتهم الهمر الامريكية .. ولعلى أسال الآلهة الجدد أنتم تدعون للاستغناء عن المعونة الامريكية – فلماذا لاتستغنون عن السيارات الامريكية الفارهة ولماذا لاتطلبون من الحكام الذين تطلبون منا طاعتهم في السراء والضراء أن ينوعوا تسليح جيوشهم بدلا من بقاء السلاح الأمريكي حصري للجيس الوهابي والمصري .. ولماذا لايطلب الشيخ الوهابى من حكام قصور الريالات والدراهم تصفية القواعد العسكرية الأمريكية ببلادهم لأنها قواعد شيطانية لاتستخدم إلا لتدمير بلاد المسلمين ..
لماذا ينصب سدنة النفط من الشيوخ الذين تمرغوا في ذهب السلاطين والامراء أنفسهم آلهة جدد على المصريين بالذات ويصدمنا بالأمس الداعية الاعلامي أن من حق ضابط الشرطة أن يطيل لحيته اذا لم يكن هناك قانون يمنع ذلك واسأل مولانا الاعلامي هل هناك قانون يمنع سير امرأة أو رجل عاريه أو عاريا بالشارع العام .. هل هناك قانون يمنع الضابط القبطي من تثبيت الصليب على صدر بدلته الميري .. هل هناك قانون يسمح للحاكم المسلم بإذلال وافقار شعبه .. هل هناك قانون يلزم الداعية المسلم بنفاق الحكام .. هل هناك قانون يسمح للداعية بتطويع كلام الله لخدمة جماعة أو حاكم .. هل هناك قانون يسمح لرجل الدين أن ينغمس في الشأن السياسي والاقتصادي ويسخر الدين والعقيدة لخدمة الحاكم وافقار المحكوم .. هل من المقبول أن يستغل وكيل الوهابيين في مصر بساطة الناس وفطرتهم ليحكي لهم في مسجد التوحيد أنه رأي فيما يري النائم أن "خالد بن الوليد" دخل عليه بزيه العسكري ( لم يصف لنا زي خالد بن الوليد ) وكان شيخنا يخطب في جمع من أتباعه وعندما التفت اتباع مولانا تجاه خالد بن الوليد قال لهم خالد لاتنشغلوا بي فأنتم في حضرة عالم جليل .. وهنا صاح البسطاء من أهل الكهف .. الله أكبر ألله أكبر .. أي إله كبره البسطاء .. هل هو الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد أم إله فضائي يركب الهمر الأمريكي ..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com