قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن حالة الحزن الكبيرة التى تبعت وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لم تعكس فقط حزنا على فقدان بطريرك مبجل، لكنها عكست أيضا حالة من الكرب بين الأقباط أكبر الطوائف المسيحية فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذا الحدث سلط الضوء على المأزق الذى يواجهه الأقباط فى مصر.
وأوضحت المجلة أنه إذا كان المصريون بشكل عام يشعرون بالارتباك بعد عام من الثورة، فإن المسيحيين الأقباط منزعجون بشكل مضاعف. ففى قمة حالة الغموض السياسى والاقتصادى، يواجه حوالى 8 ملايين قبطى تساؤلات وجودية حول مستقبل طائفتهم فى الوقت الذى يصعد فيه الإسلام السياسى فى مصر.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأقباط الذين شاركوا فى جنازة البابا قوله إن هذا وقتا عصيبا للغاية للمسيحيين، فالبلد تتغير بسرعة كبيرة، والناس تهاجر وخسارة هذا البابا المحبوب تجعل تلك الفترة أكثر صعوبة وتشويشا.
وتابعت الإيكونوميست قائلة: إن غياب القانون فى مصر بعد الثورة قد سمح لعدد من المسلمين المحافظين التمييز علانية ضد المسيحيين مثلما حدث مع الأقباط الذين تم إجبارهم على ترك منازلهم فى دلتا النيل.
وحتى الآن وعلى الرغم من أن الكثير من المسيحيين يتسمون بالكآبة فى توقعاتهم، إلا أن آخرين يأملون أن يقدم التحول الديمقراطى فى مصر فرصا لإنهاء عزلتهم السياسية، لكن السياسة فى مرحلة ما بعد مبارك قدمت صورة مختلطة، على حد تعبير المجلة. فبعض نواب حزب النور السلفى رفضوا الوقوف دقيقة حدادا على وفاة البابا، وهو ما فسره المتحدث باسمهم بأنه الوقوف حدادا ليس موجودا فى الشريعة. لكن كان الإخوان المسلمين الأكثر اعتدالا، ألطف وقال سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب إن مصر فقدت أحد رموزها الوطنيينن وأنه رجل ترك فراغا فى الساحة السياسية فى وقت حرج. لكن رغم ذلك لا يزال الإخوان يرفضون أن يتولى مسيحى الرئاسة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن خليفة البابا شنودة سيتنقل فى حقل ألغام مصر ما بعد الثورة. وسيتم انتخاب ثلاثة أساقفة بعد أربعين يوما من الوفاة، ثم سيختار طفل صغير معصوب العينيين اسم البطريرك الجديد، وهو من التقاليد القديمة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com