بقلم: جاك عطالله
تنحدر مصر بشدة نحو هاوية سحيقة تسلط عليها العسكر منذ الانقلاب الاخوانجى المشئوم عام 1952 فامتصوا دمائها و خيراتها وحضارتها وتميزها وتقدمها وحولوها الى شبح هزيل بغرفة انعاش ومازالوا بكل تبجح يحاولوا الاستمرار بمص الجزيىء الباقى لمظاهر الحياة حتى تعلن وفاتها رسميا طبيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا
الان وبظل جرائم العسكر من اخراج الشياطين من الجحور والسماح بقيام احزاب دينية ضد ثوابت المصريين وضد الدساتير المتعاقبة وضد الصالح العام لصحة الجسد والنسيج المصرى والادهى التزوير بكافة اشكاله العلنية والمخفية للاصوات والانتخابات لمنحهم شرعية خيانية مزورة بالسماح بالتمويل بالمليارات من دول الخليج المذعورة من انتشار الثورة والديموقراطية لعزبهم ومزارعهم الخاصة المسماة بمشيخيات مابين النهدين منذ ايام عبد الناصر واحمد سعيد وكلهم ذوى سوابق اجرامية ارهابية ولا ادرى كيف تغاضوا عن صحيفة الحالة الجنائية للذين ترشحوا وفازوا بالانتخابات المزورة
الان ومع استقراء تاريخ كل الدول التى قامت على اساس دينى فى الخمسين عاما الماضية لم تكن هناك من نتيجة واضحة الا تفكك هذه الدول الى دويلات حتى التى كانت تفككت قبل ذلك بسبب الدين وهى الهند التى تفككت للهند وباكستان و الغريب ان باكستان التى انفصلت لتضم المسلمين فقط تفككت مرة اخرى لباكستان وبنجلاديش لاسباب عرقية و لو درسنا حالة اثيوبيا التى تفككت لاثيوبيا واريتريا ثم اندونيسيا التى استقلت منها تيمور وغيرها بالطريق - والسودان - وقبرص - واخيرا ليبيا التى استقلت منها دولة برقة امس و بالطريق المنطقة الشرقية من السعودية التى تشهد ثورة حقيقية بالعوامية والقطيف والاحساء تخمدها القوات الملكية لملك الجاز بالسلاح والقتل بالشارع ويخفيها هو وحاميته امريكا واسرائيل عن انظار الاعلام بينما يريد ارسال قوات وتسليح المعارضة بسوريا لاحضار الاخوان المسلمين حلفائه تماما كما فعل بمصر وليبيا
مصر متجهه بكاملها لدولة دينية اظهرتها مظاهر عديدة من تطفيش وحرق كنائس الاقباط وممتلكاتهم- ازدياد حوادث خطف البنات القصر الاقباط وايداعهن دور رعاية اسلامية وهن قاصرات بعد الاعتداء الجنسى عليهن وحقنهن بمواد سالبة للارادة رغم وجود اهلهم وتعهدهم بعدم التعرض لهن وهذه جريمة دولية لا يجب ان يسكت عنها الاقباط باى طريقه - اتجاه الاخوان للتحكم فى الدستور الجديد باغلبية اخوان والسلفيين وعدم المرونة فى تمثيل الاقباط والليبراليين والمراة مع الاخذ بالاعتبار الفضيحة التزويرية باعطاء الاقباط واحد وربع بالمائة من مقاعد الشعب والشورى المزورة و التضييق عليهم بالتطفيش والتهجير و طرد الاقباط من قراهم بالباسهم جرائم وهمية اخلاقية مرسومة بعناية من الحكومة والمجلس العسكرى والاخوان
الان وضح اننا لن نستطيع العيش كاقباط وكليبراليين مسلمين مع هؤلاء العملاء والخونة حاملى اعلام السعودية وعملائها هى وامريكا واسرائيل و كلنا نعرف ان بديع باع لنتنياهو واوباما وقبض حكومة ومجلس شعب مع رفض الاخوان اى حل بتقسيم السلطة و اعطاء الاقباط كوتة مناسبة لعددهم الصحيح وقوتهم الاقتصادية التى يصفوها الان لتصبح صفرا
سبق منذ اكثر من سنة ان طرحت فكرة الولايات المتحدة المصرية المكونة من اتحاد فيدرالى او كونفدرالى مثل الدول المتقدمة مثل كندا وسويسرا وامريكا والمانيا وانجلترا بخلق اقاليم يكون تعداد الاقباط فيها فوق الخمسة وعشرين بالمائة مثل محافظات المنيا واسيوط وسوهاج وبنى سويف بعد اقامة تعداد محايد باشراف دولى لمعرفة نسبة الاقباط بالضبط التى توصلنا اخيرا انها بحدود اتنين وعشرين لخمسة وعشرين بالمائة بضم الاقباط بالخارج - والاقباط هنا هم المسيحيين المصريين بكل طوائفهم داخل وخارج مصر- وهنا تجرى انتخابات حرة بالولايات لانتخاب حكومات ومجلس ولاية تشريعى ووزارات مختلفة لتسيير العمل و عندها يمكن للاقباط التحالف مع الليبراليين المصريين بنفس المكان لتكوين حكومة تحكم .وتشرع و تعلم فى منطقتها..مع مشاركتنا الكاملة بالحكومة المركزية الفدرالية بنسبتنا ايضا وهذا احسن حل لعدم تفكيك مصر
