مدحت عويضة و خزعبلات تقسيم مصر .. سلامة الياس
كتبهـا : سلامة الياس - بتــاريخ : 2/22/2012 6:19:47 التعليقــات :
عادةً لا ألتفت للخزعبلات الصحفية و الإعلامية التي تروج لأوهام لا توجد سوى في ذهن كاتبيها إلا أنني و أثناء تصفحي لأحد الموقع الأليكترونية لفت إنتباهي أحد عناوين المقالات ألا و هو - تقسيم مصر هو الحل – لشخص يدعي مدحت عويضة
فوجئت من خلاله بكاتب واهم يروج لفكرة خزعبلية عن ضرورة تقسيم مصر إلي و لايتين إحداهما إسلامية و الأخرى مدنية في ظل حكم كونفدرالي .. معتقداً أن هذا هو الحل الأمثل للنهوض بمصر و أهلها .. و لم يكن ما لفت نظرى غرابة الطرح فهو طرح قديم حديث يداعب العقول المريضة منذ زمن بعيد .. كما لم أجد غرابة في أن يكون طارح مثل هذا الفكر شخصية علمانية من الشخصيات المتاجرة بملف الأقباط و أحد نافخي كير الفتنة الطائفية في مصر من المقيمين بالخارج .. إلا أن الغريب أن تجد شخصاً يدعي العقل يجد أن التقسيم العنصرى لبلد أى بلد هو الحل الأمثل .. بل و لا يجد غضاضة في ترويج أكاذيب مضحكة مثل (الحل لهذه الأزمة تقسيم مصر لمقاطعتين واحدة إسلامية وأخري مدنية تحت نظام الحكم الفيدرالي كما هو معمول به في الولايات المتحدة وكندا وغيرهما من الدول) فلم ينم إلي علمي أنه يوجد بلد في العالم سوى الكيان الصهيوني المحتل يقسم أراضيه علي أساس عرقي أو فكرى أو أياً كان التصنيف العنصرى المطروح .. بل لم يستحي هذا العويضة من أن يؤكد علي أن (ذلك التقسيم سيكون دافعاً قوياً لقيام منافسة حامية بين حكومة المقاطعتين في التنمية والتطوير والتجميل وحل مشاكل الناس سيستفيد منها الوطن بكامله )؟؟
في البداية ظننت أن المقال هزلي إلا أنني في النهاية تأكدت أنه مسخرة كلامية
و لأمثال هذا العويضة من المنبطحين .. تقسيم مصر بعيد عن شواربك ..
فما لم ينجح فيه الغزاة منذ وحد الملك العظيم مينا قطرى مصر لن نساعد فيه نحن .. هل سمعت يوماً عن إنسان بقلب مشقوق نصفين ؟ قد تكون أنت سمعت طبقاً لما لمسناه من عقليتك الفذة بين سطور أوهامك .. و لكن العامة و الغوغاء من أمثالي لم يسمعوا عن ذلك قط ..
فمصر قلوبنا جميعاً و المساس بوحدتها إدارياً أو جغرافياً أو إجتماعياً سيكون بمثابة الموت .. و أعتقد أن المصريين الشرفاء مسلمين و مسيحين يفضلون الموت دفاعاً عن وحدة تراب هذا الوطن .. علي الموت كمداً و ندماً علي تفريطنا فيه كما تتوهم أنت و عنبر العقلاء الذى تنتمي إليه
و أعتقد أنك لو نشرت مقالك هذا في جريدتك المجهولة بكندا لُوجهت إليك تهمة العنصرية .
نهاية القول مصر قد تمرض و لكن لن تموت .. مصر يحرسها رب الكون برجال يستطيعون حفظها من كل سوء
.نصيحة أخيرة إتغطي كويس الجو برد.
