بقلم : عزمي ابراهيم
قدمت سابقاً على هذا الموقع الكريم مقالاً عن التآلف الوطني في شعر أمير االشعراء أحمد شوقي، ومقالاً أخراً عن الأديب والفيلسوف جبران خليل جبران أمير شعراء المهجر. وأقدم اليوم مقالاً عن أحد عمالقة مصر في القرن العشرين، وهو محمود بيرم التونسي.
يعتبر بيـرم التـونسي (1893 – 1961م) أميـر شعراء العامية، وإنْ لم يُبايَع بذلك اللقـب كأحمد شوقي أمير شعراء الفصحى. وعندما حاول أحمـد شـوقي كتابة بعض الأغاني باللغة العامية فلم ترقى إلى مستوى روائعه الفصحى، كتب له بيـرم البيـت الزجـلي التـالي يداعبه:
" يا أميــر الشـعـر غـيـرَكْ في الزجـل يبقى أميـرَكْ "
كما قال عنه أحمد شـوقي: “ أخشى على الفصحى من عاميـة بيـرم."
ولد محمود بيرم التونسي في الإسكندرية في 4 مارس 1893م، وكان جده لأبيه تونسياً قدم إلى مصر سنة 1833م واستقر بالإسكندرية. ومن ذلك لصق لقب التونسي به وبأفراد أسرته. وقد عاش طفولته في حي الأنفوشي، والتحق بكُتّاب الشيخ جاد الله، ثم كره الدراسة فيه لما عاناه من قسوة الشيخ، فأرسله والده إلى المعهد الديني وكان مقره مسجد المرسي أبو العباس. توفى والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، فانقطع عن المعهد وارتد إلى دكان أبيه ولكنه خرج من هذه التجارة صفر اليدين.
كان ذكياً يحب المطالعة تساعده على ذلك حافظة قوية، فهو يقرأ ويهضم ما يقرأه في قدرة عجيبة، بدأت شهرته عندما كتب قصيدته "المجلس البلدي" والتي تسمى أيضاً "بائع الفجل" التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه أبواب الفن فانطلق في طريقها ودخلها من أوسع الأبواب.
ويعد بيرم التونسي من أعلام الزجالين او الشعر العامي (باللهجة المصرية) في مصر والوطن العربي، حيث التحم بالناس وعبر عنهم وعن مشاكلهم فاستحق أن يكون شاعر الشعب، وبيرم التونسي يعتبر علامة هامة في تاريخ الزجل في مصر يتوقف أمامه الجميع بالإجلال والاحترام والدراسة والتحليل .
لم يكن بيرم التونسي مجرد شاعرا أو زجالا فقط وإنما كان مناضلا وطنيا ومصلحا اجتماعيا، وأديبا ثوريا يدعو إلى نهضة البلاد في كافة مجالاتها، وكان يدعو إلى حياة أفضل لطبقات الشعب الكادحة، وقد ظل بيرم لمدة نصف قرن ينشر المئات من المقطوعات الزجلية باللغة العامية، والقصائد الشعرية باللغة الفصحى، وكذلك المقالات، والحكايات، والمقامات التي تتناول المشاكل الاجتماعية والأحداث السياسية، وكان يكتب كل هذه الأشكال الأدبية الرائعة في شكل نقد لاذع، وسخرية حادة، وقد ساعده على ذلك نشأته في الأحياء الشعبية بالإسكندرية، تلك الأحياء التي تتسم بروح الفكاهة والنكات والسخرية والنقد المستمر لأوضاع المجتمع، وقد عرضه نقده اللاذع هذا للاضطهاد المستمر من جانب الاستعمار وغيره من السلطات الحاكمة.
أصدر مجلة "المسلة" في عام 1919م وبعد إغلاقها أصدر مجلة "الخازوق" ولم يكن حظها بأحسن من حظ "المسلة". نفي إلى تونس التي يحمل جنسيتها بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، ولكنه لم يطق العيش في تونس لما شهده من قمع من المستعمر الفرنسي فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء مرسيليا لمدة سنتين، وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنـَذاك، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد. ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع.
في عام 1932م يتم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب وهناك أعاد نشر صحيفة الشباب. ثم فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيد بيرم إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء بورسعيد فيقف بيرم باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بورسعيد من بعيد، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض هذا الشخص على بيرم النزول في مدينة بورسعيد، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر.
بعدها أسرع بيرم لملاقاة أهله وأسرته، ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفى عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم في جريدة الجمهورية، وقد قدّم بيرم أعمالاً أدبية مشهورة، وقد كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها سيرة الظاهر بيبرس وعزيزة ويونس وفي سنة 1960م يمنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب. وإثرها تحصل على الجنسية المصرية.
