قال السفير المصرى فى الهند، خالد البقلى، "إن الانتخابات البرلمانية الأخيرة جعلت مصر تنمو اقتصادياً إلى حد ما، لكن لم يتم توزيع الثروة بالتساوى حتى الآن، كما أن الحرية السياسية مقتصرة، والسلطة القضائية ليست مستقلة تماما".
وأضاف السفير الهندى فى حوار مع صحيفة "اكسبريس تربيون"، أن المصريين مدينون بالكثير للتونسى محمد البوعزيزى، الذى حرك الثورة المصرية عن طريق الشباب، رغم أنها لم تكن منظمة بالشكل الجيد، ولم يكن لهم أى قيادة، لذلك عندما أجريت الانتخابات، لا تمثل الشعب المصرى بالشكل الجيد، وكانت النتيجة أن الشباب المصرى لم يكن سعيداً، بسبب استحواذ قطاع معين على المقاعد.
وعن صعود الإسلاميين فى مصر قال البقلى، "إنهم يريدون فى المقام الأول إلى الحفاظ على هوية البلد، وهناك بعض المؤشرات منذ الانتخابات تقول إنهم يريدون تحقيق الديمقراطية الشاملة، وعلينا انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، حتى نرى ماذا سيفعلون، كما ننتظر ما صرحوا به بأنهم يريدون خلق فرص عمل والعمل على الاستقرار والأمن، لكن لا أعتقد أنهم سيقومون بهذا الأمر وحدهم، بل لابد من دعم الآخرين.
وردا على سؤال تبعية البرلمان للمجلس العسكرى حتى الآن قال البقلى، "الجيش لم يسع للسلطة، وسيسلمها فى الوقت المتفق عليه، وأود أن نفرق بين الجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الثورة، فالجيش كان مع الشعب منذ البداية وانحاز له، لكن هناك الكثير من الضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة للمدنيين، وأعتقد أنه سيطبق خارطة الطريق المتفق عليها فى نهاية يونيو 2012، وسيكون هناك رئيس منتخب، وننتقل إلى الديمقراطية على نحو سلس، ويجب أن يتحلى الشعب بمزيد من الصبر، لأن الثورة ليست سهلة.
وحول مقارنة وضع مصر بليبيا، قال السفير المصرى، "إن مصر دولة مؤسسات على عكس ليبيا، لأن نظامها القديم لم يكن فيه أى مؤسسات، وعليهم الآن تشكيل جيش قوى، بعدما حدث خلال الانتفاضة الليبية، وأعتقد أنها ستأخذ بعض الوقت.
وبالنسبة لأبرز التحديات التى تواجه مصر، أكد البقلى أن هناك نوعين من التحديات الرئيسية التى تواجه الشعب المصرى، هما الاقتصاد والأمن، فإذا لم يكن هناك أمن لم يكن هناك استثمار، ولا سياحة، ويصبح كل شىء فى حالة ركود، وأتمنى إصلاح القطاع الأمنى سريعاً، وفى عام 2010 تلقت مصر 15 مليون سائح وحققت 15 مليار دولار، فى عام 2011 تمكنا من جذب 65% من السياحة فقط، وشهدت الاستثمارات مشكلة صعبة، بسبب عدم الاستقرار.
وردا على سؤال تغير علاقة مصر بإسرائيل وأمريكا قال السفير المصرى، "أعتقد أن الإخوان المسلمين سيحترمون الاتفاقات والمعاهدات بين مصر وإسرائيل وأمريكا، والموقف المعلن للإخوان أنهم لن يغيروا هذا الاتجاه".
وعن العلاقات الإيرانية مع مصر، أشار البقلى "إلى أن زيادة التوتر ليست جيدة لأحد فى المنطقة، وأرفض تماما الحرب فى الخليج، وهذه سياستنا المعلنة، وإذا كانت هناك حرب فى منطقة الخليج، سنرفضها تماما، وحول امتلاك إيران أو بناء قدراتها العسكرية النووية، من أجل تلبية الاهتمامات الدولية، ينبغى أن تتعاون مع وكالة الطاقة الذرية، ولكن لا ينبغى لأحد أن يقول إنهم سيفعلون ما فعلوه مع العراق من قبل.
وحول موقف مصر من تطبيق العقوبات على إيران، أكد البقلى أن العقوبات تطبق من قبل الأمم المتحدة، والحوار دائما هو أفضل حل للخلافات بين جميع الأطراف.
وأشار البقلى إلى أن التجارة بين الهند ومصر ارتفعت إلى ما يقرب من 3.2 مليار دولار، قائلا، "نحن نبحث عن استثمارات، هذا شىء كنا نحاول القيام به لبعض الوقت الآن، ونحن بحاجة لجذب السياح الهنود لمصر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com