ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

عين لا تنام

إدوارد فيلبس جرجس | 2012-03-25 00:00:00

بقلم :  إدوارد فيلبس جرجس


قصة قصيرة
 
دق جرس الهاتف في منزل رجل الأعمال " شادي البرلسي " ، تقلبت زوجته في الفراش متأففة ، دفنت رأسها أسفل الحشية " المخدة " ، الساعة الواحدة بعد الظهر ، غير معتادة على الإستيقاظ في مثل هذا الوقت ، الواحدة بعد الظهر بالنسبة لها تعتبر ساعة مبكرة ، كالفجر عند البعض ، سهراتها الممتدة حتى الساعات الأولى من الصباح تجبرها على الرقاد حتى الخامسة مساء ، تنهض لتبدأ سهرة جديدة  مختلفة عن سهرة الأمس ، دق جرس الهاتف ثانية واستمر في الحاحه ، امتدت يدها وهي تلفظ بألفاظ خادشة للحياء نطقتها بلهجة أجنبية ، هتفت بصوت نصفه ناعس والنصف الآخر ساخطاً 

                                    
_  هالو
_ منزل الأستاذ شادي .
_ نعم .
_ معك دار المسنين يا فندم ،  البقية في حياتك ، " البرلسي بك " توفى منذ ساعتين ، نرجو أن يأتي ابنه " شادي بك " لاستلام الجثمان .                                               
تيقظ النصف النائم في صوتها وتحول النصف الساخط إلى الرضا وقالت :
_ شادي بك  مسافر للخارج في عمل .
_ ألا يمكن استدعاؤه ، المرحوم والده !!
قالت بضيق :
_ أعلم جيداً أنه والده ، لكنه لا يمكنه الحضور لأنه مرتبط هناك بأعمال هامة .
_ ألا يوجد للمرحوم أقرباء لاستلام الجثمان .
قالت ووجهها ينضح بالكذب :
_ لا لقد توفى كل أقاربه وليس له سوى ابنه شادي ولقد أخبرتك أنه مسافر ولا يمكنه الحضور .
_  ومن سيقوم بإجراءات الجنازة والدفن يا سيدتي ؟!
_ يمكنكم التصرف في هذه المهمة ، وارسل لي بالتكاليف مضافاً إليه البقشيش للعمال .
سأل المتحدث بلهجة نصفها دهشة والنصف الآخر تعجب :
_ ألن يغضب هذا شادي بك عند حضوره ، لأن والده لم يدفن في مقابر الأسرة .
أجابت بلهجة تحكمها اللامبالاة وكأنها تتحدث عن كلب ضال :
_ لا ، ويمكنك ارسال إقرار مع فاتورة التكاليف سأوقعه على مسئوليتي .


ألقت بسماعة الهاتف ، استلقت ثانية لا يعكر وجهها مسحة حزن على الراحل ، ارتعاشة فقط على جانب فمها لم تكن تظهر إلا في حالات الإعلان عن تذمرها ، وكأنها تتذمر على الموت الذي تسبب في استيقاظها قبل موعدها المعتاد ، فربما هذا يتسبب في نضارة أقل لوجهها أو تبدو شاحبة في سهرة الليلة وقد اعتادت أن تسمع دائماً إطراء التملق من بعض المنافقين عن الوجه الذي تزيده الأعوام نضارة . طرقات على الباب مستأذنة للدخول أخرجتها من أفكارها  التي بدأت تزحف نحوالتفكير في ما تبقى من ثروة الراحل ، دخل ابنها " شريف " يسألها عن المتحدث عبر الهاتف ، انفرجت أسارير وجهها دفعة واحدة ، شريف بالنسبة لها النصف الآخر من الحياة ، لا يمكن أن تسير حياتها دونه ، الإبن المدلل الذي لم يعرف قلبها حباً آخراً سواه ، لم تصارحه بحقيقة الجد الذي رحل عن الحياة ، كذبت قائلة بأنها إحدى الشركات المزعجة تعلن عن منتجاتها ، فكما هو النصف الآخر من حياتها ، الجد بالنسبة إلى شريف النصف الآخر من حياته ، نظرة ارتياب وتكذيب بدت في عينيه لم يفصح عنها ، فلقد نمت إلى سمعه بعض الكلمات التي قالتها في الهاتف وهو يسير في الردهة لكن لم يأت في ذهنه مطلقاً أنها تخص جده . خرج وأغلق الباب لتسبح ثانية في أفكارها عن الإرث المنتظر .                                                              

