ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أقف مكانك... أقف مكانك

شريف منصور | 2012-03-14 00:00:00


بقلم : شريف منصور

في حوار السادات مع ابو الفتوح في احد أيام حلاوة الروح للسادات صرخ وقال  له أقف مكانك... أقف مكانك ورد ابو الفتوح أنا واقف مكاني يا فندم ؟ ( من جبن ابو الفتوح قال واقف مكاني يا فندم و أقف مكاني يا فندم ) لأن ابو الفتوح كان يعرف تماما أنه أهان السادات وهو في أوج عظمته.
طبعا السادات لم يكن يعني أن يقف أبو الفتوح مكانة بل يقف في حدود مكانته. فلقد قال له من حولك ينافقوك يا ريس. فكان رد السادات لو كان من حولي ينافقوني ما كنت أنت واقف هنا ألان. أقف مكانك أقف مكانك أقف مكانك....

في هذه اللحظة التي انفعل فيها السادات وراح يقول لابو الفتوح أقف مكانك في الحقيقة شعرت من نبرة السادات أنه نادم علي انه اخرج الأخوان المسلمين إلي الحياة السياسية مرة أخري. ولأنهم تجرؤا عليه ولم يحسبوا له أنه هو من أخرجهم و أتي بهم إلي ماهم عليه في ذاك الوقت.

السادات كان يظن خطأ انه بمد يده بالسلام لهم و الإفراج عنهم و إعطائهم المساحة الطبيعية لكي يكونوا مساهمين في الحياة السياسية بايجابية بخلاف ما تعودوا عليه من العمل في الظلام وحياكة المؤامرات و التربص به و بنظام حكمة. سيعطونه الفرصة ان يكون المرشد العام و الرئيس فينطبق عليه لقب الرئيس المؤمن بعد انصياع الجماعة له كمرشدا لها.

و كانت هذه أحدي اكبر غلطات  السادات الكثيرة في حق مصر وفي حق نفسه. ودفع ثمنها حياته و دفعت مصر وتدفع الي اليوم الثمن الباهظ ، وهاهي  دولة مصر أصبحت في ليلة وضحاها دولة دينية عنصرية.

في حديث تليفوني دار بيني وبين الدكتور شريف دوس رئيس الهيئة القبطية العامة في مصر. سألته لماذا تؤيد أبو الفتوح رئيسا للجمهورية ؟ لماذا تؤيد شخص نزعته الدينية معروفة وواضحة بل هو من الجيل الذي عمل جنبا إلي جنب مع أيمن الظواهري في نفس الفترة التي شهدت صعود التيار الإسلامي المتعصب التكفيري. فقال أنني أؤيده لأنني اعرفه معرفة شخصية وصديقي منذ 40 عام و بيننا علاقات أسرية و خلال العشرة أعوام الماضية يحضر معي قداس العيد في كنيستنا و يأتي إلي منزلي ويأكل علي مائدتي ولا يضايقه أي نوع من المآكل او المشرب الذي لا يناسب المسلمين. و حضر أفراح أولادي وحضرت أفراح أولادة. تأييدي له تأيد شخصي بحت. وللدكتور شريف دوس اقول له ، انت صادقك وصديق وفي ولكن يا عزيزي كان السادات اشطر ، في النهاية قتلوه شر القتل و امسكوا بمقاليد حكم مصر منذ تلك اللحظة . فعندما ساءت حالة الاقباط في مصر في الآونة الأخيرة لم يكن غير الأخوان الخونة و ذويهم السلفيين المحركين الحقيقيين لكل مظاهر الاضطهاد و العنف و القتل ضد الشعب المسيحي في مصر.

و الي هنا احترت فيما اقول للدكتور شريف دوس لانني لا اتفق معه أطلاقا علي هذا المنطق لأننا نتكلم سياسة ولا نتكلم صداقة. فضربت له مثال علي صداقتي السيد جاستن ترودو عضو البرلمان الحالي أبن اشهر رؤساء كندا السيد بيير اليوت ترودو وهو كان رئيس الحزب الليبرالي الكندي. فقلت له نحن أصدقاء وأنا عضو في حزب المحافظين وهذا لا يعني إنني سأدعم السيد جاستون ترودو ضد حزب المحافظين. و السبب أن مفاهيم الحزب الليبرالي لا تتفق مع مفاهيمي عن إدارة شؤون كندا. و لا اتفق مع الحزب الليبرالي في عدة نقاط أساسية تعتبر نقطة اختلاف لا نقاش فيها.
صديقي علي عيني وراسي كصديق و حق الصداقة بيننا في العلاقات الشخصية فقط، إنما عندما يكون الأمر يتعلق بمستقبل ملايين من الشعب فالأمانة تحتم علي أن اعترض علي صديقي علنا لان أفكاره التي تبناها أفكار عنصرية ترفض وتلفظ الأخر بل ترفض أن يكون المسيحي له نفس الحقوق بما انه عليه نفس الواجبات. 

و اليوم أعلن الدكتور نجيب جبرائيل اعتراضه علي ما أعلنه الدكتور دوس في جمع التوكيلات للسيد ابو الفتوح للترشيح في سباق الرئاسة. فهو بفعلته هذه لا يؤمن بمبادئ الهيئة العامة للأقباط و التي من أهم أسباب إنشائها هو المطالبة بمدنية الدولة و الحفاظ علي حقوق الأقليات. فكيف يدعم رئيس الهيئة القبطية العامة احد رؤوس الأخوان المسلمين.
و رسالتي اليوم للدكتور شريف دوس هي ان تحدد موقفك هل تؤيد الصديق الذي لا يعترف بحقك كمواطن مثلك مثله أو تؤيده و تستقيل من رئاسة الهيئة العامة للأقباط. لابد أن يكون لك موقف واحد لأنك لا تستطيع أن تفصل بين أفكارك السياسية لأنها أفكار شخصية أيضا و بين تأييدك لمن يعترض علي وجودك كمثيل وند في وطنك.

نعم لا يوجد من يمثل الشعب القبطي سياسيا ولا يستطيع أحد الادعاء بأنه يمثل الأقباط. لا هيئات الأقباط ولا منظمات الأقباط تعترف بوجود الدين في الدولة. الأقباط أمناء و يحبون وطنهم مصر ويصرون علي مدنية الدولة . و من احد أهم الأسباب لمطلبهم هذا هو ان الدولة الدينية ستقسم مصر و الأقباط يرفضون تقسيم مصر بأي صورة من الصور وبأي طريقة من الطرق.  و من يقول غير هذا ويطالب بتقسيم مصر و إقامة دولة الخلافة الإسلامية في مصر أو الدولة القبطية كلاهما خائن و كلاهما يستوجب المحاكمة بتهمة الخيانة العظمي.


مصر لن تتجزأ ولن تقسم ولن يحدث هذا مهما حاول العنصريين، وكما يقول المثال فوق جثتي بل فوق جثثنا جميعا نحن المصريين الوطنين الشرفاء.
في احد الصحف نشر خبر بعنوان الاقباط منقسمون حول تاييد ابو الفتوح لرئاسة الجمهورية.
و ردا علي هذا العنوان اقول الأقباط لن ولم ينقسموا يوما حول وحدة مصر و أمن وآمان مصر. و ان أي مرشح رئاسي علي أساس ديني فهو مرفوض رفضا باتا و لا يفكر الأقباط أو المصريين الشرفاء عامة بانتخاب من يقسم مصر أو لا يملك أن يكون رئيسا لكل المصريين بسبب الدين.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com