ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

محاكمة شهداء وضحايا مذبحة "ماسبيرو" لإسكات الصوت القبطي الحر

صبحي فؤاد | 2012-02-25 11:59:06

بقلم: صبحي فؤاد
لم تعرف البشرية في تاريخها الطويل مجزرة بشعة تمت بدم بارد وبناء على الهوية الدينية وسادية يصعب وصفها وقبح وهمجية وبربرية لا نرى مثلها من الحيوانات المتوحشة في الغابات مثل مجزرة "ماسبيرو" في يوم 9 أكتوبر 2011، والتي راح ضحيتها ما يقرب من (28) شابًا مصريًا مسيحيًا كانوا يتظاهرون في مسيرة سلمية أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري إحتجاجًا على ما كان يحدث لأهاليهم وكنائسهم وقتها.

في هذا اليوم الذي تمت فيه مجزرة الشباب رأينا مدرعات القوات المسلحة المصرية تدهس عمدًا الشباب بطريقة تهدف إلى القتل، وشاهدنا أفراد سلاح بلطجية أمن الدولة يحاصر الشباب المسيحي في الشوارع الجانبية ويشبعهم ضربًا في حماية الجنود والشرطة المصرية، ورأينا جنود "طنطاوي" و"عنان"- الذين تحوَّلوا إلى قطط ناعمة مسالمة عندما قتل الإسرائيليون المصريين على الحدود الشرقية- يطلقون الرصاص الحي على صدور وظهور الأبرياء المسالمين لقتلهم ثم إلقاء جثثهم في مياه النيل لإخفاء جرائمهم البشعة، وسمعنا التليفزيون المصري الرسمي يوجه النداءات إلى الشعب لإنقاذ جنود الجيش قبل أن يقضي عليهم الأقباط أمام "ماسبيرو"!!

وبعد أن تمت المجزرة وقُتل من قُتل بدم بارد، وجدنا كمًا رهيبًا من الأكاذيب والافتراءات التي صرَّح بها بعض أعضاء مجلس العسكر والقيادات الإخونجية وحلفاؤهم السلفنجية وغيرهم، وتم نشرها في وسائل الإعلام المصرية التي كان من بينها أن الشباب القبطي هم الذين بدأوا الاعتداءات على العسكر والأمن بالأسلحة البيضاء والقنابل والسيوف، وأنهم قتلوا عشرات الجنود، وأن الجيش قام بدفنهم في سرية وتكتم حرصًا على الروح المعنوية للقوات المسلحة!!

ولم تمر لحظات على وقوع المجزرة إلا ونجد العسكر وأمن الدولة يقومون كما جرت العادة بالقبض على مئات الأقباط- ومن بينهم شهيد لم يتمكنوا من القبض عليه لانتقال روحه الطاهرة إلى فردوس النعيم-، وتوجيه قائمة طويلة من التهم لهم، منها: قتل جنود القوات المسلحة وسرقة أسلحتهم والاعتداء عليهم وإصابتهم بعاهات مستديمة، واقتحام  مرفق الإذاعة والتليفزيون، وسرقة مدرعات الجيش، وتعكير السلم والأمن العام، والتحريض على الفتنة، بالإضافة إلى اتهامات أخرى تكفي لإعدام المتهم ثلاث أو أربع مرات في حالة ثبوتها!!

ومنذ أيام قليلة قامت الجهات القضائية المختصة بالنظر في القضية بعرض الجنود الذين إدَّعوا أنه تمت الاعتداءات عليهم من قبل المتظاهرين على الطبيب الشرعي لإثبات إصاباتهم تمهيدًا لطلب تعويض لهم، وقام نفس القاضي بمنع سفر العديد من الذين وُجِّهت لهم التهم حتى صدور الحكم النهائي في القضية.

وسؤالي هنا: كيف يُعقل وبأي منطق يحاكم النظام الجديد في "مصر" برئاسة "طنطاوي" الأبرياء الضحايا الذين لم يرتكبوا جريمة سوى خروجهم في مسيرة سلمية ويلفق لهم التهم الكاذبة، ويترك في نفس الوقت القتلة والمجرمين الحقيقيين أحرارًا بلا إدانة أو سؤال أو توجيه أي اتهام لهم؟

وهل يتصوَّر العسكر ورجال الأمن وغيرهم أن طبخ التهم للأقباط ومحاولات إرهابهم وابتزازهم سوف يوقفهم نهائيًا عن المطالبة بالقصاص لشهداء "الكشح" و"نجح حمادي" و"القديسين" و"إمبابة" و"الإسكندرية" وغيرها من المدن والأماكن التي راح للأقباط فيها ضحايا بلا ذنب على أيدي المتطرفين وبتدبير ومعرفة أجهزة الأمن؟ أو سوف يدفعهم للسكوت والخنوع والكف عن استرداد حقوقهم الضائعة المهضومة من قبل الدولة؟؟

إذا كانوا هكذا يتصورون أقول لهم ولجميع المتطرفين في "مصر"، مهما ارتكبتم من جرائم ومذابح ضد الأقباط.. ومهما طال واشتد ظلمكم.. ومهما قلتم أو فعلتم، فلن يتراجع الأقباط عن المطالبة بحقوقهم العادلة التي تقرها كل الأديان السماوية والقوانين الدولية.. ولن يخنعوا أو يستسلموا أو يتوقفوا عن مسيرتهم إلا بعد أن يسود العدل على أرض "مصر" وتنتشر المساواة بين جميع المصريين بغض النظر عن دياناتهم.

وأخيرًا، أذكِّر المشير "طنطاوي" والفريق "عنان" وجميع القيادات في "مصر" أن يأخذوا العظة والقدوة مما حدث للرئيس المصري السابق "مبارك" و"القذافي" و"صدام حسين" وغيرهم من الذين ظلموا شعوبهم وظنوا أن يوم الحساب بعيد كل البعد عنهم. وأطالبهم أيضًا أن يكونوا عادلين ويخافوا الله في سلوكهم وأقاويلهم وأفعالهم وفي قرارتهم، حتى يسود السلام والوفاق أرض "مصر" من جديد.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com