ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

النفس البشرية (3) النفس البشرية وحياة الشبع والسعادة

القمص. أفرايم الأنبا بيشوي | 2012-03-18 00:00:00

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
 
حاجتنا للامتلاء والشبع والسعادة ...
+ نحن في حاجة ماسة في هذة الأيام الي حياة الشبع الروحي والامتلاء والسعادة، في عصر يزداد فيه الجوع والقحط الروحي وعدم الشبع النفسى والعاطفى والمادى. ونحن نحيا فى عالم تسوده عدم العدالة  وسوء التوزيع فمن الناس من يموت بسبب أمراض يسببها الأكل والتخمة وأخرون يموتوا بسبب الجوع، وكلا الفريقين يظل جوعان للشبع الحقيقي ولا يجده يبحث عن السعادة وكانها سراب نركض نحوه فيهرب منا. وعندما نري الكثيرون يلهثون وراء الغني المادي بشتي الأساليب المتاحة حتي ولو بالغش والتهرب والسرقه، وعندما نري البعض يبحث عن اللذة في الأكل والشراب والدنس والخطية، وحينما يتقاتل الكثيرين ويبيعوا أيمانهم ومبادئهم سعياً وراء سلطة لا تدوم او منصب يورث الهموم، وعندما نري البعض يختالون علي الارض بكبرياء ويتعاملون مع الأخرين بصلف وجفاء. ونبحث عن السبب نجدهم يبحثون عن حياة الشبع والأمتلاء، والسعادة.
+ السعادة الحقيقية ليس في امتلاك الاشياء، بل سعادتنا فى سيادتنا وسيطرتنا علي نفوسنا وان نضبط ذواتنا ونشبع بالله ومعرفته والاتحاد به ونمتلي بروح القداسة والوداعه والعفة. وان نستخدم الاشياء ولا تمتلكنا. العالم يغرينا ويقول، كلوا، واشربوا واشتروا واستمتعوا، ونحن نقول أزهدوا واتركوا فقيمة الأنسان في ذاته وسعادتة يجدها في المحبة الباذلة لا في الأخذ والأمتلاك .
+ هناك كثير من الأنواع من الشبع والأمتلاء، مثل الأمتلاء والشبع والسعادة فى الأمور الروحية او الشبع النفسى او السعادة في العلاقات الأجتماعيه الناجحة او في المعرفة الثقافية او الغني المادي ، وعندما نقول ان هذا الشخص "مليان" أننا نقصد انه شخصية لديها الثراء الفكري والعاطفي والروحي او المادي واحساس الفرد بقيمته والقناعة بما لديه عامل هام في أحساسه بالأمتلاء والسعادة مع التقدم للأمام وعدم  الأكتفاء لاسيما في المجال الروحي والفكري والاجتماعي. نحن نحتاج للأمتداد الي فوق نحو الله، وافقيا نحو الناس، والي العمق نحو الإنسان الداخلى وتحقيق الانسجام والرضا فى كل ذلك المجالات.
كيفية الشبع والأمتلاء..
+ قصة حدثت في العهد القديم { وصرخت الى اليشع امراة من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات وانت تعلم ان عبدك كان يخاف الرب فاتى المرابي لياخذ ولدي له عبدين. فقال لها اليشع ماذا اصنع لك اخبريني ماذا لك في البيت فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت. فقال اذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة لا تقللي. ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبي في جميع هذه الاوعية وما امتلا انقليه. فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب. ولما امتلات الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء فقال لها لا يوجد بعد وعاء فوقف الزيت.  فاتت واخبرت رجل الله فقال اذهبي بيعي الزيت واوفي دينك وعيشي انت وبنوك بما بقي}. (2 مل 1:4-7). أن هذه القصة بمغزاها الروحي والحرفي نجدها تمثل حياة الفقر والشبع. حياة الفاقة والأمتلاء. وتعطينا رجاء في الله الذي يصنع المعجزات. أن الشيطان قد سلب الانسان غناة ويظل يدفعه للجمع وعدم الشبع { العين لا تشبع من النظر والاذن لا تمتلئ من السمع } (جا 1 : 8). لقد جاء الينا المسيح الهنا المخلص الحقيقي لنؤمن به ويملأ حياتنا شبعا ومحبة وقلوبنا فرحا ونعيما وارواحنا سلاما ومسرة. هو يغني الروح والقلب والنفس فيسدد الرب ديوننا بنعمته ويصد عنا المرابي الظالم ويدافع عنا ضد أبليس وكل قواته ويقودنا في برية هذا العالم  ومعه لا يعوزنا شئ. أن إحساسنا بالجوع وحاجتنا للشبع تحتاج الي أعداد النفس للأمتلاء، وغلق ابواب الفكر عما يفسد، وسماع كلمة الله والعمل بها، والثقة في مواعيد الله ، وعدم الاكتفاء والنمو للوصول الي ملء القامة الروحية .
