بقلم : ابو النكد السريع
كلمة معونة تعنى مساعدة أو منحة - تأدبا - او صدقة او شحاتة بالمعنى الصحيح . والمعونة ممكن ان تكون معدات او عينيات - ملابس - طعام الخ - او اموال ..وهى لا ترد للدول المانحة وهذا للعلم . ومن المعروف ان السيدة الاولى للعالم - خالتى امريكا - تعطى مصر ما يقارب 2 مليار دولار سنويا ومنذ 30 سنة تقريبا..ولا تسألنى عزيزى القارئ عن قيمة المليار وحسب معلوماتى هو يزيد قليلا عن الالف جنية الصعيدى ...ما علينا كل واحد يحسبها براحتة .... ولا داعى ان نختلف معا على كم مليار
فى شهر فبراير 2012 فقط اثير موضوع المعونة الامريكية عدة مرات فى جريدة الاهرام الغبراء - الغراء ساااااابقا - وربما يكون أخرها ما كتبة الاستاذ اسامة غيث فى نفس الجريدة بتاريخ 25 فبراير2012 . وقرأت ملا لا يقل عن 500 تعليق - لا يوجد خطأ فى الرقم - عن هذا الموضوع ..ووجدت ما يزيد عن 450 تعليق تكيل السباب والشتائم للست امريكا - نوعية الشتائم ..الكفرة ..الصليبيين ..الصهيونية الامريكية ..الغطرسة الامريكية ...الطاغوث ..الكفار ..أحفاد القردة والخنازير ..- نكتفى بهذا القدر من الردح الشرقى ..
وللحقيقة وجدت بعض التعليقات القليلة موضوعية فى الرد ..وجاء فى مقال الاستاذ اسامة غيث المشار الية ان المعونة فرض على امريكا وهى بمثابة تعويض عن فترة الاستعمار ..وفترات احتلال الدول الكبرى للدول الصغيرة واعاقتها عن التنمية واستنزاف خيراتها ..والبعض قال ان امريكا وحسب اتفاقية السلام مع اسرائيل فانها ملزمة بالمعونة ..انتهى ....ونبدأ بالمقال
وقبل ان تصل الى نهاية المقال عزيزى القارئ سوف أقول لك اننى ارفض المعونة شكلا وموضوعا- سواء من امريكا او غيرها - مرة بصفتى مصرى ومرة تانية بصفتى أمريكى .
نعم عزيزى القارئ أنا مصرى حتى النخاع - وقبل ان أكون امريكى - ومصرى حتى الممات حيث الجينات المصرية تجرى فى عروقى ولا أحتاج لاثبات مصريتى فان جذورى ضاربة فى أعماق بلدى مصر ولا احتاج الى دليل . نعم ارفض المعونة الامريكية واتمنى أن تكون مصرنا الغالية فوق الجميع ..لا تمد يدها الى أحد ..مصر التى كانت سلة غلال العالم وأنقذت العالم من مجاعة سبع سنوات أيام يوسف الصديق ..أتمنى أن تعود الى سابق عهدها ..ولمن لا يعرف فان مصر حتى الستينات كانت تطعم الدول العربية التى تتفاخر علينا الان وكانت تتصدق عليهم بالمحمل - كسوة الكعبة الشريفة - والقمح والملابس الخ . اتمنى أن تتبوأ مصر مكانة رائدة اقتصاديا وصناعيا وعدلا ومساواة بين جميع مواطنيها . لدينا مقومات سياحية لو استغلت لاصبحنا من رواد العالم اقتصاديا ..أتمنى ان تصبح مصر سيدة العالم كما كانت أيام أحمس وتحتمس ورمسيس وكليوباترا ..ومينا .
