ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

المشي فوق الأشواك .. حقيقة سياسة الإخوان

| 2012-02-23 15:03:06

قبل الانتخابات التشريعية أعلن الإخوان المسلمون انهم لن يحاولوا الحصول إلا علي ثلث مقاعد البرلمان علي الأكثر.

وجرت الانتخابات فإذا بالإخوان يفوزون ب47 في المائة من مقاعد مجلس النواب. وكان السلفيون هم الحزب الثاني في الفوز بمقاعد المجلس وبذلك أصبح للتيار الإسلامي أكثر من 70 في المائة من أعضاء مجلس النواب.

الاخوان المسلمونوأثار النواب الإسلاميون في اجتماعات المجلس ما حدث في مذبحة بورسعيد. وقد ثبت أن ما جري نتيجة مؤامرة دبرها نظام مبارك وفلول هذا النظام. ولكن النواب الإسلاميين تعمدوا أن يوجهوا الاتهام إلي وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بطريقة مباشرة مع أن الوزير. والحقيقة يجب أن تقال. قد بذل جهدا لمنع الانفلات الأمني ومحاصرته. ولكن رجال الأمن في بورسعيد تغاضوا أو تعمدوا التغاضي عن مؤامرة النظام السابق وكان ما كان من وقوع المذبحة.

وتعمد أعضاء الإخوان في البرلمان توجيه الاتهام عن المذبحة إلي تقصير من وزارة الجنزوري مع ان رئيس الوزراء نجح في كسب ثقة الشعب واستطاع أن يحقق الكثير من آمال الشعب المصري في الاستقرار والنمو خلال شهرين فقط في منصبه نتيجة خبرته الطويلة والجهد غير العادي الذي بذله في عمله.

 

ولكن الإخوان المسلمين الذين تعهدوا من قبل بعدم تشكيل وزارة "إخوانية" انقلبوا علي عهدهم السابق. وطلبوا من المجلس العسكري الموافقة علي تشكيل حكومة برئاسة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام.

وقال الإخوان إنه سيكون لهم نصف المناصب الوزارية وستكون الحكومة ائتلافية.

ومن حسن الحظ أن المجلس العسكري رفض طلب الإخوان وأصر علي بقاء الدكتور الجنزوري رئيساً للوزراء.

* * *

جاءت "الضربة" الإخوانية الثالثة من الإخوان المسلمين.. الرقابة الدينية علي الفن.

وصفت جريدة الشرق الأوسط ما حدث بأن الواقعة الجديدة جددت مخاوف الأوساط الدينية والأدبية بشأن حرية الفن والابداع بعد هيمنة التيارات الإسلامية علي مقاعد البرلمان.

قام عدد من الشباب الجامعي المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في كلية الهندسة بجامعة عين شمس بمنع فريق عمل سينمائي من تصوير أول مشاهد مسلسلهم التليفزيوني بباحة الجامعة ورفضوا السماح لفريق عمل المسلسل الذي حمل عنوان "ذات" ببدء التصوير بسبب اعتراضهم علي ملابس الممثلات المشتركات في العمل التي وصفوها ب"القصيرة" وغير الشرعية.

وعلي الرغم من محاولات فريق العمل توضيح أن الملابس مصممة خصيصا لتواكب فترة السبعينيات التي كانت فيها ملابس طالبات الجامعة بهذه المواصفات فإن شباب الجامعة أصروا علي موقفهم مما دعا مخرجة العمل كاملة أبو ذكري إلي إلغاء التصوير.

قالت المخرجة:

"اننا حصلنا علي كل الموافقات الأمنية اللازمة للتصوير وموافقة إدارة الجامعة. وحاولنا اقناع الطلاب بأن تلك الملابس ضرورية لكي تناسب الفترة الزمنية التي يتم رصدها وهي فترة السبعينيات من القرن الماضي التي كانت ملابس النساء فيها تتميز بالقصر.. ولم يكن أحد وقتها يعترض علي ذلك إلا أن موقف طلاب الإخوان لم يتغير فيه قيد أنملة".

ووصفت كاملة هذا الموقف بالحزين وتشعر بالخوف علي مستقبل حرية الفن والإبداع في مصر بعد صعود شعار الإسلام السياسي الذي فاز بأكثر من 70 في المائة من مقاعد مجلس الشعب المصري.

وأبدت كاتبة السيناريو مريم نعوم غضبها الشديد من الموقف الذي تعرضت له بطلات العمل ومنهن الفنانة نيللي كريم.

قالت:

"لا أكاد أصدق عيني فهذه هي المرة الأولي التي يتم فيها منع تصوير عمل فني بسبب أن ملابس البطلات قصيرة. فهل المطلوب قصيرة وهل المطلوب أن نجعل البطلات يرتدين الحجاب حتي يرضي عنهن ممثلو التيار الديني؟

* * *

وقال رجال الاقتصاد:

هناك صفقات تعقد بالسوق المصرية تعطي دلائل ان المخاوف من الأوضاع السياسية تراود رجال الأعمال وستسمح لرجال أعمال محليين ترك أعمالهم في البلاد لصالح آخرين.

فالأوضاع السياسية والاقتصادية لليهود قد تكون حافزا غير معلن عند مستثمرين ينوون بيع مساهمتهم في شركات حتي لو كان ارتباطهم بتلك الاستثمارات عاطفية.

ومن أبرز عمليات البيع التي ستتم خلال الفترة القادمة بيع رجل الأعمال نجيب ساويرس لحصته في شركة "موبينيل" لصالح "فرانس تيليكوم" بسعر 202.5 جنيه للسهم ورفض منذ عامين بيعها بسعر 245 جنيهًا للسهم.

وعرض رجل الأعمال علاء سبع حصته في شركة بلتون التي يرأس مجلس إدارتها للبيع وكذلك بيع قطاع تداول الأوراق المالية التابع للشركة.

وأكد الخبراء أن الفترة المقبلة قد تشهد مزيدا من خروج الاستثمارات.

ورأي محمد سعيد رئيس قسم البحوث بشركة "آي. دي. تي" للاستثمارات أن هناك نظرة سلبية للمناخ الاقتصادي في مصر والتخارج من مصر بسبب عدم اليقين للمناخ السياسي في البلاد.

ويتوقع أن تشهد البلاد في الفترة المقبلة خروج الكثير من الاستثمارات من مصر. فالفترة طاردة للاستثمارات.

* * *

الإخوان المسلمون وعدوا أنهم لن يتدخلوا في السياحة وسيتركون السياح يرتدون أو لا يرتدون ما يشاءون من الملابس.

ولكن تبديل الإخوان لمواقفهم السياسية يجعل الشركات السياحية تخشي أن يبدل الإخوان مواقفهم إزاء السياحة كما بدلوا مواقفهم بالنسبة للفن وأن يغيروا مواقفهم السياسية إزاء كامب دافيد واتفاقية السلام مع إسرائيل وغيرها.

وفي هذه الحالة فإن الجمود سيسود في مصر حتي تظهر سياسة الإخوان الحقيقية. وحتي يعلن الإخوان بصفة نهائية حقيقة موقفهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفني في مصر.

وإذا كان الإخوان لم يصبروا أكثر من شهر لإعلان موقفهم من توليهم تشكيل الوزارة. وإن كان هذا من حقهم مادامت لهم الأغلبية السياسية إلا ان تقلبات مواقفهم تنذر بخطر لو يعلمون عظيم!!

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com