 المسيح المشبع ....
+ الإنسان بئر من الرغبات تحتاج الى الاشباع ، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالأمن والأمان والمحبة ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى والسعادة ، نعم كل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً، هذا ما عاشته المرأة السامرية وهى تريد الشبع فى علاقتها مع عدة رجال وقاله لها السيد  { اجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا. ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية} يو 13:4-14. ان الله يعطينا من نبع الروح القدس المتدفق دائما شبع وسعادة وارتواء  { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه } يو 37:7-39 . نعم التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى إنسانه تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا} يو42:4. النفس الشبعانة بالمسيح تدوس عسل العالم ومتعه الزائلة والنفس البعيدة عن الله تتمرر بما فى العالم من خطايا {النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو}( ام 27 : 7) فلنطلب من الرب ان يجعل نفوسنا ممتلئه بالايمان وشبعانه من محبة الله وكلمات فمه وعمل نعمة روحه القدوس فينا.
+ ان كل من تقابلوا مع السيد المسيح المشبع، وقبلوه واعطوه قلوبهم تغيروا وتحرروا وشبعوا وعاشوا سلام المسيح الذى يفوق كل عقل .هكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور. وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحة. وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل، هى نعمة غنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاً     { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28) .
+ ان كثيرين مما نظن انهم سعداء بمتع العالم وشهواته، يشتهون النوم ولا يجدونه ويطلبون السلام ويبتعد عنهم، ويودون الراحة ولا يجدون الا الشقاء وحقا قال الكتاب لا سلام للأشرار. والا فلماذا انتحرت مارلين منرو، والفنانه الشهيرة داليدا  وكرستينا أوناسيوس، ابنة الملياردير اليوناني  صاحب الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات، الذي يعد من أكبر أثرياء العالم. ولأن كريستينا وريثته الوحيدة فقد ورثت عن أبيها كل ثروته الهائلة، إلا أن ذلك لم يحقق لها السعادة التي تبحث عنها، فقد تزوجت عدداً من المرات، وكان زواجها الأخير من أحد الشيوعين، حيث سئمت حياة الترف والثروة، وذهبت لتعيش مع زوجها في منزل متهالك في أحد أحياء موسكو الفقيرة، إلا أن الفشل لاحقها في هذا الزواج أيضاً، ففارقت زوجها بعد أن أصيبت باكتئاب مزمن وحزن مرضي متصل، ولم تستطع الثروة والمال أن تحقق لها أبسط معاني السعادة الإنسانية، وأقل درجات الرضا والطمأنينة، فقررت الانتحار ووجدت ميتة على أحد السواحل الأرجنتينية، بعدما ابتلعت عدداً كبيراً من الحبوب المنومة، وكان عمرها آنذاك سبعة وثلاثين عاماً فقط، ان الحياة بدون علاقة روحية سليمه مع الله تبتدى بالتوبة وتنمو الى القداسة والاتحاد الروحى به هى حياة تفتقر الى السلام والسعادة والشبع .
