إنجازات الثورة

د. مينا ملاك عازر | 2012-03-22 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر

ملحوظة عزيزي القارئ، هذا المقال كان من المفترض أن أنشره يوم الذكرة الأولى للاستفتاء على التعديلات الدستورية لكن ظروف رحيل البابا بجسده عن عالمنا حالت دون إتمام هذا، مما دفعني إلى تأجيل النشر لهذا اليوم.

في مقال ماضي عنونته ب"إنجازات الانقلاب العسكري" سردت لحضرتك كيف أننا نعيش في ظل انقلاب عسكري انقلب على الإرادة الشعبية التي أرادت إحياء دستور واحد و سبعين وهو الإحياء الذى جاء بناءاً على أفكار وهمية من الإخوان والسلفيون في نتيجة لم تكن في مصلحة المجلس العسكري الذي ساند هذا الاختيار رغم عدم صبه في مصلحته- وذلك لأن مستشاريه أشاروا عليه مشورات باطلة ومؤذية-وما ان ادرك ذلك حتي انقلب على الإرادة الشعبية بإعلان دستوري ليس له علاقة بإرادة الشعب.

على أي حال سنفترض فرضاً جدلياً أن ما نحن به هو ثورة، وساسرد لك أهم إنجازات الثورة من وجهات نظر مختلفة، تستطيع حضرتك أن تقول أن الثورة نقلت البلد من مرحلة فاشلة إلى مرحلة فاشية بحكم الإقصائيين للبلاد من خلال مجلس الشعب حتى هذه اللحظة، ومن خلال المجلس العسكري الذي يرى في أي مدني مناوئ له خاين وعميل، ويمكن حضرتك أن تعتبر الثورة أنها جعلت مصر تنتقل من مرحلة تزوير الانتخابات إلى مرحلة تزوير الوعي الجمعي للوصول في النهاية لنتيجة انتخابات يريدها الإقصائيون برضه، كما أنني أستطيع أن أقول لحضرتك أن الثورة استطاعت أن تنقل البلاد من مرحلة حكم عسكري استمر ستين سنة متواري خلف البّزَّة المدنية، لحكم عسكري لا يحتاج أن يتوارى –لإنه بجح-

واستطاعت الثورة أن تنقلنا من مرحلة الثانوية العامة على مرحلتين، والانتخابات على مرحلة واحدة، لمرحلة الثانوية العامة على مرحلة واحدة والانتخابات على يومين ومرحلتين منهم واحدة إعادة. كما استطاعت الثورة أن تقلب البلاد من مرحلة أول ضربة جوية سحقت طيران العدو إلى أول ضربة برية سحقت وسحلت شباب وشابات الثورة، واستطاعت الثورة أن تنقلنا من مرحلة الشرطة في خدمة الشعب والشعب والشرطة في خدمة الوطن إلى مرحلة الشرطة في خدمة الجيش. كما أنها نقلتنا من مرحلة الفساد الذي كان للركب إلى مرحلة الفساد الذي صار عيني عينك ومستواه أعلى من الأنوف. ونقلتنا من مرحلة التظاهر بالعداء لأمريكا والتظاهر بحب الشعب إلى مرحلة إدعاء العداء لأمريكا، والمجاهرة بعداء الشعب.

هكذا عزيزي القارئ، يستطيع أي ساخر أن يرى إنجازات الثورة التي يعولون عليها أي خراب يحدث. فقل لي بالله عليك هل قامت ثورة بهذه الطريقة أم أن ما جرى فقط إنجاز واحد؟ ونستطيع أن نقول أنه خطأ كبير حيث قطعنا رأس النظام لكن للأسف كان قطعاً لرأس أحد الكائنات الخرافية، حيث نبت مكان الرأس 19 رأساً كانت أشد فتكاً وتدميراً وكرهاً لمن قطعوا الرأس، وقرروا الفتك والتنكيل بقاطعيه سترك يا رب..

المختصر المفيد الثورة لم تفشل ولم تنجح لأنها لا زالت تصارع ولم تحقق أي شيء ثوري للآن للأسف.