غنّت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على انتشاره في جميع الأقطار العربية من تلحين عمالقة الملحنين مثل زكريا أحمد ورياض السنباطي وغيرهما منها: الأمل، انا في انتظارك، انا و انت، الآهات، اهل الهوى، الاولّه في الغرام، ايه اسمّي الحب، برضاك يا خالقي، حبيبي يسعد اوقاته، حلم، سلام الله على الحاضرين، عيني يا عيني، غني لي شوي شوي، في نور محياك، قل لي و لا تخبيش يا زين، كل الاحبه اثنين، نصرة قوية، هو صحيح الهوى غلاّب، الورد جميل، بالسلام احنا بدينا، بطل السلام، بعد الصبر ما طال، الحب كده، شمس الاصيل، صوت السلام، ظلموني الناس، القلب يعشق كل جميل، نورك يا ست الكل، يا جمال يا مثال الوطنية. وغنى له فريد الأطرش عدة أغنيات ناجحة منها: يللا سوا، أحبابنا يا عين -يللا توكلنا، هلت ليالي، الليلة النور، أحلى الأماني -تطلع يا قمر -مانخبيش عليك -غالي يا بوي -حبيته لكن مابقولش، أهواك -.. ومن المواويل: صدوك عني العدى -يهون عليك .. ومن الأوبريتات الخالدة: غنى العرب، بساط الريح، عايزة أتجوز .زيادة على مالحنه لغيره مثل: هل هلال العيد، يا ديرتي . وثنائيته مع أسمهان: إيدي في إيدك .
وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة.
من قصائده بالشعر العامي
من كلمة هايفة
مــن هفــوه أو كلمــه هايفــــه نتحمــق ونقــــوم
نســب ونــدب، ويـــــدور العـــــراك بالشـــــوم
وكل محمـــوق ولــه فرقـــــــه تقــوم بهجـــــوم
مــن قبـــل ماتعـــرف الظالـــم مــن المظلـــــوم
تبقــى الشـــراره حريقــــه والسحابـــه حســــوم
لا شركـــه تنجــح، ولا عيـــله صفاهـــا يــــدوم
ومنيــن نشـــوف العـــدل ولا السفينــــه تعــــوم
مادمنــا فــوق قلبـــها قاعديــن لبعض خصـــوم
تضحـــك عليـــنا الحــدادى فى السمــا بتحــــوم
الشــــــرق
من قبل مااكتب أنا عارف القـــول ضايـــع
والأجـــر بالتأكيــد ذاهــب حسب الشـايــــع
والشتــم حايجينى مسوجر من واد صــايــع
مهما انكويت بالنار والزيـت
برضــك فنــــــــان
يا مصرى وانت اللى هاممنى من دون الكل
هزيـــل ويحسبك الجاهــــل عيـّــان بالسُــل
من دى الكيــوف اللى تصبّر على كثر الـذل
ونمــت والعالــــم فايـــــق قــوم بص وطـلّ
وشوف الشعوب واتغص ودوب
وارجع انسان
يا شرق فيك جــو منـّــــور والفكر ظـــــلام
وفيـــــك حراره ياخسـاره وبرود أجســـــام
فيـــك سبعميت مليون زلمـه لكن أغنـــــــام
لا بالمسيح عرفوا مقامهم ولا بالاســــــــلام
هى الشموس بتخللى الروس
كداهو بدنجـان
غانــــــدي
الســلام لـــك والســــلامـه من هنــا ليـــــــوم القيامــه
ياللى أظهــــرت الكرامـــه بعــد عهـــــد المرسليـــــن
ياللى من لعبـــك بمغــــزل تطلـع البورصات وتنـــزل
فــوق دماغ لنــدن وتعــزل لا نكشـيـــر الغزالـيــــــــن
فيلسوف مايخيبـش قولـــك كـل فلسفتــك فى نـولـــــك
والتلاميذ اللى حولـــــــــك بالمكاكيــــــك شغاليـــــــن
لنجليـز عايشيــن فى لــــذه عندهــم أسطــول وعــــزّه
وانت تضربــــــهم بمعـزه سوده بنت اربـــــــع سنين