أعدد ذاتك للأمتلاء... انت صنيعه أفكارك فقل لي في ماذا تفكر أقول لك من أنت! ان ملأت فكرك وقلبك وروحك بأباطيل العالم المملؤة تعباً فستورثك القلق والهم والكأبة ، وان سعيت وراء شهواته فستموت بالحسرات ان فاقد الشئ لا يعطيه، العالم أفقر مما يغنيك ، انت هو غنى العالم وثرائه بفكرك المبدع وبصلتك بالسماء وبنور المسيح الذي فيك تستطيع ان تنير للأخرين الطريق. فاعدد ذاتك للأمتلاء بالروح القدس مبتعداً عن أهتمامات العالم المملؤة تعباً وأعدد ذاتك لاستقبال السيد المسيح بتواضع ووداعة  وهدوء ومحبة مقدما له قلبك ذهبا وصلواتك لباناً وبخوراً مقدساً يصعد الي عرش النعمة، وأحتمالك وأتعابك وصبرك ناردين رائحته طيبه لدي الله .
غني حكمة الله ... تراءى الله لسليمان الحكيم قديما سائلا أياه ماذا يطلب منه؟  فماذا طلب سليمان الحكيم {اعطني الان حكمة ومعرفة لاخرج امام هذا الشعب وادخل لانه من يقدر ان يحكم على شعبك هذا العظيم} 2أخ 10:1 . {فقال الله لسليمان من اجل ان هذا كان في قلبك ولم تسال غنى ولا اموالا ولا كرامة ولا انفس مبغضيك ولا سالت اياما كثيرة بل انما سالت لنفسك حكمة ومعرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه ، قد اعطيتك حكمة ومعرفة واعطيتك غنى واموالا وكرامة لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك ولا يكون مثلها لمن بعدك} . (2اخ 1 : 11-12). نعم يا أحبائي في المسيح يسوع مذخر لنا كل كنوز الحكمة والعلم. فهل نقترب اليه وهو يدعونا ان ننهل مجانا ونمتلئ بكل حكمة روحيه، ونكون حكماء لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، لنعلم يا أحبائي انه ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ان غني الأيمان بالله والسلام المرافق له لا يمكن ان نحصل عليه بأي اموال{ طوبى للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم} (ام 3 : 13). سعيد هو الأنسان الحكيم لا بحكمة أهل هذا العالم التي تتميز بالمكر والدهاء بل الحكمة التى من السماء، من فيض روح الله القدوس { واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء}. (يع 3 : 17).
المحبة الروحية والسعادة والشبع ..
العالم في جوع حقيقي للمحبة الروحية الطاهرة ويريد ان يراها فينا { ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه} (1يو 4 : 16). المحبة لا تسقط ابداً لان الله محبة { في هذه هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا}(1يو 4 : 10). لقد أحبنا الله وتجسد كلمة الله الأزلي ليعلن لنا انه حب ولكن لم يجد في مولده قلوبنا تستقبله بالحب ولا بيوت يولد فيها فولد في مذود بقر، ونادي بالمحبة فما كان من جحودنا الإ ان يقدم له الصليب وفي وقت عطشه قدموا له علي الصليب خلاً ليشرب! ولانه الحب مازال يقرع علي القلوب والبيوت ليجد ماؤي ودفء من  برد شتاء المشاعر والأنانيه، نحن في حاجة الي الأمتلاء بالحب الذي يسعد النفس، يجب ان نكون كانوار تجذب الأخرين وتشهد لحب من أحبنا { واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة}(اف 5 : 2). اننا أذ نمتلي بالمحبة نشبع ونروى ظمأ العالم وحاجته الي المحبة وهذة هي غاية الوصية { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء}(1تي 1 : 5). واذا نحب الله فنتيجة لذلك سنحب كنيسته وأبنائه ونبذل أنفسنا من أجل الجميع حتي الاعداء والمسيئين في حب وبهذه المحبة المسيحية نعلن ونشهد لايماننا.
الصلاة والشبع والسعادة ..