في الثاني من شهر فبراير عام 2011 ، رحل " البرلسي بك "  في موعد غريب ، وكأنه أراد أن يشارك شهداء ثوار التحرير الذين سقطوا في ذلك اليوم الذي حدث فيه ما إُطلق عليه " موقعة الجمل " ، البرلسي بك  رجل وطني ، شارك كثيراً في الحياة السياسية ، كان شاباً صغيراً عندما قامت ثورة 52 ، إعتنق الفكر الناصري وتعصب له وكان يرى فيه أمل الأمة العربية ، عندما رحل عبد الناصر بكى فيه الأب الذي أصر القدر على انتزاعه ليتركه يتيماً في الحياة ، كان من أشد المعارضين لزيارة الرئيس السادات لإسرائيل ، ونادى بأعلى صوت بأنها الإنهزامية بعينها ، أُعتقل بسبب مبادئه لعدة سنوات ، خرج من المعتقل وحاول أن يكون له صوتاً مرتفعا ونقياً من الشوائب في الحياة السياسية في عهد الرئيس التالي لحكم السادات ، انضم إلى مجلس الشعب ، لكن الفساد الذي رآه يصول ويجول بحرية تامة في قاعة المجلس ، دفعه إلى الإستقالة غير آسف ، إنزوى بعيداً عن السياسة قريباً من الوطن بقلبه ودعواته التي لا تفتر ، عندما قامت ثورة يناير ابتسم وهو يشاهد أحداثها عبر شاشة  التلفزيون وقال لزملائه في دار المسنين " لقد استيقظت مصر " ، وكأنه كان ينتظر هذا اليوم ليرحل ، رحلت روحه مع أشرف الأرواح من شباب التحرير .

 

ليس من الضروري أن ينشأ الإبن يحمل بداخله صفات الأب  ، نشأ " شادي " تحكمه شخصية ضعيفة جعلته على هامش الأحداث الوطنية ، السياسة فزاعة بالنسبة له ، لا يتخيل أنه يتحمل في سبيلها الإعتقال والحبس كما تحمل أبيه البرلسي بك ، عوض هذا الإتجاه بخطوات سريعة نحو سياسة المال وكيفية اجتذاب المزيد منه مستغلاً ثروة ابيه في بداية أعماله ، لكن إذا كان الابن لم يرث شيئاً من وطنية الأب لكن الحفيد " شريف " الذي كان يلازم الجد قبل انتقاله إلى دار المسنين شرب الكأس كلها وهو لا يزال شاباً صغيراً ، أصبح وطنياً لا يشق له غبار ، أحد أبطال ثورة 25 يناير  وأحد شهدائها أيضا ، خرج في الثاني من شهر فبراير للحاق برفاقه بميدان الشهداء " ميدان التحرير " وفي نيته أن يسرق بعض الوقت ليذهب إلى جده في دار المسنين كعادته ، لم يتأخر عن زيارة الجد أبداً  ، يقضي معه بعض الوقت ويتناقش معه مناقشة الساسة فيما يدور في الوطن قبل وبعد ثورة يناير ، ذهب إلى التحرير وهو لا يعلم أنه لن يستطيع سرقة بعض الوقت لزيارة الجد ، لم يسمح له الوقت بسرقته ، سقط شريف مضرجاً في دمائه بجانب اخوته شهداء الشرف في الميدان ، لم يلفظ أنفاسه في التو واللحظة ، نُقل إلى المستشفى ، صمدت روحه وكأنها تنتظر شيء ما .

