ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"رفعت السعيد": الرئيس القادم عميل للإسلاميين، وتوافقي بين العسكر والإخوان والوفد

رانيا نبيل | 2012-03-17 00:00:00


* د. رفعت السعيد":
- المرأة والأقباط والشباب أصبحوا أسوأ حالاً مما قبل.
- البرلمان الحالي برلمان كوميديا لا برلمان ثورة.
- الإخوان يسعون لتحويل القضاء لمجالس عرفية وليس استقلاله، مع السعي للسيطرة على وزارة الداخلية.
- لو سيطر الإخوان على لجنة الدستور سيخرج دستور على مقاس الإسلاميين فقط.


أجرت الحوار- رانيا نبيل
عشرات القضايا الهامة التي خاضها حزب "التجمع التقدمي" منذ تأسيسه حتى اليوم، وعلى رأسها القضايا الاجتماعية للعمال والفلاحين، والقضايا الحقوقية، والدفاع عن سجناء ومعتقلي الرأي والسياسة، وقضايا المرأة والأقباط والمواطنة، والتاريخ شاهد على أنه قدَّم خلال عشرات السنوات نضالاً مستمرًا. وعندما جاءت ثورة 25 يناير كان من أوئل الأحزاب التي قدَّمت شهداء ومصابين، وفتح أبوابه أمام المواطنين جميعًا، وترعرع داخله عباقرة أضافوا للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمالية الكثير..

وبعد ثورة 25 يناير ونفوذ التيار الإسلامي وتوغله في المجتمع، كان لـ"التجمع" وجهة نظر حول ما يدور من تطورات على الصعيد الداخلي، ولذا أجرينا هذا الحوار مع د. "رفعت السعيد"- رئيس الحزب-.

* في البداية، أين موقع حزب "التجمع" في الشارع المصري بعد الثورة؟
حزب التجمع موجود قبل الثورة وخلالها وبعدها، وإذا تحدثنا عن الشعارات الأساسية للثورة، فهي نفسها التي قد رفعها "التجمع" قبل الثوة وخلال مظاهراته ووقفاته الإحتجاجية العديدة في عهد "مبارك" وترسَّخت في وجدان المواطنين والقوى الثورية والوطنية. ومنذ اليوم الأول قدَّم "التجمع" شهداء ومصابين، أما من يتقوَّلوا على الحزب فليخبرونا ماذا قدموا للثورة؛ لأن تاريخ "التجمع" حافل منذ تأسيسه بالثوار والمناضلين وأصحاب القضايا الوطنية الرافضين للنظم الاستبدادية.

* وما تاثير استقالة العديد من الكوادر التجمعية على مصداقية الحزب؟
التجمع ليس "سجنًا"، فنحن نعبد الديمقراطية لأقصى مدى، وكان هناك خلاف ورغبة في سحب الثقة من مختلف المستويات القيادية بعد الرئيس، وتم التصويت ورفضت الأغلبية سحب الثقة برفع الأيدي، ولم نجبر أحدًا على رأي الأغلبية، ولا أعتقد أن من قدَّموا استقالتهم من عضوية التجمع فيما قبل سعداء بذلك الآن. اما الأعضاء الذين استقالوا من الحزب بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية وانضموا لأحزاب أخرى فهي مسألة "أخلاقية" من جانب النائب ومن جانب الحزب الذي قبل ذلك، وإذا جاء نائب من حزب آخر لينضم للتجمع "سأرفضه".

* من هو المرشَّح الرئاسي الذي يدعمه "التجمع"، ولماذا لم تتقدَّم للترشُّح؟
حتى الآن لم يتفق التجمع على تأييد مرشح معين في الانتخابات الرئاسية. أما حول عدم ترشحي، فإذا كانت المسألة جادة سندرس ونناقش إمكانية ذلك، أما إذا لم تكن جادة فالأمر حتى لا يستحق، وهو ما يحدث بالفعل، وأنا أرى أن التدخلات والتداخلات والمادة 28 كل هذه العراقيل تجعل الإنسان يرتقي بنفسه وأن يكون في منأى عن تلك الأحداث.

