بقلم: مدحت قلادة
نظراً لأننى كنت فى اجتماع هام لم أعر رنين التليفون - الذي ظل يرن قرابة النصف ساعة - أى اهتمام إلى أن أنهيت اجتماعى لأجد أن المتصل هو صديقى العزيز عادل .... واتصلت به فوجدته
ثائرا ثورة عارمة منفعلا ًعالي الصوت .. استوضحته عن سبب انزعاجه الشديد .. وعن هذا الانفعال البادي على صوته ..وحالة الهياج المتمكنة منه ....
وبعد عناء هدأ.. وباغتني بقوله : في رأيي لابد أن يتولى القمص زكريا بطرس مشيخة الأزهر الشريف .. أو على أقل تقدير يرشح نفسه للمشيخة ! سألته مذهولاً : هل أنت بكامل وعيك؟ أجاب أن نعم !
فكررت السؤال هل أنت سليم عقلياً هل أصابك مس من الجنون ... أو ماشابه ذلك ؟ فقال : لقد أرسلت لك خبراً يجيب على كل تساؤلاتك فيبدو أنك آخر من يعلم ...وهالني ما قرأت:
" لأول مرة في التاريخ القديم والحديث، تقدم مسلم مصري يعمل محاميًا بطلب رسمي للترشح لمنصب البابا في مصر لخلافة البابا شنودة الثالث الذي توفي قبل أيام"
تمالكت نفسي واستكملت قراءة الخبر, وأنا أتسائل : ماهذا أليس في بلاد العجائب؟ لعلها مزحة ؟
" الطلب الرسمي الذي تقدم به المحامي شريف جاد اللهإلى رئيس نيابة العطارين قال فيه إن من حق المسلمين مشاركة الأقباط في اختيارالبابا القادم ومن حقه أيضًا الترشح لخلافة الباب وأكد جاد الله أن الأمرطالما احتدم إلى الانتخاب فمن حق المسلمين مشاركة الأقباط في اختيار البابا القادم،ومن حقه أيضًا الترشح لخلافة البابا.وقال إنه ومن مبدأ المساواة بأن من حق القبطي الترشح لرئاسة دولة إسلامية، وبما أن منصب البابا يتم بالانتخاب وليس بالتعيين، فما المانع بأن يسمح لمسلم تولي منصب البابا !
وأضاف: "إن منصب البابا في الأصل هو منصب قانوني وسياسي وإداري وليس دينيًا، لذلك عزمت على التقدم للترشيح وسأسمح لأول مرة في التاريخ برقابة الجهاز المركزي للمحاسبات على ميزانية الكنيسة، لأنها مرفق من مرافق الدولة.....
هدأت من روع صديقى و سألته : هل تسعى للشهرة ولو على حساب العقل والمنطق .. وإن اتهمت بالجنون والعته فهل هذا لا يهم ... وهل لا يعنيك أيضاً أن تتهم بالجهل والغباء السياسي ؟
ما الذي أغراك في طلب هذا المحامي (المبجل) حتى تحاكي جنونه ؟
بطبيعة الحال أنت تعرف ماهية منصب البابا , وهل هو منصب ديني أم سياسي ..ومازحته حتى أهدأ من روعه : يبدو أن إلمام القمص زكريا بالدين الإسلامي وأمهات الكتب الإسلامية جعلتك تبني فرضيات مجنونة ..وعليه لابد أن نطالب المرشحين الإسلاميين بضرورة الإلمام بخبايا الدين المسيحي حتى يتسني لهم الترشح لمنصب البابا بجدارة , لأن كل معلوماتهم عن الدين المسيحي (دين العدو) أنه كفر وإلحاد وشرك . يبقي شيئاً واحداً .. حينما يتمكن أحد هؤلاء (العقلاء) من الترشح هل سيتمكن من تهنئة شعبه بالأعياد الدينية , بمالا يخالف شرع الله ؟ أم أنه سيحشد كل طاقته فقط لرقابة ميزانية الكنيسة.بما لا يخالف شرع الجماعة.
Medhat00_klada@hotail.co
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com