 

عاد الأب سريعاً من فرنسا وتوجه إلى المستشفى مباشرة ، كانت آخر كلمات شريف إليه رجاء أن يذهب إلى جده ويقول له حفيدك استشهد في سبيل مصر ، وأن يسير الجد في موكب وداعه لأنه سيكون فخوراً بحفيده . توجه الأب إلى دار المسنين سريعاً ، لم يبق له سوى تنفيذ وصية شريف ، هناك كانت اللطمة الثانية ، لم يكن يعلم برحيل والده ، لم تخبره زوجته بالمكالمة الهاتفية التي تلقتها من دار المسنين  ولا بما أشارت به عليهم ، نسيت هذا الموضوع تماماً أمام فادحة ابنها ، عندما نقل إليها الخبر من أحد أصدقاء الإبن بأنه أُصيب أصابة بالغة سقطت مغشياً عليها ، فوجئ شادي في دار المسنين بالموقف كله ، وقد تكون دهشته لسلوك زوجته فاقت دهشته لرحيل والده ، من حس حظه أن الدار لم يكن قد اتخذ خطوات دفنه كما أشارت عليهم زوجته ، استلم الأب جثمان والده ، في موكب رهيب سار الجد مع الحفيد محمولين على الأعناق إلى مقرهما الأخير ، وكأن القدر رتب لهما ليكونا معاً ، بدت الأم محطمة تماماً  أمام المقبرة التي ضمت شريف والبرلسي باشا ، فجأة ظهر أمامها " درويش " من الذين يسكنون المقابر وكأن الأرض انشقت عنه ، يردد بصوت يوقظ الموتى وهو ينفخ دخان مبخرته أمام وجهها " عين الله لا تنام "  ، اهتزت وكأن نصلاً حاداً نفد إلى قلبها ووقعت مغشياً عليها ، عندما فتحت عينيها  ثانية  وهي راقدة فوق الفراش في منزلها ، حملقت في سقف الغرفة وجحظت عيناها ، صرخت صرخات رهيبة مرددة ، أبعدوا هذه العين .. أبعدوا هذه العين ، نظر جميع من حولها إلى السقف الأبيض وقد تملكتهم الدهشة ، تكرر المشهد وأقر الأطباء بأنها  حالة من حالات الصراع الداخلي تحتاج لوقت وقد تشفى أو لا تشفى ، المفتاح في سر العين التي لا يراها أحد غيرها تطل عليها من سقف الحجرة .                                  

  شادي البرلسي ، لم يأت إلى الحياة بسهولة ، تزوج والده البرلسي بك من إحدى فتيات العائلة التي عُرف عنها الأدب الجم ، كشأن باقي بنات عائلته ، أبت عليه مبادئه أن يرتبط بالزواج من أي فتاة خارج العائلة ، كضمان لأن تكون زوجته خارجة من رحم هذه العائلة المحترمة التي يقدرها الجميع ، مضت الشهور والأعوام ولم تظهر بوادر الإنجاب على زوجته ، لم تراوده فكرة الزواج ثانية مطلقاً ، يردد دائماً أن الله يهب النسل لمن يشاء ويمسكه عن من يشاء لحكمة هو يعلمها ، رفض حتى فكرة الذهاب هو أو زوجته للأطباء ، تراصت الأعوام فوق بعضها حتى زادت عن عشرة أعوام ، لم يصدق أذنيه حينما أخبرته زوجته بأن جنيناً يرقد داخل أحشائها ، كان القادم الذي طال انتظاره هو"  شادي " ، لكن للأسف أتى هو إلى الحياة ورحلت الأم عن الحياة أثناء الولادة المتعثرة ، وللمرة الثانية تمسك البرلسي بك بصلابته ورفض الزواج ثانية حتى لا  يأتي للطفل بزوجة أب يمكن أن تكيل له من العذاب ألوان كما سمع عن قصص مشابهة ، وفي المقابل تولى هو مهمة الأب والأم ، وزاد في تدليل شادي ليعوضه يتمه ، ولا أحد يعلم إن كان هذا التدليل الذي فاق حده هو السبب في نشوء شادي على النقيض من والده  ، ام أنه كما يقولون أن أصابع اليد ليست كبعضها .