من هنا تيـــجى المقالـــــب اللى مغلوب يبقى غالــــب
واللى مطلوب يبقى طالـب والهزيـل ياكـــــل السـمين
قول بدل بفتيــــــك وبيـري يطبخـوا بسـيـرج بابــوري
والبودنج ان كان ضرورى ياخدوا حته من العجــــــين
لا نجليـــز تاخد ما تـــــدّي بالحفـــان من كل هنـــديى
واتنبــح صوتك ياغانـــدي ماالتقيـــــتش المنصفـــــين
قول مادام الحـــق ضايـــع والغرض بيــــع البضايــع
الحرام ســــاير وشــــايــع ولا نمـــشى عريانــــــــين
يخضعـــوك ليه للتجــــاره ونت فى أرض الحــــراره
كل قرش يروح خســـــاره فى الزفيـــــر والنفتالــــين
كل واحـــد عنـــده معــــده ماسكه روحه خدها قاعــده
ان طمع تخـــلق له أعــــدا يقعـــــدوا له مرصصـــين
عالقضـيب والقطر ماشــي يصــبح العصيان بـــلاشي
ون عملهـــا ومااكتفاشـــي يبقى يــــاكل عزرائيــــــن
ولا ياكـــــل م المنــــــاجـم فحــــم به ع الدنيا هاجــــم
واللى به داس ع الجماجــم أحيـــــاء ولا ميتـــــــــــين
يازعيـــم الهنــــد صومــك حبّب العـــــالم فى قومـــك
وانتهت حجّــة خصومـــك اللى باتـــــوا ملبــــوخيــن
كلهـم واقعـيـــن فى حيـــره يعقـــدوا جلســـات كبيـــره
فوق موائـــــد مستديـــــره يعنــــى لســــه محلقـــــين
يغضب الحاكــم لنصحــك يحبســك ويعود يصالحــك
وانت تستعجب وتضحـــك عالجبــابره القحطانــــــين
يحسبـوك طالــب جرايـــه ترعـــــبك هزة عصــــايه
يلتقــــوك ياغانـــــدى اّيــه فى الجهـــاد صايـم سجيـن
كام زعيـم فى الدنيا مثـــلك يرضى يـاكل زى أكلـــــك
ولا يلبس زى شـــــــــكلك كلّهم متحفلطـــــــــــــــــين
اللى بــات ناصب مشــانق واللى خايــف م الشـــرانق
واللى اهــو بايت يعانـــــق واللى قدامــــه الطحــــــين
الجماهيــــر
م المستحيل إنت تخــدع أي طفـل صغيـر
وتلــف عقلـــه وتعطيـــه القليـــل بكتيـــر
لكـن بأهــون طريقــه تخــدع الجماهيـــر
لو كنت أغـبى غبي تجري وراك وتسيـر
* * *
خليل يصَقــَّف, يصَقــَّف شعب ويا خليــل
من غير ما يسأل عن الأسباب والتفاصيل
* * *
وحمار يغــني, وجايب من يقــول لــه: آه
حــالاً تقــــول الخلايـــــق كلهـــا ويّـــــاه
***
الحـق يخــفى وفي وسـط الزحـام ينــداس
ونـاس في فهـم الحقيـقه, تتكـل على نـاس
ويساعــدك الحــظ ياللي تحسِـن التجعيــر
فرعـــون
من عهد ما كتفــوك في القبــر يا فرعـون
داست بــلادك مِلــَـل من كل شكل ولــون
وخلصوا منـا تــار موسى وتــار هـارون
وبعـد جــور الزمــن واللي جـــرى فيـــنا
ظهرت لما بقى لك في المنـامـــة قـــرون
في مصر كنت الملك لك جيش ولك حاميه
ودولـــه غير دولتـــك ما تعمــل الموميــه
وامـَّـه غيـر امّتـــك ما تــــزرع الباميــــه
ولمـا خشـُّـوا عليــك المقبـــره يلاقـــــوك
نايـــم مفتــَّـح.. ولكـن.. في بلــــد عَـميـــه
عتــــاب
ليه امشي حــافي،وانا منبـِّت مراكيبكم
ليه فـرشي عريـان،وانا منجّـد مراتبكم
ليه بيـتي خربـان،وانا نجّــار دواليـبكم
هى كــده قسـمتي؟ اللـــــه يحاسبـــكم!
