بقلم: شريف منصور
الأديان أشبه بخطوط متوازية حتى لو كانت متشابهة ومن نفس اللون أو المصدر، فهي لا تلتقي أبدًا مهما كانت متماثلة. والحقيقة الثابتة أن الأديان التي لا تتلاقى قد تتلاقى في الإنسان الذي يجمعه وطن واحد مع أخوه الإنسان.
عندما تطغى الأديان على الأوطان تتفرق الشعوب، وإن جمعت الوطنية أبناء الوطن تجمَّعت الشعوب. لو تخيَّلنا الأديان كالطرق في وطن واحد لا يمشي فيها إلا من يتبع هذا الدين، فهل تتخيلوا معي صورة المواطنين في هذا الوطن؟ فحتمًا يسير المواطنون كل في طريق مختلف تبعًا لدينه وعقيدته، ولن يتلاقوا يومًا، ولكن إن مشينا في طريق الوطن الواحد سنتحد فيه كمواطنين.
في طريق المواطنة، من حقنا أن نحمل من الأديان في قلوبنا ما يعجبنا ويريحنا، حتى لا نفترق عن أشقائنا في الوطن في مواجهه الصعاب والتحديات.
الأوطان تجمع المواطنين، والأديان تفرِّق بين العباد، أتباع الدين الواحد يتفرقون ويتحزبون بعضهم ضد بعض، ولكن أبناء الوطن الواحد يتحدون في حب الوطن لأن مصيرهم واحد.
إن دخلت الأديان إلى الأوطان من باب التعصب والعنصرية، هربت الوطنية وهرب معها السلام الاجتماعي والعدل. وإن هرب السلام والعدل من الوطن بسبب الأديان، فهذا خير دليل على أنها أديان حُرِّفت عن إرادة الخالق الواحد، الذي خلق الكون ولم يعلّم أو يأمر الإنسان أن يعادي أخوه الإنسان بسببه، وإن كان سيكون إلا لو لم يكن هو واحد أحد.
من له أذان للسمع فليسمع..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com