نشأ شادي بشخصية مهزوزة أنانية جاحدة ، لا يعرف من الحياة سوى إرضاء النفس ، حاول الأب كثيراً علاج ما كان يكتشفه يوم بعد يوم من قصور في سلوكياته ، تحمل وهو يحاول أن يجد له عذراً بأن حرمانه من أمه قد يكون هو السبب ، استطاع فقط أن يجعل منه رجل أعمال ناجح ، ساعده في ذلك ميل شادي إلى البحث عن القوة من خلال نفوذ المال ، لكنه اكتسب المال بالفعل ، وأصبح من الأثرياء ، لكن قوة المبادئ والسلوكيات داخله كان لها اتجاه آخر ، صمت لسان الأب عن النصح أمام أذن حجرية ، وعين لا ترى في الحياة سوى مفاسدها ، وأقدام ترى الفضيلة فتستدير وتعطيها ظهرها ، تقوقع الأب داخل قوقعة الحزن ، متمنياً لو أنه لم ينجب شادي وظلت زوجته الفاضلة إلى جانبه تقطع معه مشوار الحياة وغربتها  ، لكن سريعاً ما كان يرده الإيمان وأن الإعتراض على قضاء الله من كبائر الخطايا ، بدأت الأمراض تزحف نحوه تساندها كآبة لم يستطع مقاومتها ، عرف بداية الطريق إلى الأطباء ، وكان ابنه شادى في ملهاة أعماله ومفاسده .                   

لن نبخس حق شادي ، ففي الحقيقة النجاح الوحيد الذي حققه هو البروز في عالم الأعمال ، وكيف يصبح ثرياً ، استلزمه التواصل مع هذا النجاح كثرة الأسفار إلى الخارج لعقد صفقاته ، أمريكا كانت إحدى مزارته ، يعشقها ويعشق سهراتها الكاملة الحرية دون رقيب أو عيون متجسسة  . تعرف عليها في إحدى نوادي القمار ، جذبته ألوانها ، الشعر الأشقر مع العيون الزرقاء وبياض البشرة ، ومفاتن جسدية مكشوفة أمام الجميع  ، جمع الجميع في حسبة نسائية بسيطة ، ورأى فيهم كل مقومات المرأة من وجهة نظره السطحية ،  الفضيلة والأخلاق والأصالة حسبة أخرى لا يهتم بها ، الأب والأبن طرفي نقيض ، الأب عند اختياره لمن ستقاسمه الحياة كانت حسبته تختلف تماماً عن حسبة الأبن ، شادي جذبته " جاسمين "  بكل ألوانها ومفاتنها ، جاسمين الأسم المتأمرك من " ياسمين " ، الأب عربي والأم روسية والجنسية أمريكية بحكم المولد ، خليط قد تجده كثيراً في المهجر ، خليط في معظم الحالات يكون تائهاً ، يمكن أن نطلق عليه بمنتهى السماحة خليطاً تجارياً ، صُنِعَ في مصانع تفتقر إلى أصالة الأسرة الحقيقية بكل مقوماتها ومبادئها وعراقتها ، لا تعرف إذا كانت هذه الماركة مسجلة أم صنعت في مصانع " بير السلم " كما نطلق على البضائع المغشوشة في بلادنا !!!! ،

 

البشر أنواع هناك من يفتنه الطلاء الخارجي ولا يهمه الجوهر ، وهناك من يقدس الجوهر بغض النظر عن الطلاء الخارجي ، شادي البرلسي من أبرز صفاته اهتمامه بالطلاء الخارجي ، أما الجوهر فهو بالنسبة له روتين حكومي وموضه عفا عليها الزمن ، فما الغرابة أن تجذبه " جاسمين " كسفينة في عرض البحر جذبها الجبل المغناطيسي فاندفعت إليه بقوة لا يمكن السيطرة عليها فتبعثرت أجزاؤها  ، عاد متأبطاً ذراعها ، سأله الأب هل هي سكرتيرة جديدة استقدمها من الخارج ؟ أجابه شادي وكأنه يتحدث عن صفقة من صفقاته بأنها زوجته ،  الإجابة كانت صادمة كمطرقة فوق رأس الأب ، بدت شدتها فوق وجه الذي تقلبت ألوانه وانتهت بنظرة غاضبة تحمل العديد من علامات الإستفهام ، من هي ؟  من أسرتها ؟ من أين التقطتها ؟ ، أين أنا كأب ؟ ، إنهمرت الدموع داخل قلبه وقد قرأ في عيني الزوجة بخبرة وحكمة مالا يسر ، كما  قرأت الزوجة اللعوب عدم رضاء الأب عنها فتولد النفور منذ اللحظة الأولى .     

