كتب : سامى فؤاد
في لحظة فارقة ينتقل الإنسان من عالم الأحياء إلي عالم أخر وقد يطوي النسيان الشخص سريعاً أو تطول ذكراه بمقدار الحب وقد يكون هناك من نحاول أن ننساه لأن كلما تذكرناه لن نجد ما هو جيد لتذكره ، ولكن عندما يجود الزمان بفارس نبيل تتحول كل خطوة من خطواته علامة في طريق الحياة وكل جمله من كلماته هي قول مأثور يسترشد بها الكثير ويتعلم منها الكثيرين ويمتلك من الكاريزما ما يجعل من يختلف معه يحبه ويقدره مثل من يتفق معه ، هذا الإنسان وإن ذهب جسده لكنه يبقي بمبادئه وحبه حياً بل أكثر حياه من كثيرين يتحركوا علي الأرض ويظنوا أنهم أحياء ، نعم لقد ودعنا جسد الأكثر حياة الأديب والشاعر والوطني المخلص قداسة البابا شنودة ولكن أي كلمات توافيه وأي مدح يليق به . ولكن دعونا نذكر جانب واحد من حياته هذا الفارس النبيل ففي حياه كل إنسان تمر لحظات سعادة وأوقات شقاء قد ينال الحب وقد ينال المحاربة وكم نال من المتاعب حتى من أبنائه والمقربين لكنها لم تذهب بشاشة وجهة وسماحة خلقه وعندما فعل الرئيس الراحل أنور السادات ما فعله بالبابا من تحديد لإقامته والتهكم عليه في خطابة الشهير ومرت أيام وأيام واغتيل الرئيس رحمه الله وسامحه لم يتفوه عليه البابا بلفظ واحد ولم يذكر له التاريخ أنه حمل ضغينة أو كراهية لشخصه وكيف لمن توجت الحكمة رأسه والبراءة والحب قلبه أن يفعل هذا فأستحق أن يكون فارس نبيل لا يثأر لذاته ولا يلوم من أصبح في ذمه الله ، نعم قد يصلح كل إنسان أن يكون محارب ولكن النبلاء قليلين المحارب غير النبيل يحارب في الظلام والانتصار في تصوره هو أقسي الأماني وقد يكون انتصاره هزيمة وخيبة أمل ، فكل ضجيج وزحام هو ساحة قتال له وهو يسب ويلعن من أصبح في ذمة الله يبحث عن انتصارات وهمية وهي إخفاقات إنسانية وخلقية وهذا ما فعله المدعو وجدي غنيم حيث كانت ساحة قتاله من نسج خياله وأقل ما توصف بأنها وصله ردح منفردة لربه منزل في شرفه منزلها، أقول هذا وأنا أعتذر لقداسة البابا عفوا يا سيدنا أنا لا أثأرلك واعلم أنه لا يليق أن أتفوه بعبارات مثل هذه في كلمات ذكر فيها اسمك ولكن أثأر لكرامه مجتمع وقيمه فلقد تعلمنا أن للموت حرماته وللمشاعر الإنسانية اعتبارات يجب احترامها حتى لو كانت لأخر ،أثأر لبني وطني جميعاً ولأخوتي المسلمين خاصة الذين أبكتني مشاعرهم الرقيقة وعزائهم وأخوتهم ومحبتهم وتمنيت أن يشهد العالم كله عمق المشاعر والمحبة التي قد تمر عليها شائبة كسحابة صيف ولكنها تمر سريعا ويبقي الحب ،عز علي أن يسيء هذا الشخص لأخلاقيات المصريين عموماً ويفعل ما يتندر به عليهم البسطاء وغير المدركين وكل ما أطلبه منه أن يكون له في رسوله الكريم أسوة حسنه وأذكره بما فعله الرسول مع رجل يهودي أعتاد أن يؤذيه ويلقي القمامة أمام منزله ولما تخلف يوم عن أفعاله المؤذية زاره الرسول الكريم وهذه هي نبل الأخلاق وفروسية الموقف وأسألك يا دكتور هل هذه هزيمة أم انتصار ؟
وأسمح لي أن أجيب أراها قمة الانتصار وقمة القوة . وفي النهاية إن كنا ننعى فننعى للوطن مصري أحب مصر حتى النخاع وقومي ومحب لوطنه ونصره الحق والسلام ويكفي ما فعل عندما طالب الأقباط بعدم زيارة القدس في وجود المحتل أو بإذن ليس من أصحاب الأرض الحقيقيين ،وقد نال من جراء ذلك الكثير من المتاعب واعتبرها النظام مزايدة وقتها ، الرجل الذي قال في أشد المحن واضطهاد الكنيسة مصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا . وانه لو كانت حل مشاكل الأقباط بالتدخل الأجنبي يموت الأقباط وتبقي مصر. نعم ستبقي مصر بفرسانها النبلاء وأبنائها الشرفاء وستسير القافلة رغم كل عواء.
-- الفضيلة تعني الارتفاع فوق مستوي الذات بحيث يخرج الإنسان عن دائرة ذاته ،ويعيش لغيره يخرج من الاهتمام بنفسه، أو التركيز علي نفسه ، للاهتمام بالآخرين ... من محبته لنفسه إلي محبته لله وللناس .
لأن الخطيئة كثيراً ماتكون انحصار حول الذات .. إنسان يريد أن يرفع ذاته، يمتع ذاته، يشبع رغبات ذاته. " من أقوال قداسة البابا شنودة الثالث "
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com