ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

(27)الحداثه فى فكر الأب متى المسكين ج2

د. ماجد عزت اسرائيل | 2012-02-27 10:49:09

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل

يعد الأب متى المسكين صاحب فكرة غزو الصحراء وتعميرها،فعاش بالصحراء كناسك ينتقل بين الصحارى والشقوق،وأكتسب خبرة كبيرة بين التنقل بين صحراء وادى النطرون،وبين صحراء القلمون وادى الريان،وإذا جاز لنا التعبير بين شمال مصر وجنوبها،أو بين الصحراء الشرقية والغربية، وهو صاحب الفضل الأول فكرة التواصل مع العلماء المتخصصين فى علوم الصحارى والجولوجيا؛ ويتضح ذلك عندما جمعه لقاء مع عالم الجولوجيا القبطى "رشدى سعيد" وأدارمعه حوار حول كيفية عزو الصحارى والبنية التركبية للطبقات الجولوجية بطريقة علمية،وأماكن وجود المياة الجوفية والأستفادة منها،ونمط  الحاصلات الزراعة المناسب فى هذه الطبقات.
 
ويرجع الفضل للأب متى المسكين فى أدخال العديد من أنماط الزراعة (بالرش والتنقيط)بدل الرى الدائم،فأستطاع تحويل ألاف الأفدنة من مناطق صحراوية جرداء إلى مناطق زراعية،فزرع ألاف الاشجار المثمرة مثل شجر الزيتون،والنخيل،والجوافة،وزراعة بعض الخضروات والفاكهة مثل الجزر والبطيخ والكوسة والبذنجال والفلفل،وكل هذه المنتجات عادت على الشعب المصرى.
 
على أية حال،تعود فكرة زراعة البنجر فى مصر إلى صاحب الحداثه الزراعية الأب متى المسكين،الذى أستطاع زراعة البنجر بكميات كبيرة،لدرجة أن الرئيس الراحل"أنوار السادات" فى أحد خطبه أمام البرلمان حيث قال:"شوفوا الأب متى المسكين عمل إيه فى الصحراء زراعها بنجر" كما قام بمنح الدير مائة وخمسين فدان لزراعتها- وقام الدير بسداد ثمنها طبقاً للقوانين- بالعديد من الحاصلات الزراعية التى تسهم فى الاقتصاد المصرى.
 
كما أن الأب متى المسكين ساهم فى أدخال العديد من الصناعات فى مصر، ونقصد هنا"صناعة بنجر السكر" فلولا زراعة البنجر لما كانت صناعة بنجر السكر فى مصر الأن يوجد العديد من مصانع السكر مثل الفيوم وكفر الشيخ،وهى التى تعتمد على بنجر السكر،كما تم تطوير منتجات الدير الصناعية التى تعتمد على الحاصلات الزراعية التى ينتجها الدير.
وقام الأب متى المسكين بتطوير تربية الحيوانات بدير القديس العظيم الأنبا مقار،فاستخدم الطرق العلمية الحديثة التى تعتمد على استيراد السلالات الجيدة من الخارج،والرعاية البيطرية،وأقام الحظائر،والتايات(مكان نوم الجاموس والأبقار) للرفق بالحيوان، وقام بانشأ مزارع لتفريغ الدجاج والأرانب،وأقام عليها الصناعات المتعلقة بها مثل صناعات منتجات الألبان،وحفظ اللحوم والدجاج،وكل هذا يعود فى المقام الأول على المواطن المصرى.
 
وإليه يرجع الفضل فى هندسة المبانى والملحقات و الطرق الداخلية بدير القديس العظيم الأنبا مقار،ففى أثناء أعادة تعمير الدير قام بنفسه(حسب ما ورد بمكرات الأب متى المسكين)بالإشراف على المبانى وأختيار أماكن المنشأت بعيده عن قلالى الرهبان،وقام بهندسة الطرق الداخلية التى تؤدى إلى بعضها البعض،وربطها بإدارة الدير الرئيسة.
 
وتأثرت مصر بصفة عامة بفكرة الحداثه لدى الأب القديس متى المسكين فى هذه المجالات السالفة الذكر،ففى مجال الزراعة قامت الدولة بالتوسع فى زراعة سكر البنجر،ليسهم بجوار سكر القصب فى حل مشكلة السكر بمصر،وأنشأ العديد من المصانع لأنتاجه،كما تأثرت الدولة بفكرة أستصلاح الأراضى الزراعية،فإذا جاز لى أن أقول: أن تعمير الطريق الصحراوى بين القاهرة والإسكندرية يعود فى المقام الأول والأخير للأب متى المسكين،وكانت الدولة تستعين بخبرات الدير فى العديد من هذه المجالات.
خلاصة القول:أن القديس الأب متى المسكين ساهم بفكره الحديث، فى تنمية الاقتصاد المصرى فى النصف الثانى من القرن العشرين،وإليه يرجع الفضل فى زراعة البنجر بمصر وأنشاء الدولة للعديد من المصانع،كما أن تعمير صحراء وادى النطرون وأقامة العديد من المزارع بها وأنشاء مطاريعود الفضل إليه.    
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com