قام نحو مليون إسرائيلي يعيشون في مدن جنوب إسرائيل الموجودة في نطاق الصواريخ التي ربما تنطلق من غزة بالإجراءات المعتادة عند حدوث تصعيد عسكري.
بدا من الصعب وصف حالتهم في عبارة بسيطة، لكن من المؤكد أنه ساد شعور بالقلق.
بينما كنا نجري مقابلة مع شاب بشارع سقط فيه صاروخ قبل ساعات قليلة، علت أصوات أجهزة الإنذار مجددا. أخذ يعدو على الفور، والتقطنا له صورا بينما كان يتراجع بأحد الشوارع بحثا عن مكان يلوذ به.
استمرت أعمال التنظيف في مكان الانفجار الأصلي ، وقامت سيارات بإزالة الأنقاض وشظايا الزجاج ، بينما قام مهندسون من شركة الكهرباء بتأمين خطوط الكهرباء.
ثقة
وجدنا اثنين من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لنظام الدفاع الإسرائيلي الجديد المعروف باسم "القبة الحديدية" على حافة أحد حقول القمح خارج أشدود.
وتبين أن الفرق الموجودة في هذا الموقع – وموقع آخر مشابه – تمكنت من اعتراض الصاروخ الذي انفجر في الهواء دون التسبب في أية أضرار.
ثمة ثقة واضحة في أن النظام الصاروخي الجديد قلل من التهديد الذي تطرحه الصواريخ القادمة من غزة.
ومع ذلك فقد أصاب انفجار الاثنين مجمعا سكنيا بأحد الشوارع الرئيسية المزدحمة ، وكان صاروخ مماثل قد أصاب المبنى المجاور قبل أربعة أعوام.
تضطرب الحياة في مدن جنوب إسرائيل بشكل كبير عند تجدد أعمال العنف، ولذا أغلقت المدارس أبوابها في ذلك اليوم.
وفي كل مرة سارع المواطنون بالبحث عن أقرب ملجأ يلوذون به.
صاروخ من منظومة القبة الحديدية
إسرائيل تقول إن صواريخ" القبة الحديدية" اعترضت عشرات الصواريخ
عصر جديد
الجنرال دورون غافيش، قائد نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي أبدى خلال لقاء مع بي بي سي، عند أحد الرادارات المتحركة، ثقة من قدرات القبة الحديدية.
تحركت بطاريته فيما يبدو إلى هذا المكان بجنوب إسرائيل قبل الغارة التي قتل فيها الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية زهير القيسي يوم الجمعة الماضي.
قال غافيش: "بمجرد أن توجد منظومة دفاع فعالة ضد الصواريخ، نكون على أعتاب عصر جديد في التاريخ العسكري."
و بينما كنا نقف إلى جوار إحدى البطاريات الصاروخية التابعة لنظام القبة الحديدية، جاءت سيارات محملة بمدنيين إلى الموقع، وقدموا للجنود هدايا من الحلوى والفطائر.
تبدو الحكومة هنا حريصة عند الحديث عن القبة الحديدية، ولكن هذا الضحك وتلك الأمهات والجدات اللواتي بدا عليهن الفرح يحكي الكثير عما يرونه سبيلا للخلاص.
بالطبع توجد حالة من المعاناة والقلق لدى كلا الجانبين، وذلك وفق ما ذكره أحد المدنيين يعيش داخل مبنى أصابه صاروخ في أشدود.
ويدلل نجاح الصاروخ في الوصول إلى المبنى على أن القبة الحديدية لم تحقق نجاحا كاملا.
وقال رافائيل سيلاس، المقيم في أشدود: "أخبرتني جدتي بأنه لا يوجد منتصر في أي حرب، الطرفان خاسران، ولكن القضية من سيخسر أكثر."
يعترف الكثيرون من كلا الجانبين بهذه الحقيقة المحزنة. ومع ذلك لم يظهر بعد ما يدلل على انتهاء هذا التصعيد الأخير.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com