هل ما قاله مدحت عويضه عن تقسيم مصر خزعبلات؟
قرأت على المواقع الالكترونيه مقالا ينتقد الزميل العزيز مدحت عويضه بسبب مقال كتبه ينادى فيه بتقسيم مصر.وقد رأيت أن أنشر الخطاب مع هذا الرد. ولا شك أن لكل إنسان الحق فى أن يتبنى فكره معينه أو يرفضها فهذا ينطوى تحت حرية التفكير. وحرية التفكير تشمل الفكر والفكر المضاد. وهذا الاحتكاك هو سر التقدم البشرى والانسانى. ولكن كى تحقق هذا لا بد أن يكمون النقد موضوعيا فى أسلوب مهذب يركز على الرأى والفكر ولا يتعرض لشخص الكاتب. فمثل هذا السلوك سلوك ممجوج لا يعمل على رقى الفكر الانسانى بل على العكس ينحدر به إلى مستوى الاسفاف والشرشحه التى لا تعبر عن فكر –أى فكر- بل تعبر عن عبارات مبتذله تضر ولا تنفع.
والمقال كتنبه الاستاذ "سلامه الياس", ونشره الاخ العزيز نبيل بساده.
ويبدأ المقال بعبارة "عادة لا ألتفت للخزعبلات الصحفيه....". ويستطرد الكاتب فى وصف الاستاذ مدجت بأنه شخصيه تتاجر بألام الاقباط وأحد نافخى كير الفتنه الطائفيه" وينتهى المقال مطالبا الاستاذ مدحت عويضه بأن يتغطى كويس ليلا لان الجو برد.
وهكذا ينال الكاتب الموقر بزميل له فى شخصه بأسلوب التجريح وليس النقد أو بمقارعة الفكره بالفكره أو الرأ بالرأى.
وأود أن أقول للاستاذ سلامه الياس أن الحياه وتقدمها هى بنات أفكار كانت تبدو فى الاول خرافيه أو خزعبليه على حد قوله ثم لا تلبث أن تتبلور وتتقدم لصياغه الحياه على النحو الذى نعيشه الآن.
وفكرة التقسيم بوجه عام أود أن أعرض على الكاتب الموقر الماضى القريب. فملك مصر كان يعرف بملك مصر والسودان. وحين جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضحى بالسودان من أجل أطماع وطموحات شخصيه فانقسم وادى النيل إلى مصر والى السودان. وقد كان السبب الجوهرى لهذا التقسيم هو الرئيس الراحل محمد نجيب والذى كان "سامحه الله" ينادى بالاتحاد والنظام والعمل, وهذا كان خطأ بيّنا ولم يعجب الثوره ورجالها فما كان منهم إلا أن غدروا بمحمد نجيب وعزلوه حتى توفى فى منفاه أو فى معزله. وسوف يذكر التاريخ – إن لم يحرف كغيره – أن هذا الرجل العظيم كان ضحية المبادئ.
إذن فكرة التقسيم ليست فكره حديثه أو مستحدثه ولكنها فكره تمليها الظروف السياسيه القائمه.
لذلك ياسيدى أبدأ بأن أقول لك إن مصر المسيحيه تعانى على مدى خمسة عشر قرنا من الزمان من الاضطهاد والتعصب والتهميش والاذلال بالنسبه للمسيحيين. ولست بحاجه أن أذكر لك تاريخا أنت على علم به فالمفروض أنك تعلم وتقرأ كيف كنت وكيف أصبحت.