أننا نصلي مع القديس بولس الرسول لكي ما تستنير عيون اذهاننا لنعلم  ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين (اف 1 : 18). ان الصلاة تشبع النفس الجائعة لله ولا أنسي انني قابلت في القدس احد الاباء الرهبان الفرنسسكان الذي سار لمدة ثلاث سنوات عبر العالم من أيطاليا الي الهند  سيرا علي قدميه، ثم رجع الي القدس في سنه 2000م وعندما سالته كيف كانت الرحله أجاب لقد كانت الصلاة الدائمة شبعه وسروره ، نعم كان يجود عليه الخيرين بما لهم لكن في كل الدول والمدن والقري كان رسالة الله المقرؤة من جميع الناس، في ايمان وثقة بالله المشبع والحافظ سار وفي ظل القدير كان يبيت {هكذا اباركك في حياتي باسمك ارفع يدي. كما من شحم ودسم تشبع نفسي وبشفتي الابتهاج يسبحك فمي} مز4:63-5. هل تشعر بالجوع الروحي أرفع قلبك بالصلاة لله وهو يشبع جدوب نفسك ويقدر ان يملأ قلبك بالسعادة ومعه ينتفي الأحساس بالحرمان والوحدة والغربة. علينا اذاً بالجهاد القانوني للحصول علي نعمة الروح القدس لتفيض دهنة الزيت التي لدينا ويبارك الله فيها عندما يرى أمانتنا في الجهاد ورغبتنا في الامتلاْ وحرصنا علي النمو.
الروح القدس والأمتلاء ...
الروح القدوس هو روح الله القدوس، المعزي والمقوي والمرشد، هو روح الحكمة والمعرفة هو يعلمنا كل شئ ويذكرنا بكل ما قاله لنا السيد المسيح.  نحن في حاجة للأمتلاء من روح الله القدوس لتفيض منا أنهار ماء حي { ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح} (اف 5 : 18). ان أهل العالم ومحبيه قد يسكروا بخمر العالم وأطيابه لكن ابناء الله يمتلئو بالروح { لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن} (اف 3 : 16). ان زكريا الكاهن عندما امتلأ بالروح تنبأ وأنجب لنا القديس يوحنا المعمدان الذي ارتكض فرحاً مستقبلاً بابتهاج يسوع المسيح في بطن أمه، وانت يا من تريد ان تنجب فضائل روحية وتمتلي سرورا بالروح هل تسلك في وصايا الله لكي يحل عليك روح الله.  وهل تحيا حياة الشركة والصلاة والأيمان { لما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلا الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة }(اع 4 : 31).فلنطلب بتواضع قلب وننتظر بشوق ان نمتلئ بالروح وتشعر بغني المسيح  الذي يعطي بسخاء ولا يعير. ولنصلى ليحل فينا الروح القدس بثماره ومواهبه ويفجر فينا طاقات المحبة والحكمة والشبع والسعادة ويكمل لنا بغنى كل احتياج روحى ونفسى واجتماعى لنسعد ونسعد من حولنا.
السلام النفسى والشبع الروحى..
+الشخص ذو العلاقة السليمة بالله  والذى يعرف نفسه ويرجع الى الله يجب ان يكتشف نقاط القوة فيه وينميها، ويعالج ضعفاته ويقبل نفسه بها، لابد ان نفهم ان هناك أختلاف بين الناس في الأمزجة والطباع والاراء، ومع التباين وفي عصر يتسم بالقلق والتطور السريع فان للسعادة والأمتلاء مقاييس نسبية ويجب ان نكون راضين عن شخصياتنا كما نحن. مع حاجة الإنسان للنمو وعدم الأكتفاء على قدر طاقاتنا . السلام النفسي ياتى من قبولنا لغفران الله لنا خطايانا بالتوبة وقبولنا لانفسنا ثم قبول الغير كما هم لا كما نود ان يكونوا.