ان اصر العسكر والاخوان على المضى قدما بالاستئثار بالتشريع والحكم واقامة الدولة الدينية بخيانة مصر وباستعمار سعودى امريكى صهيونى مهما زينوها واسموها دولة مدنية بمرجعية دينية فهى دولة دينية اولا واخيرا
فلن يكون امامنا الا التوجه
1- اما لحكم ذاتى حسب مشروع المستشار موريس صادق ومجموعته وبداخله استقلال قضائى للاقباط بمحاكم قبطية وشرطة قبطية 2-و ايضا بحث جدى مشروع الاستقلال التام بجزء مع ضمان امن والحقوق الاساسية لكل الاقباط الذين سيظلوا بالدولة الدينية الاسلامية مع اخذ ضمان عالمى بمنع اى مذابح او تهجير قصرى لاحد لو رفض اقرر البقاء بمكانه وهذا مشروع الاستاذ حنا حنا المحامى الدولى ...3 3-وهناك مشروع صديقى الاستاذ الصحفى مدحت عويضه بتقسيم مصر لقسمين اسلامية وقبطية داخل حكومة واحدة
4- والمشروع الذى اقدمه او بالاحرى قدمته بمقالات عديدة منذ اكثر من سنتين ونشر بالحوار المتمدن وعدة مواقع قبطية بالولايات المتحدة المصرية
ويمكن جمع الافكار الاربعة او اثنان او تلاثة بمشوع واحد ينال غالبية الاصوات بعد التمحيص والبحث العميق من الخبراء الاقباط ويمكنهم الاستعانة بخبراء عالميين للدراسة وبحث كل الاشكاليات القانونية وبالاخر وبعد استقرارنا على اى مشروع علينا تعبئة كل قوتنا واستخدام اساليب العصيان المدنى السلمى والاعتصامات بكثافة و الاضرابات للدفاع السلمى عن انفسنا
الان الاقباط فى مفترق طرق ببلد يتجه سريعا لافلاس وتصومل و حرب اهلية فى ظل اعادة رسم خرائط سايكس بيكو
وكل يوم تدهمهم مصائب جديدة وتتأكل قدراتهم الاقتصادية والدينية والاجتماعية ببلدهم الاصلى بدون وجود اى مؤسسات او بنية اساسية لهم بسبب تغلغل اليهوذات عملاء الدولة الاسلامية بين صفوفهم و افتقادهم لبودى سياسى قوى منظم وصندوق تمويلى قبطى يمول اساسا من اغنياء الاقباط بمصر والخارج لضمان ابقاء الهوية المسيحية بمصر وبالنسبة لاقباط الداخل الحقيقة تقول ان اموالهم رهينة وغنيمة للمسلمين واسألوا ميكى ومكموكة و المقدس ابو سليمان ابسخرون ومئات غيرهم
البنية الاساسية القبطية تتضمن الحد الادنى التالى
1- بودى سياسى بالانتخاب لاكتساب الشرعية بعد عمل قاعدة بيانات الكترونية محمية ومؤمنة لمسيحيى مصر والخارج
2- صندوق مسيحى يمول من الجميع ويخصص لحماية الوجود المسيحى بمصر
3- لوبى سياسى مسيحى مصرى فى امريكا
4- لوبى اقتصادى مسيحى امريكى يجمع اغنياء المسيحيين من كل البلاد الشرقية ليعادل النفوذ المشايخى البترولى ويقوم بعمل مشروعات مشتركة بامريكا يكون لها عائد سريع ومستمر ليرفد الصندوق المسيحى بدعم اقتصادى ولوجستى و هذا يوسع المجال لحماية كل الاقليات المسيحية المهددة بالابادة بالشرق الاوسط بسبب المد الاخوانجى السلفى
ختاما ارجو التكرم ان يتم مناقشة ورقة العمل هذه على مستوى اكبر عدد ممكن من المسيحيين وايضا مشاريع لايضاح العيوب والضعفات وتنقيحها باقتراحات قابلة للتنفيذ وان يتم التحرك باسرع وقت لان مشروع التقسيم بمراحله الاخيرة والساكت سيضيع بالرجلين بوقت اجتمعت فيه الضباع لتنهش لحمنا الحى وعقيدتنا و اسرنا وتاريخنا واموالنا وياغافل لك الله
jattalla@yahoo.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com