كتبت: ميرفت عياد
قال الدكتور "سالم عبدالجليل"- وكيل وزارة الأوقاف- إن الخطاب الديني لم يتغيَّر أثناء الثورة، وظهر ذلك بوضوح في مسألة تحريم الخروج على الحاكم، مشيرًا إلى أن التيار السلفي انقسم على نفسه في الخروج على "مبارك".
وأكّد "عبدالجليل" عدم وجود ديمقراطية في الإسلام، ووجود معنى واحد للديمقراطية وهي الديمقراطية الغربية، وأن هؤلاء المشايخ يكفيهم التلون والنفاق من أجل كسب شعبية زائفة باسم الدين- على حد تعبيره-.
الترهيب أم الترغيب
وأشار "عبدالجليل"، خلال الندوة التي أُقيمت بساقية الصاوى تحت عنوان "الخطاب الديني ما بعد الثورة"، إلى أن سلبيات الخطاب الديني قبل الثورة تمثَّلت في إتّباع سياسة الترهيب أكثر من الترغيب، من خلال ممارسة الفكر المتشدد وتحريم كل ما هو مغاير أو جديد بالنسبة لنا كالديمقراطية والخروج على الحاكم ومشاركة المرأة في الشأن العام، أما بعد الثورة فاتسم الخطاب الديني بالتلون، لدرجة أن منْ كانوا يحرمون التحزّب دعوا لإنشاء أحزاب ودخلوا في معترك الحياة السياسية، كما أن بعضًا منهم خرجت فتواهم بضرورة التصويت لأحزاب بعينها دون غيرها وصبوا لعنات التكفير على من يخالفهم.
القيم التنموية في الخطاب الديني
وأوضح "محسن"- مهندس- لـ"الأقباط متحدون" أهمية تجديد الخطاب الديني الذي ظل لعقود طويلة غافلاً، وبث العديد من القيم التنموية التي تؤدي إلى النهوض بالمجتمعات، مثل قيم: العمل، والأمانة، والتعاون، والتسامح، والصداقة، والتي من خلالها تضمحل منظومة الفساد والرشاوى والتهاون في العمل التي تنتشر في المجتمع المصري، وتغيب روح التعصب والفتن والأحداث الطائفية التي تهدر الأرواح والممتلكات وتهدم "مصر".
تطوير الخطاب الديني
ووافقه الرأي "طه"- طالب جامعي- قائلاً: "السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يبث الخطاب الديني رسائل تحث الأفراد والجماعات على تحقيق نهوض اجتماعي واقتصادي وبناء وطنهم ودفع المواطنين إلى العمل وتقدير الوقت واحترام الآخر؟ مشيرًا إلى أن تحقيق هذا يستلزم تطوير محتوى الخطاب الديني ومستوى الدعاة ومستوى المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالخطاب الديني؛ لأن الدين يلعب دورًا هامًا في الحياة الاجتماعية، ويُعد المصدر الرئيسي للقيم التي توجِّه السلوك.
السلفيون والثورة
وعن حقيقة موقف السلفية من الثورة المصرية، أوضح "أحمد"- مدرس تاريخ- أنه قرأ دراسة قيمة أصدرها المركز العربي للدراسات الإنسانية تبين مواقف السلفيين من الثورة، والتي تتمثَّل في منْ قام بالموافقة والتأييد والمشاركة في المظاهرات التي طالبت بإسقاط نظام الحكم، لافتًا إلى أن البعض كان موقفهم ملتبسًا ورفضوا الثورة بناء على فتوى شيوخهم، ولكنهم عادوا وأعلنوا تأييدهم لها بدون المشاركة فيها، كما أن هناك من عارضها بهدف درء المفاسد والفتن وتحريم التقاتل بين أفراد الشعب.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com