+ يجب ان تكون لنا العلاقات الأجتماعية الناجحة سواء داخل الاسرة او الكنيسة او العمل والمجتمع مما يعطي للأنسان الأحساس بالشبع. الصحة الجسدية عامل هام وليس اساسى في الاحساس بالشبع والامتلاء {فلا غنى خير من عافية الجسم ولا سرور يفوق فرح القلب} (سير 30 : 16). وفوق هذا وذاك السعادة والشبع الروحي بكل ما ذكرته سابقاً يلعب دوراً هاما في ان يكون الأنسان سعيداً ناميا في كل عمل صالح. أننا نصل الي الكمال الذي نرجوه بالسعي الي المتاجرة والربح بالوزنات المعطاة لنا سواء فكرية او روحية او عملية. الانسان الروحي هو إنسان ينمو بأستمرار ولا يتوقف لا في المعرفة ولا في العمل حتي  يكمل سعيه ويصل الي هتاف النصرة وتمام السعي ويوهب له أكليل البر.
+ احبائي الله هو مالئ كل مكان والغني في المواهب والمعطي بسخاء لن تشبع النفس البشرية الا بمحبته ولن تمتلئ الا بحلول نعمة  روحه فيها ولن تجد سلامها الا في رئيس السلام وملك الدهور ، نحن نجلس علي قمة العالم عندما نشبع بالمسيح، ونكون نوراً  للأخرين عندما نتحرر من جاذبية الخطية وتيار الأثم العامل في أبناء المعصية، النفس الشبعانة بالمسيح لن تجد راحتها الا فيه وبه ومعه.
العمل والنجاح والسعادة...
المسيحية هي  دعوة للعمل والبذل والتفوق، ان الله عندما خلق كل شئ، خلقة حسن والي الان يعمل من أجل سعادتنا وجاء السيد المسيح لتكون لنا حياة أفضل بل ملء الحياة، ولهذا يشجعنا الأنجيل علي العمل فمن يقدر علي العمل ولا يعمل ذاك خطية له {فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له} (يع 4 : 17). ان اجمل شئ فى الحياة تسعد بة، هو النجاح والتقدم الممكن وهو ليس بعيدا عن الجميع بل هو قد يكون رفيقا لك اذا كان لديك هدف وقدوة وتصميم وعزيمة صادقة  ، من نسمع عنهم من مشاهير من هنا وهناك كانوا يحلمون بالنجاح ولكنهم صمموا واجتهدوا ولم يفقدوا الامل، فجميع المشاهير قريبين منك ومنى ويعيشون بيننا وقد تكون منهم ان أجتهدت، فبالجهد والعرق وصل الكثيرين  للتفوق والثراء الفكري والعملي والمادي. الغني والتفوق شئ حسن ان كان بالطرق والوسائل الشريفة والهدف القويم دون ان نتكل عليه أو يكون الهاً او صنما نعبده ، بل نستخدمة من الله كهبة وعطية ومصدر للسعادة، فان الله يهبنا كل شى بغنى للتمتع، أن التواضع والوداعة مع القناعة والشبع بالمسيح تجعل الأنسان يسلك باعتدال في كل شئ. وعندما يتفوق لا يتكبر ولا يبتعد عن الله وعندما يغتني يكون الغني وسيلة جيدة  لخدمة الله ومساعدة المحتاجين وأسعاد النفس.
ها صلاتي اليك يالله..
ايها الرب الاله الذي أحبني من فيض محبته، وجاء الينا متجسداً ليهبنا من غنى نعمته، وباركنا بكل بركة روحية مريدا لنا السعادة وملء الحياة. أنى أصلي اليك من أجل البشرية الباحثة عن السعادة،
لتكشف لنا عن عمق محبتك وتهبنا الشبع والأمتلاء. أملائنا من ثمارك ومواهبك وحكمتك.
 يا روح الله، أملاء قلوبنا محبة وايمانا ورجاء وسلاماً وفرحاً، قدس أفكارنا وعواطفنا وأرادتنا لنكون كما تريد، أملاء حياتنا بالعمق والروحانية والأفكار النورانيه، لكي نحيا في سلام معك ومع الأخرين ومع أنفسنا. ونمتد بروح العطاء والبذل لنكون نبع للسعادة لمن حولنا، ونجد فيك كفايتنا وبك نمتد لنصل الي الكمال المسيحي. وعندما يحين وقت الحصاد نسمع ذلك الصوت العذب، نعما ايها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل ساقيمك علي الكثير، أدخل الي فرح سيدك
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com