والى متى نستمر فى طلب أو قبول المعونات ؟ وهل المعونات تبنى اقتصادنا؟ ومن يضمن لنا تدفق هذة المعونات على الدوام ؟ ومن المعروف للجميع ان السياسة تتغير مع الزمن ومع تغيير الاشخاص أى ان قطع المعونة ان اجلا او عاجلا هو أمر مفروغ منة وعلينا وضع ذلك فى الحسبان
يقول البعض ان امريكا تعطينا هذة المعونات من أجل مصلحتها . وفى الحقيقة انا لا أعرف ما الذى تستفيدة امريكا من المعونات . ولو افترضنا جدلا ان امريكا لها مصالح وتفرض شروطا علينا فالاجابة هذا من حق أمريكا حيث انة كل دولة تبحث عن مصالحها ولا يوجد شئ بالمجان ..حتى الذى يعطى حسنة صغيرة للفقير فهو ينتظر المقابل من اللة وهو الجنة أى لا يعطى بالمجان . وكى نستطيع رفض الشروط الامريكية لابد اولا من الاكتفاء الذاتى ونصبح غير محتاجين للمعونة من أحد وهذا ما نتمناة
وبصفتى أمريكانى وانقل لكم ما يقولة الامريكيون . ما الذى نستفيدة من المساعدات للدول الخارجية ؟ نحن الامريكان ما احوجنا الى كل دولار من امولنا ...هذة المعونات تدفع من ضرائب الامريكى نتيجة عملة وتعبة ..لماذا نتعب نحن من أجل الاخرين ؟ اولادنا أحق بفلوسنا نحن نعيش فى قارة معزولة عن العالم وخاصة العالم التالت وما لنا حاجة اليهم ما الذى يدفعنا لمساعدتهم وخاصة فى ظل اقتصادنا المنهك حاليا ؟ .. .. واذا كان على أمن اسرائيل فان اسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها.ويستطيع رجال الاعمال اليهود فى العالم دفع جزء بسيط من مكاسبهم لتعضيد اسرائيل ولو حتى اضطروا الى جلب جنود مرتزقة لمساعدتهم ..هم أحرار .. وهذة ليست مسئولية أمريكا ..نحن لم نأخذ من العالم الثالث غير الارهاب والتطاول علينا فى كل مناسبة وحتى بدون مناسبات ..وليس من المعقول أن أساعد شعب أو حكومة تشتمنى
وبالنسبة الى ما كتبة الاستاذ اسامة غيث أقول : أمريكا هى الدولة الكبرى الوحيدة التى لم تستعمر أحدا وهذا من التاريخ وليس دفاعا عن أمريكا . اذن هى غير ملزمة بالمرة من دفع أى شئ . والحقيقة ان الاستعمار فى حالات كثيرة جدا أفاد البلاد التى احتلها أكثر من الحكام الوطنيين . وأرجو ان لا يفهم كلامى على أنة دعوة للاحتلال .وتأخر العالم الثالث اتضح ان السبب الرئيسى هو نحن وليس المستعمر والدليل على ذلك أن دولا كثيرة نالت استقلالها معنا وسبقتنا كثيرا مثل الهند ودول النمور الاسيوية وجنوب افريقيا التى نالت استقلالها بعدنا بكثير ..ولا تنسى اليابان التى دمرت تماما فى الحرب العالمية التانية وأين هى الان ؟ والامثلة كثيرة جدا ..يا استاذ اسامة غيث نرجو الصراحة مع النفس حتى يستقيم حال بلادنا ..وتقول ان المعونة الامريكية هى فرض على أمريكا ولا أعرف من أين هذا الفرض ؟ ولو رفضت أمريكا هذا الفرض هل تستطيع يا استاذ اسامة أن تجبرها على الالتزام بهذا الفرض ؟ ويقول البعض ان ألمعونة كانت من ضمن بنود اتفاقيات السلام بين مصر واسرائيل وهذا الكلام هو التهريج بعينة حيث أن امريكا ليست طرفا فى الاتفاقية ..نعم هى الراعى لها ولكن ليست طرفا فيها ..ولا يعقل ان امريكا تلتزم بمعونة مدى الحياة من أجل عيون أحد حتى لو كانت اسرائيل هى هذا الأحد...فلا تستخفوا بعقولنا الى هذا الحد .
اختم مقالى بالسؤال الذى جاء فى عنوان المقال وهو متى تتوقف المعونة الامريكية وغيرها ؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com