وهاهو يا صاحبى التاريخ يعيد نفسه. فإنك فى بلدك لن تكون أكثر من شخص ذمى يدفع الجزيه. ألم تسمع الساده السلثفيين الذين لا يرضون بالجزيه بديلا؟ أرجو أن تفيدنى كيف ستواجههم؟ كذلك أرجو ا، تفيدنى ما معنى أن تفسح وسائل الاعلام المختلفه صدورها لهم؟
إن المسيحيين الذين نجحوا فى انتخابات مجلس الشعب يزيد قليلا جدا عن واحد فى المائه. ما معنى هذا يا صاحبى؟ هل تعلم أن المسيحيين تعدادهم يزيد عن 20 فى المائه بل يقارب 25%؟ وهل تعلم أن البيا نات الرسميه تقول إن تعدادهم يقل عن خمسة ملايين (وليس عشرين)؟ ما الغرض من هذا البخس؟ هل هو صدفه؟ أود أن اقول لك إنها السياسه القائمه ... سياسة التهميش بل والالغاء. ألم تسمع السلفيين الذين ينادون بوجوب أن يدفع المسيحيون الجزيه؟ معنى هذا أنهم يرفضون للمسيحيين أن يكون لهم أى كيان ولا أقول أى شأن. هل تريد أن تستسلم لهذا الهوان؟
لى سؤال ياسيدى ... ماذا يكون شعورك وإحساسك لو كان لك ابنه هى فلذة كبدك يعتدى عليها ثم تجبر على الزواح بعد أن تجبر على الاسلام.؟ ما سوف يكون عليه إحساسك؟ سيدى ... هل وضعت نفسك محل أحد من هؤلاء المساكين الذين يعيشون بلا سلام أو أمان هم وأولادهم؟
هل تعلم يا سيدى أن آلاف الافدنه فى الصعيد وغير الصعيد اعتدى عليها عنوة واقتدارا دون تعويض حتى يفقد الاقباط الارض التى يرتبطون بها؟ أى أنهم ينفصلون عن الارض معنويا وماديا؟ هل تدرك ما معنى هذا؟ هل تعلم أـن النظام البائد كان يئد أى شكوى للبرلمان الاوروبى أو لجنة حقوق الانسان بالكذب والضلال والتضليل حتى لا يجد الاقباط ملاذا لنصرتهم أو إعطائهم أى حق من الحقوق؟ سيدى هل تغير الوضع الراهن عن ذى قبل؟
هل تعلم يا سيدى أن المؤرخين العرب أمثال المقريزى يقولون عن أقباط مصر إنهم جبناء ونمامون ويتقربون إلى الحاكم ويمارسون التملق والزلفى وأنهم يحبون العلم؟ هل تعلم يا سيدى أن أغلب مسلمى مصر كانوا مسيحيين ولكنهم اعتنقوا الاسلام وأن سلالتهم هم الذين يمارسون اضطهاد المسيحيين الآن؟ هل تعلم أن المسيحيين وقت الاحتلال العربى كانوا من أعنى أغنياء العالم؟ ولم يكن آنئذ بنوك أو أوراق ماليه فكانوا يحتفظون بأموالهم فى صورة عملات ذهبيه فى زلع؟ وأن عتمرو بن العاص أمرهم بإظهار هذه الزلع ومن يحتفظ بها يقتل؟ وبذلك نهبوا وسلبوا أموال المسيحيين التى كانوا يحمعونها من عملهم وكدهم؟ لم يكونوا يرتشون, ولم يكونوا يسرقون بل كانت أـموالهم من الجهد والعرق بالامانه والشرف.
ألم تدرك يا سيدى أنه ممنوع عليك حاليا أن تعمل وتكد وتكدح حتى لا تكون لك فرصه لأن ترتقى؟ ومن نفذ من هذه القاعده قله قليله وهى محل حرب دائم ومستمركما قد لا يخفى عليك؟
سيدى, لو أن ا لمسيحى حاليا يحصل على ثمرة كده وجهده لشاركتك الرأى ولكن هنهات يا سيدى فكل العراقيل توضع أمامه كى لا يرى نور الرخاء أو الخير.
