ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رحل البابا ..... فاهتزت مصر

د. ممدوح حليم | 2012-03-19 09:42:02

بقلم:  د. ممدوح حليم


حين رحل البابا بولس السادس بابا الفاتيكان في السبعينات من القرن الماضي، عنونت وكالات الأنباء الخبر بالقول: " رحل البابا فاهتز العالم".
 ويمكن القول الآن في رحيل البابا شنودة : رحل البابا فاهتزت مصر، ولقد ترددت أصداء الاهتزاز في البلاد التي يتواجد فيها أقباط بكثرة كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا. 
 
 ويمكن القول يقينا ً أيضا ً إنه لم يحدث أن اهتزت مصر لرحيل شخص عبر الخمسين عاما الماضية مثلما اهتزت لرحيل البابا شنودة، و يستثنى من هذا رحيل الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970. 
 
  هل هذا يرجع لطول فترة حبرية البابا التي تجاوزت 40 عاما ً ببضعة شهور، ومن المعروف أن سبعة بابوات فقط من بطاركة الإسكندرية  البالغ عددهم 117 تجاوزت مدتهم 40 عاما ؟ً. إن هذا السبب هو الأضعف. 
 
  إن ذلك يرجع لما تمتع به البابا من كاريزما جعلت الناس تلتف حوله. كان حلو الحديث جذابا ً.لقد شهدت مصر في العقود الأخيرة زيادة مهولة في أعداد المترددين على دور العبادة، فصار القادة الدينيين المرموقين ذوو شعبية عالية.  ولقد ساعد على تألق نجم البابا شنودة ابتعاد معلمين آخرين  مرموقين في الكنيسة عن الساحة... أو تم استبعادهم.
 
 لقد ساعدت الظروف الطائفية المريرة التي عانى منها الأقباط منذ عهد السادات، والتي قدرها البعض بنحو 200 حادث طائفي، ساعد ذلك على التفاف الأقباط حول قائدهم الديني الأعلى، لا سيما بعد أن تخلت الدولة عن دورها في حماية رعاياها وتجنبت تحقيق العدالة والحزم خشية إغضاب المتطرفين، مما شجعهم على المزيد. 
 
   لا شك في أن البابا شنودة ترك بصمة هائلة عميقة في تاريخ الكنيسة في العصر الحديث، ولقد حفل عصره بالأفراح والأحزان، التعزيات و الأوجاع، البناء والهدم، الانتشار المسكوني والتقوقع المحلي، التناقضات التي بعضها حلو وغيرها مر. سقط وقام كثيرون في عهده. إن عصره بحاجة إلى دراسة علمية عميقة جادة يتزامل فيها العقل مع الوجدان بغية دفع الكنيسة نحو مزيد من التقدم والتألق كعروس للمسيح.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com