ساكنين علالي العَتـَب،وانا اللى بانيـها
فارشين مفارش قصب،ناسج حواشيها
قانيين سواقي دهب،ونا اللى ادور فيها
يارب ماهـوش حسـد... لكـن بعاتبــكم
من الصبـاح للمسا،والمطرقـه ف إيدي
صابر على دي الاسا حتى نهار عيدي
ابن السبيـل انكسى، واسحب هرابيـدي
تتعـروا من مشيـتي، واخجـل اخاطبكم
ليه تهدمــوني وانــاللي عـِـزكم بـــاني
انا اللي فـوق جسمكم قطــني وكتــاني
عيلتي فى يـوم دفنـتي مالقيتش اكفـاني
حتى الأسيـّـه وانــا راحــل وسايبــكم؟
ومن قصائده الفصيحة:
الرشــوة
داءٌ أقـــــام بجســـم مصــــرَ طويـــلا اللـــــــهُ يأســـــو داءَهــــــا ليــــزولا
يا مــن تخــــصُّ جسـومَـــنا بوقــــايةٍ أنســيـتَ أخلاقــــاً لنــــا وعقــــــولا؟
كـدْنــــا نعــــدُّ إذا الأكــفُّ تصافحـَـتْ تسـليـــــمَها للإرتشــــــاء دليـــــــــلا
يا رشــــوةً شــــدَّت حِبــــالَ خِبائــِـها عَرْضــاً على شـهـر البـــلاد وطــولا
عشـقـَتكِ أيــدي الفاضليـن وما شـفـَتْ رغــمَ الرقيــبِ من الوصــال غـليــلا
والبعـضُ عــفَّ عن النُّضــار وإنــّـما قــد عــَـــــفَّ لمــّـا أنْ رآه قـليـــــــلا
يا معشـــرَ الراشـيـــن كـُفــُّــوا إنـــني لإخالـــُــكم ترشــُـــونَ عـِزْرائيــــــلا
المجـلـس البــلدي
قـد أوقـعَ القـلـبَ في الأشجانِ والكَمـَدِ هـوى حـبيـبٍ يُسـَمّى المجلس البلـدي
ما شـَرَّدَ النومَ عن جفني القريحِ سوى طيـف الخيـالِ خيـال المجلسِ البلــدي
إذا الـرغـيـفُ أتـَى، فالـنصـف آكـُلــُـهُ والـنـصـفُ أتـركــُه للمجلـس البــلدي
أقـول حتى لو انـِّي في الطـريـق أرى قرشــــين: ذا لي وذا للمجلـس البلـدي
كَــأنَّ أٌمــّــي، بـــَــلَّ اللـــــهُ تـُربـتــها أوصَتْ فقالت: أخوك المجلس البلدي
ولــم أذقْ طعــمَ قـِـدْرٍ كنـتُ طابخــَـها إلا إذا ذاقَ قـبـــــلي المجلــسُ البلـدي
ومـا كسـوتُ عـيــالي فـي الـشـتـاءِ ولا، في الـصيـفِ، إلاَّ كسـوتُ المجلسَ البلدي
بيـــــتٌ إذا رهـنــــوه في عـوائــــــدِه كـان العوائـــدَ لم تنقــــصْ ولا تــــزد
ولـو تمطـَّى به البرغــوثُ لانكمشـَـتْ ما بين رجليـــه والكتْفيــن في الكـَمـَـد
وكانت الحلــةُ العوجــــاءُ تحــت يـــدٍ محســودةٍ بعد ما كانـــتْ على حســـد
هل دارتِ الرُّسْـل بين العاشـقيـن كمـا تـــدور بيـني وبيـن المجلــس البلـدي
عنــدي قســـائـمُ أشــــــواقٍ مكـدَّســـةٌ وكلــها من حبيـــبي المجلـس البلـدي
أخشى الـزواجَ إذا يــوم الـزفـافِ أتى أن يَنـْبـَرِي لعـروسي المجلسُ البلـدي
ورُبــَّـمَا وَهـــَـبَ الرحـمــنُ لي ولـــداً في بَطـْنـِـها يَدَّعـيــه المجلـس البلـدي
أمـشـي وأكـتـــمُ أنـفــاسي مخــافـة أنْ يـعـــدّهـا عـامـــلٌ للمجـلـسِ البـلــدي
وإنْ جـلـسـتُ فجـَيـْـبِي لسـتُ أتـركــُهُ، خـوفَ اللصـوصِ وخـوفَ المجلسِ البلدي
وإنْ أقـمــتُ صـلاتي قـلــتُ مُفـْتـتـِحـاً اللـــهُ أكـبــرُ باســم المجلـس البلــدي
أسـتغـفرُ اللـه حتى في الصلاةِ غـَـدَتْ عـِبــادتي نصـفــُها للمجـلـس البلــدي
يـا بائـــعَ الـفجـــلِ بالمِلــِّــيـمِ واحـــدةً كـم للعـيـــالِ وكـم للمجـلـسِ البلــدي؟
الأرضُ والنـــاسُ والأنعـــامُ أجمعـُها الكـلُّ ليســتْ لغيـــر المجلــس البلـدي
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com