                              

أتى " شريف " بعد أربع  سنوات من الزواج ، وقلق من البرلسي بك وهو ينتظر حفيده قبل أن يرحل عن الحياة ، شادي تائه في لعبة المال ، لكن الأم " جاسمين "  كان شريف بالنسبة لها الروح بالنسبة للجسد ، أشبعته تدليلاً لكنه نشأ على النهج السليم بفضل الجد الذي احتواه منذ اللحظة الأولى ، حاولت الأم أن تبعده عنه وتصنع سداً بين الحفيد والجد ولم تستطع ، الحفيد كان يزداد التصاقاً يوماً بعد يوم بجده ، تحرك شيطانها وظلت تطارد شادي لكي يلحق  أبيه بدار للمسنين بحجة أن العناية هناك ستكون أفضل وخاصة مع مجموعة الأمراض التي سكنته ، كشيء معتاد رضخ شادي لشيطانها وانتقل الآب إلى دار المسنين ولم يناقش في الأمر ، ازداد الحفيد الذي كان قد بلغ بداية مرحلة الشباب تعلقاً به ، زيارته لم تنقطع عن الجد ، ضارباً بكلمات أمه عرض الحائط ، ووجدها الجد فرصة لكي يزيد من جرعات المبادئ والقيم التي كان يقبل عليها الحفيد بنهم ، تحول الشاب الصغير إلى سياسي كبير ، وكأن دماء الجد السياسية انتقلت بالكامل إلى عروقه ، في آخر زيارة له في اليوم السابق لموقعة الجمل وعد الجد بأن يحضر معه في المرة التالية بعض شباب الثوار من الميدان ليفتخر أمامهم بالجد الذي سقاه الوطنية من أعذب منابعها ، لكن لم تكن هناك زيارة تالية وتقابل الجد والحفيد في طريق واحد نحو آخرة من المؤكد أنها ستكون مشرفة لكل منهما .

  الدرويش الذي انشقت عنه الأرض في المقبرة وقفز أمام " جاسمين " يصرخ أمام وجهها هو وبخوره قائلاً " عين الله لا تنام " لست أعلم إن كان الأمر مصادفة ، أم أنه ولي من أولياء الله الصالحين ، قرأ في وجهها الخيانة وفاه بهذه الكلمات ، والعين التي تصرخ جاسمين بأنها تطل عليها من سقف الحجرة لست أعلم هل هو الوهم متأثرة بكلمات الدرويش ، ام أنه بالفعل توجد عين تنظر إليها تتوعدها على جرمها ، الحقيقة الوحيدة التي أعلمها أن " جاسمين " خائنة ، إستبطأت حدوث الحمل بعد أن مضت ثلاث سنوات على زواجها من شادي ، ذهبت في سرية تامة إلى الطبيب الذي أخبرها أنها سليمة ولا يوجد بها أي عائق لحدوث الحمل ، لم تشأ أن تصارح زوجها بأن العيب به ، لأنها كانت رسمت خطة في رأسها للحصول على طفل لتؤول الثروة كلها إليه ، ماضيها العامر بكل الموبقات والرذيلة سهل لها الطريق لكي تخون زوجها مع صديق له وأنجبت منه  " شريف " ، شريف ابنها وحدها لا يمت بصلة إلى الأب المخدوع ، كان هذا سرها وحتى العشيق الذي انجبت منه الطفل لم تخبره ، لكن عين الله لاتنام ، لم ترضه الخيانة ، انتزعه منها ، وكانت الصدمة التي انتهت بها إلى مستشفى الأمراض العصبيه لتكون نهايتها هناك ، هل كان الدرويش يعرف هذه القصة ، هناك أشياء تقابلنا في الحياة تثير العجب وغير قابلة للفهم !!!!! .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com