تقول يا سيدى مصر يحرسها رب الكون. نعم هذا كلام حقيقى مائه فى المائه, ولكن أنتم تترجمون هذا الكلام ترجمة خاطئه. رب الجنود أدى ما وعد به وهو أن أبقى على مصر وكيان مصر حتى الآن وهذه معجزه كما يقول المؤرخون. ولكن أرجو أن أذكرك أن رب الجنود خين أقام ليغازر قال للقوم "ارفعوا الحجر". طلب منهم أن يقوموا بعمل مهم كى يكمل هو عمله. ماذا فعل المسيحيون فى مصر حتى يكمل الله ذلك العمل؟ إننا نصلى يا سيدى اربعة عشر قرنا من الزمان. فى خلالها أدى رب المجد عمله بأن حافظ على الكيان المسيحى, وهذه معجزه بكل المقاييس, ولكننا لم نعمل شيئا أكثر من أن نتواكل ونقول, "الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون", لقد قال تقدس اسمه "مبارك شعبى مصر", إلى أخر هذه الايات التى نتلمس منها الاستكانه والضعف. ولكننا نسينا أنه قال لنا ارفعوا الحجر. نسينا أنه وهو مثال للوداعه ضرب باعة الحمام بالسياط وقال "بيتى بيت الله يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". ومصر ياسيدى أصبحت مغارة للصوص بفضل السلبيه والاستكانه وتلمس العون الالهى دون أن نعمل أو نخاطر بدمائنا فهى رخيصه من أجل اسم رب المجد.
سيدى الفااضل, لو صليت سنة كامله أمام قطعة أرض فهى لن تثمر ولن تعطيك ثمرا أو خيرا. يتعين أن ترويها ثم ترمى البذار ثم ترعاها حتى تنمو وتعطى لك ثمارا ثم تجنيها. بذلك فقط يمكن أن تحصل على ثمر.
بقول يا سيدى مصر يحرسها رب الجنود. نعم ولذلك هى كائنه واسمها كائن وسيظل كائنا. ولكن سكان مصر وأبناء رب الجنود مستكينون ضعفاء يلقون على الله مسئولية درء أى اضطهاد عنهم وهم ساكتون مستكينون ومستسلمون عسى أن يرسل الله ملائكته كى ترد الحقوق وتصان الاعراض دون أن نقوم نحن أصحاب الحقوق بأى عمل أو بأى جهد أو بأى تضحيه. لا يا سيدى عليك أن ترفع الحجر حتى يكمل الله عمله. يتعين أن تكون إيجابيا قويا بإيمانك حتى لو دفعت حياتك ثمنا لاسم رب المجد. بل على العكس إنك تريد من رب المحد أن يتدخل ليحقظ حياتك أنت دون أن تقوم بأى شئ .... دون أن ترفع الحجر.
سيدى ... الصلاه عمل إيجابى والعمل بكل الجهد عمل إيجابى أيضا. وكلاهما يتمم الآخر. ثق يا سيدى أن لو تقوقعت فى منزلك عشرة أيام متتاليه وداومت على الصلاه لن تجد ما تقتات به ما لم تذهب لتبتاعه, وبالمثل عليك أن تعمل وتضحى حتى نحصل على حقوقك وتنال حق المساواه فى وطنك الذى تعطيه لقمة سائغه لمن يريد أن ينتزعه منك. لا لشئ إلا لانك تريد أن تصمت والرب يدافع عنك.
سيدى إن الاستاذ مدحت عويضه يريد أن يجعلها دولة واحدة فى اتحاد كونفدرالى. وأنا اخالفه الرأى ذلك أنى لا أثق فيمن ينطر إلىّ على أنى ذمى ويريد أن يحرمنى خيرات بلادى وثمار عملى وجهدى.
لذلك لا بد من الانفصال فى دولتين منفصلتين تمام الانفصال حتى نجعل من دولتنا أنجح وأقوى دوله فى الشرق الاوسط.
سيدى تنتهى فى مقالك مطالبا الاستاذ مدحت بأن يتغطى كويس. سيدى إنه كان كامل الغطاء ومن يخالفه بهذا الاسلوب غير الائق هو الذى يحتاج إلى غطاء.
أخيرا يا سيدى أود أن أقول لك إن من حقك أن تنقد الاستاذ عويضه ولكن ليس بهذا الاسلوب ويتعين أن يكون نقدك موضوعيا على درجه مناسبه من الثقافه والرقى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com