ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رحلة وأد البنات من الجاهلية إلى القرن 21

بقلم :خديجة آيت عمي | 2012-03-05 08:19:38

في صباح اليوم ظهر خبر مزعج مقيت حول مقتل شابّة من قبل أخيها بعد اكتشاف حملها . و قد بدت جثتها في حالة يرثى لها و كأن مجرما لا علاقة له بالقتيلة هو من قام بالجريمة و ليس أخا لعبا و ضحكا معاً و تشاركا الزمان و المكان و البيت و الأهل و الجيران ...الخ

ولفهم الجريمة يمكن التساؤل :
لكن ما هو المبرّر الأقصى الذي يجعل مواطنا " عاديا " يقوم بفعل تطوعي اتجاه القتل ؟ و قتل من ؟
ككل المجتمعات البشرية تم تصميم خطوط حمراء ينبغي ألا يتم تجاوزها حفاظا على النظام و تسهيلا لعملية التعايش داخل المجموعة البشرية ، و يسمع عن بعض العادات الطريفة والغريبة كأقاصيص تروى عما كان يحدث في السابق .

لكن موضوعنا اليوم مختلف في مضمونه و نتائجه عن كل ما رُوي بين الشعوب، إذ أن "جرائم الشرف" لم تعد تخفى على أحد ـ لبشاعتهاـ و التي كما هي العادة إنتقائية و تمييزية أيضا ، إذ لا يسمع عن تكالب ذكري /ذكري ، بل هي خاصية أنثوية محضة يتمّ ارتكابها في المشرق العربي و الإسلامي دون غيره .

ويبدو أن مفهوم الشرف مفهوم محدود ، إذ يقتصر على الجنس دون غيره بشكل مهووس، لذا يحرص المجتمع كل الحرص على الظهور شريفا نافيا حياته الجنسية في الدهاليز المظلمة المتّسخة المتخفّية ليتمّ غمّ المرأة في وعاء قماشي أسود حفاظا على سلامة المجتمع منها،على ألا يتعدّى مجال الشرف "المرأة" وتُترك معالم الشرف الأخرى جانبا فاسحة المجال للكذب بما فيه الأبيض والغش والحقد والكراهية والغيرة والسرقة والرشوة والظلم والعنصرية الخ ...لتنمو في سلام دون رقابة.

هكذا يتفق سكان المجتمع العربي ـ الإسلامي على الوقوف يدا في يد لردع عمليات الممارسة الجنسية المحظورة و يُحمَّل الذكور مسؤولية عفّة الإناث بأي ثمن كان.

إذن فهي لحماية الشرف مستهدفين حفظ الشرف ذاته ،لكن إن كانت سترة الشرف هي حقا ما يراد به ،فأين هوالذكر صاحب العملية ،عملية التخصيب ،أين هو؟ لماذا لم يقتل كما قُتلت الضحية المسكينة ؟ أين اختفى ؟ أي نوع من الشرف هذا المتجرد من شرف الحياة واحترامها ؟ وهل حقا الهدف هو بالفعل حماية الشرف ؟ وهل الشرف كمفهوم بحاجة إلى من يدافع عنه وبالتالي من يقتل لأجله إلخ ...

شخصيا لا أعتقد أن الداعي هو حب الشرف .إنه ببساطة "الجبن".

إنه الجُبن ..إنه توازنات القوى ،إنه عملية استعراض العضلات ليس إلا.

الحقيقة أن الأخ كان عاجزا عن مواجهة ديك مثله ،فقتل أخته بعضلاتها الأضعف غير القادرة ـ فيزيولوجيا ـ لا على الدفاع عن نفسها و لاعن جنينها .

ترى هل كان سيم قتلها لو كانت الأقوى

؟ هل كان سيم قتلها لو كان سلاحا ناريا بحوزتها؟
لا أعتقد .
إذن أين ذهب الشرف ؟ و أين ذهبت حماية هذا الشرف إذن ؟
مرة أخرى يظهر أن الأضعف هو من يُمارَس عليه الشرف و يبقى المجرمون الحقيقيون ينعمون بالحياة لا لشئ
إلا لكونهم أقوياء .

وأد البنات لم ينته كما يدّعون ، بل مُقّنن مشروط بشروط ليس إلاّ.

تعازي الحارة إلى عائلة الفقيدة و جنينها و إلى كل من عرفها و أحبّها.

نقلا عن الحوار المتمدن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com