* هل اقترحتم أسماء معينة لتشكيل لجنة المائة التي ستضع الدستور؟
الحزب لم يقترح أسماء بل "أسلوب"، بتنظيم وتمثيل كافة طوائف المجتمع في تشكيل اللجنة.. البرلمان المصري "أحول"، فإذا نظرنا للتمثيل البرلماني سنجد أن الشباب 3% والمرأة أقل من 1% والأقباط لا يتجاوز 1%، ولا يوجد تمثيل للفقراء بالتساوي مع نسبهم الحقيقية، خاصةً مع زيادة ارتفاع رسوم التسجيل والترشُّح لـ 1000 جنيه في مواجهة مرشَّح لحزب النور والإخوان ينفق ملايين، وبالتالي فالفقراء مهمشين تمامًا، وهو ما يتعارض مع الحق الدستوري. ونستطيع القول بأن وضع الشباب والمرأة والأقباط تغير للأسوأ، خاصة المرأة في حرمانها من حقها في العمل، وفرض منع الاختلاط بين المدرسين داخل المدرسة أو سفر المرأة دون محرم. أما الأقباط لم يُعاملوا طوال حياتهم في "مصر" أسوأ مما تعاملوا به بعد الثورة من هدم وحرق الكنائس، ودهس متظاهرين بسبب تظاهرهم للدفاع عن مطالبهم. وإذا سيطر الإخوان على لدنة الدستور سيخرج دستور على مقاس الإخوان والسلفيين ويضعوا "مصر" في مأزق حقيقي، وتأتي حكومة جديدة لتغيير الدستور ونعيد نفس السيناريو.

* من تتوقّع أن يكون المرشَّح الفائز، وماذا يعني الرئيس التوافقي؟
المرشح الفائز هو "المادة 28"، والرئيس القادم سيكون توافقيًا بين المجلس العسكري والإخوان وربما حزب "الوفد".

* ما تقييمك لدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة الانتقالية؟
المجلس العسكري لعب دورًا مهمًا في حماية الثورة والثوار في الأيام الأولى للثورة، ولو كان إنحاز لـ"مبارك" ما تمت الثورة وكنا أصبحنا مثل "سوريا" أو "ليبيا". أما المشكلة الحقيقية عندما أخطأ وألقى بطموحاته وأحلامه إلى جماعة الإخوان، وجاء ذلك عندما شُكلت لجنة تعديل الدستور للمستشار "طارق البشري" الإسلامي الاتجاه، والإخواني "صبحي صالح" المحامي، والمستشار "حاتم بجاتو" الذي مازال يمارس هواية حفر النفق الذي فيه "مصر" الآن.

* هل يسير المجلس العسكري نحو تطبيق سيناريو "عبد الناصر"؟
المجلس "قلَّد" ما فعله "جمال عبد الناصر"، إلا أن الوضع مختلف والتحرك الجماهيري مختلف أيضًا، بالإضافة إلى أن "عبد الناصر" تصادم بالإخوان وهو في قمة مجده السياسي على عكس الآن، الإخوان يفرضون سياستهم وإرادتهم بالقوة والمجلس العسكري يُهاجم ويُهان بألفاظ غير محترمة.

* من الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة، أي حكومة ترى أنها كانت "ثورية"؟
"ولا واحدة".. "عصام شرف" ذهب للميدان وهذا وحده لا يكفي، و"أحمد شفيق" حاول أن يفعل شيئًا وفشل، أما "الجنزوري" فغير قادر على الاقتناع بأنه رئيس وزراء مؤقت، فهو يرسم خطط ومشاريع مستقبلية لعشرات السنوات القادمة، ناسيًا واجباته الأنية.

* هل البرلمان الحالي هو بالفعل برلمان ثورة؟
هو "برلمان كوميديا"، و"برلمان الثورة المسروقة"، بعد أن سرق الإخوان الثورة ولم يكونوا طرفًا فيها، وفيما بعد أصبح لديهم نهم شديد للسيطرة على السلطة بدعوى مساندة المجلس العسكري في ذلك، ثم بدأوا في الاستقواء على المجلس العسكري.

