ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الشيخ "مصطفى راشد": القرآن لم يَقُل بتحريف الإنجيل أو التوراة، والمشايخ الجهلاء ضللوا الناس وحسابهم عند الله عسير

مايكل فارس | 2012-03-03 00:00:00

كلام الله من المستحيل لبشر تبديله، ولو حتى حرف، وكل ما يُشاع عن تحريف هذه الكتب لا أساس له شرعًا، وقد أتى ذكره من بعض المفسرين والمشايخ الجهلاء معطوبي العقل، وحسابهم عند الله عسير لأنهم ضللوا الناس، وكذبوا على الله..

كتب: مايكل فارس
قال الشيخ "مصطفى راشد"- أستاذ الشريعة، والحاصل على العالمية في الشريعة والقانون عام 1987 من كلية الشريعة والقانون فرع دمنهور، وعلى الدكتوراة في مقارنة الأديان- إن القرآن لم يقل بتحريف الإنجيل أو التوراة.

جاء ذلك في رده على سؤال من اللواء "محمد محمود" عبر موقعه الإلكتروني.

وقال "راشد": "استمرارًا لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض، أو لفهم قاصر أو لعطب عقلي، أو نابع عن رأي شخصي لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل، أو بغرض الوصول للسلطة وتحقيق مصالح أو رغبة شخصية، أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله، لذا نجتهد في تقديم الرأي والفتوى. وردًا على السؤال الوارد إلينا على موقعنا من اللواء/ محمد محمود، والذي يسأل فيه ويطلب الرأي والفتوى عن حقيقة تحريف الإنجيل والتوراة، وفي أي زمن تم التحريف، وما السبب في ذلك، ولماذا سمح الله بذلك؟

في معرض ردنا نقول: إن الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع هي قوله تعالى في سورة البقرة آية (75) "أفَتطَمَعُونَ أن يُؤمِنوا لكُم وَقَد كَانَ فَرِيق مِنهُم يَسمَعونَ كَلَامَ اللهِ ثُم  يُحرِفُونَهُ مِن بَعدِ ماعَقلوهُ  وَهُم يَعلَمونَ) ص ق، وقوله تعالى في سورة النساء آية (46) "ِمنَ الٌذِينَ هَادوُا يُحَرِفُونَ الكَلِمَ عن مَوَاضِعِه وَيَقوُلُونَ سَمِعنَا وَعَصَينَا واسمَع غَيرُ مُسمَعٍ وَرَاعِنَا لَيَا بأَلسِنتهِم وَطَعنًا في الدٌينِ" ص ق، وقوله تعالى في سورة المائدة آية (13) "فَبِماَ نَقضِهِم مِيثاقهُم لعَناهُم وجَعَلنَا قُلُوبهُم قاسِيةً يُحَرِفونَ الكَلِمَ عَنَ مواضِعه ونسوا حَظاً مما ذُكِرٌوا بِهِ" ص ق.

وبالنظر لهذه الآيات، برؤية مدركة لمعانى ومقاصد مجمل القرآن، وسيرة رسوله، وكذا أسباب التنزيل، ومفردات اللغة، ومعانيها، وقواعدها، نجد أن الآيات تتكلم عمن يحرفون الكلم عن مواضعه- والضمير هنا عائد على رجال الدين اليهودي والمسيحي وليس الكتب، الذين يحرفون الكلم بألسنتهم تأويلاً وليا، ولم تقصد الآيات النص في ذاته مطلقًا، سواء كتاب الإنجيل أو كتاب التوراة".

وأشار "راشد" إلى عدة آيات من القرآن الكريم تعضد رأيه، منها ما جاء في سورة الأنعام آية (34) "وَلَقَد كُذِبَت رُسُل مِن قَبلِك فَصَبَروا عَلَى مَا كُذِبُوا وأُوذوا حَتى أتَاهُم نَصرُنا ولامُبدِلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ولقد جاءك من نَباءى المُرسَلينَ"، وسورة الأنعام آية (115) "وَتَمت كَلِمَتُ رَبِكَ صِدقاً وَعَدلاً لا مُبَدِلَ لِكَلِماتهِ وهو السَمِيعُ العَلِيمُ"، وسورة يونس آية 64 "لَهمُ البُشرىَ في الحياةِ الدُنيا وفى الأخرةِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلك هو الفوزُ العظيمُ"، وسورة الحجر آية (9) "إناَ نَحنُ  نَزٌلنا  الذِكرَ  وإنا  لهُ  لَحَافِظون"، وسورة الكهف آية (27) "وَاتلُ مَا أوحِىَ إلَيكَ مِن كتابِ رَبِكَ لا مبدل لِكَلماتِه ولن تجدَ من دونِهِ مُلتَحَداً".

وأضاف "رشد": "ولأن هذه الآيات واضحة، لا لبس فيها، حيث تؤكِّد استحالة تحريف كلام الله بلا النافية نفيًا قطعيًا، لذا يُقال عن تلك النصوص أنها قطعية الدلالة، لوضوحها، فهي لا تحتمل التأويل أو التورية، أي أن كلام الله من المستحيل لبشر تبديله، ولو حتى حرف منه، ومن يقل بغير ذلك، فقد كفر لإنكاره معلوم من الدين بالضرورة قطعي الدلالة، علاوة على أن الرسول (ص) لم يقل أبدًا بتحريف رسالة الإنجيل والتوراة، ولم يرد عنه أي حديث صحيح متواتر يقول بذلك، وكل ما يُشاع عن تحريف هذه الكتب لا أساس له شرعًا، ولكن أتى ذكره من بعض المفسرين والمشايخ الجهلاء معطوبي العقل، وحسابهم عند الله عسير لأنهم ضلّلوا الناس، وكذبوا على الله، كما أن القرآن به (7) آيات تُعظّم في الإنجيل و(8) آيات تُعظم في التوراة، فكيف يستقيم الأمر؟ لذا علينا ألا نستمع للجهلاء، الذين يكذبون على الله ويضللون الناس ظلمًا وبهتانًا، فيسقط من يتبعهم دون أن يدري، وهو يتهم الله بالتقصير وعدم القدرة على حفظ  كلامه، وهو الكفر بعينه.. حمانا الله من هذا الشرك وهذا الإثم  العظيم ".

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com