كان البابا شنودة عاشقا لتراب هذا الوطن بشكل عام، إلا أن محافظة البحيرة كان لها عشق خاص فى قلبه ففيها قضى فترة طفولته، بعد أن تكفل شقيقه بتربيته فحصل على الابتدائية من مدرسة الأقباط بمدينة دمنهور قبل أن يشق طريق كفاحه بنفسه ليكون رمزا من رموز الوطنية المصرية، وكانت إيبراشية البحيرة هى أول مكان يزوره بعد إلغاء التحفظ عليه فى الثمانينيات من القرن الماضى، حيث دخل سلك الرهبنة بدير "السريان" بالبحيرة.
وكان دير "الأنبا بيشوى" بصحراء وادى النطرون بالبحيرة هو المكان المفضل على الإطلاق لإقامة البابا شنودة، ففى هذا الدير علم بنبأ انتخابه بطريرك للكنيسة القبطية فى نوفمبر 1971 وفيه أيضا قضى أكثر من سنتين رهنا للإقامة الجبرية، بعد قيام الرئيس السادات بالتحفظ عليه على خلفية أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء.
وكان البابا شنودة يقيم ثلاثة أيام فى الأسبوع بهذا الدير طوال السنوات الماضية وحتى وفاته، وأقام فيه مقرا باباوى لإدارة شئون الكنيسة، وعقد فيه أهم الاجتماعات المصيرية مع قيادات الكنيسة والرهبان، وقد اعتكف البابا شنودة مرات عديدة فى دير"الأنبا بيشوى" احتجاجا على ما يواجهه الأقباط من عنف طائفى مثل تفجير كنيسة القدسيين وإحداث الفتن الطائفية ولتوجيه رسائل للنظام بوجوب المحافظة على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.
وجاءت وصيته بدفن جثمانه فى دير "الأنبا بيشوى" تصديقا على مدى عشقه لهذا المكان.
ويعد دير الأنبا بيشوى من أهم المناطق الأثرية بمصر فيرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع عشر وهو أكبر أديرة وادى النطرون وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمس كنائس، أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوى" بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبه وفيه العديد من الأماكن الأثرية المميزة مثل المائدة الأثرية وبئر الشهداء بجانب العديد من الأماكن التى يقطن بها الرهبان.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com