* ما هو مخطط الإخوان في رأيك؟
الإخوان لديهم مخططين، أولهم تعديل "قانون القضاء"، ليس بهدف استقلال القضاء بل إضافة بند اللجوء للمجالس العرفية حتى تصبح مسألة مقبولة قانونيًا لتسهيل الإجراءات القانونية على المواطنين، حتى ينتهي القضاء وصدور حكم لمن لا علاقة له بالقانون أو التشريع أو الفقه أصلاً. أما المخطط الثاني فهو شنهم المتواصل ضد "وزارة الداخلية"، لكن الأساس ليس خصوم أو اضطهاد.. هم يريدون القول بأن الأمن مفتقد لعدم مشاركة المواطنين، ومن ثم الطلب بتشكيل لجان شعبية مسلحة لحماية المواطنين، ثم تواجد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يصلوا لغرضهم.

* هل الثورة تسير في طريقها الصحيح؟
الثورة جالسة في البيت، و"مصر" تمر بمأزق حقيقي، إلا أنها لن تستمر بهذا الوضع طويلاً، خاصةً وأن المصريين خرجوا بمطالب عيش وعدالة اجتماعية وحرية ولم يجنوا شيئًا من هذا حتى الآن.

* وما رأيك في قضية سفر الأجانب المتورطين في تمويل منظمات حقوقية، وأيضًا في المعونة الأمريكية؟
نوع من الاستعباط، خاصة بعد أن طالبوا الإخوان بسحب الثقة من الحكومة ليثبتوا عدم تورطهم، وذلك بعد أن ظهر توسطهم أو تورطهم للإفراج عن المتهمين. وبالنسبة للمعونة "مصر" لن تستعطي من أحد، فـ"مصر" تمتلك حقوق من كل الدول الغنية التي نهبتها ومازالت، أما إذا وصلت القضية للخضوع للضغوط فهو أمر مرفوض.

* هل تتوقَّع محاكمة المخلوع وإصدار عقوبة ضده؟ أم هناك مماطلة؟
القضية في يد القضاء، ولا يستطيع أحد التنبؤ بشئ.

* هل سيأتي رئيس إسلامي؟ وما الفرق بين الإسلاميين في كل من "تركيا" و"مصر"؟
أولاً- لم يأت الوقت لهذا أو على الأقل خلال هذه الدورة الانتخابية. ثانيًا- هناك طريق "الممالئة" كما حدث في "تركيا"، وهذا أحيانًا يؤدي إلى "التحور" أي أن الكائن قد يغير من خصائصه أو قد يغيِّر من تأثيره على الآخر، فيتحوَّل إلى كائن مختلف ذو تأثيرات وتداعيات مختلفة تمامًا، ومن المحتمل أن يكون هذا ما حدث مع الإسلاميين الأتراك، بالإضافة لتأثرهم بشخصية "كمال أتاتورك" وعلاقتهم بأوربا واحترامهم للمدنية والديمقراطية وغير ذلك من الطموحات التي أصبحت فيما بعد جزءًا من أخلاقهم.. أما الإسلاميون في "مصر" فالشواهد تقول إنهم ضد العلمانية والمدنية، بالإضافة إلى أنهم يرغبون في السيطرة على كل شئ، كما أن جماعة الإخوان تحت ضغط حزب النور، وهو ما جعل المشاعر الإسلامية تقتسم الآن بينهم، والسباق لصالح من يكتسب أكثر مساحة من هذا الوعي. وإذا كانت "تركيا" تتطلع لأوربا، فالحديقة الخلفية لإخوان "مصر" هي "حماس" التي تزودهم بالأسلحة والتعامل فيما بينهم بكفاءة عالية، خاصة معاملة "حماس" بقسوة مع خصومها بأبشع أشكال الإجرام، مما يولد أخلاقيات غير سوية إطلاقًا.

* كيف ترى زيارة المرشد للكنيسة؟
هناك مثل شعبي يقول "إللي في القلب في القلب يا كنيسة".. القضية ليست تودُّد بل فعل حقيقي، ولو أن المرشد العام يصدق كما يقول فليحدِّد نسبة الأقباط باللجنة الدستورية 10%، و52 نائب بالبرلمان، ويصدر قانون بناء دور عبادة وقفًا للقانون الموحَّد، ويلغي التمييز الديني.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com