ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ضابط بدقن

د. ممدوح حليم | 2012-02-23 00:00:00

 بقلم : د. ممدوح حليم
       في كل بلاد العالم بداية من الدول المتحضرة وصولا ً إلى البلاد التي تأكل لحم القرود، هناك هيئات تلتزم الحياد التام، شكلا ً وموضوعا ً حيال كل التيارات السياسية والدينية. هذه الهيئات هي: الجيش والبوليس والقضاء والدبلوماسيين، إنهم يمثلون الدولة وحيادها تجاه كل الأطراف. ومن ثم يمنعون من الانضمام إلى أحزاب ومن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
   أما في مصر وقد صارت الأمور فيها أقرب إلى الفوضى واختلط الحابل بالنابل فيها، وتحت شعار الحرية التي حرم الشعب منها طويلا ، طالب عدد من ضباط الشرطة بالسماح لهم بتربية دقنهم.  
   لقد دخل الدين في كل شيء في حياة الناس، في تحياتهم وألقابهم وأسمائهم، فما المانع من أن يصل إلى مرحلة اختراق جهاز وطني حيادي مثل الشرطة ؟.
  وإذا سمح بهذا الأمر فما المانع إذا ً، إذا كان الضابط يعمل في قطاع يرتدي الملابس المدنية، ما المانع من أن يذهب إلى العمل مرتديا ً جلابية حاملا ً السبحة وأن يناديه الجمهور وزملائه يا حج بدلا من يا باشا أو سيادتك.
  لقد سكت المجتمع والمسئولون عن مظاهر دينية، وها نحن نواجه المزيد. والحق أن موقف الوزير حتى الآن مشرف ونتمنى أن لا يتراجع.
     إن السماح بهذا الأمر سيكون بداية انقسام الشرطة وتحولها تدريجيا ً إلى ميليشيات ذات انتماءات دينية وعرقية لاسيما وأن هناك بوادر تدعو للقلق من احتمال حدوث حروب أهلية أوسع نطاقا ً مما يحدث الآن.
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com