ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رسالة إلى أبي في عيد الأم

مرثا فرنسيس | 2012-03-28 00:00:00

بقلم : مرثا فرنسيس


افضل ماورثته منك في حياتي هو تلك الذكريات الجميلة التي اعتبرها بمثابة كنز لا يقدر بثمن، وهذا الكنز هو حبك واحترامك لأمي، كانت بالنسبة لك ملكة متوجة، زوجة وصديقة وحبيبة، امرأة فاضلة بكل معنى الكلمة، كنت أسمعها تدعو لله أن يكون يومها قبل يومك وقد كان لها ما أرادت،  كان حزنك لفراقها وكأنه حزن العالم كله، وأصبح كل شئ في الحياة بعد ذلك تحصيلا حاصل، كنت اسمعك تدعو ان تظل على قيد الحياة حتى ولو لم تكن تستطيع الحركة وحتى لو كانت مريضة، وكانت هي تشعر بثقل المرض وتطلب الراحة،

 

رحمة بك قبل أن تكون راحة من أوجاعها والآمها. شاهدت بعينَّي كيف يمكن للرجل أن يتغير لأجل خاطر من يحب، الرجل الذي كان يعود من عمله ليجد كل مايحتاج ومايحب جاهزا له دون أن يشارك أو يساعد في إعداده، هذا الرجل نفسه أصبح يعد الفطور لرفيقة دربه ويناولها أدويتها بنفسه قبل أن يذهب الى عمله، ويعود في المساء ليقوم بنفسه أيضا بتسخين الغذاء واعداد المائدة؛ فالابناء تفرقوا كل واحد وواحدة إلى حياتهم الخاصة سواء بزواج أو بدراسة أو بعمل رأيتك ياأبي تقوم بنفسك ورغم الارهاق ومشاكل العمل،  ومتاعبك الصحية كنت تصر على أن تمسك بيدها وتأتي بها لتتناول معك الغذاء، وما كان يذهلني إنك وأنت الذي لم تكن تحضر لنفسك كوب الماء، أصبحت تغسل الصحون وتنظف المائدة دون ان تشعرها بإجهادك حرصا ًعلى مشاعرها .


كنت أعتقد أن كل الرجال يحبون زوجاتهم ويخلصون لهن مثلك، حتى كبرت وشاهدت وسمعت المآسي والمشاكل التي تعاني منها زوجات بلا عدد. لم أكن قد سمعت بعد عن الخيانة والإهانة والعنف مع الزوجات ولم أكن اتصور كيف يمكن لرجل أن يتزوج بزوجة ثانية غير شريكة حياته وأم اولاده، بعد أن ترعرت وأمي وحدها ملكتك المتوجة، ولم تحاول أن تبحث عن تسديد احتياجاتك مع أخرى وسيكون مرضها لك عذرا!
كنت أسمعها وهي تدعو لك بالخير وبالسلامة وبأن تُفتح أمامك الأبواب المغلقة في العمل والرزق، وأسمعك توصيها بنفسها وترجوها أن ترتاح والا تجهد نفسها كثيراً بأعمال المنزل حرصا ًعلى سلامتها وصحتها، وتوصيها بألا تنسى أدويتها التي تحتاج أن تتناولها قبل عودتك. فهمت من هذه العلاقة الجميلة  والديالوج الممتع لماذا يقول علماء النفس أن افضل مايقدمه الزوج لأولاده هو حبه لأمهم وأن افضل ماتقدمه الزوجة لأولادها هو حبها لوالدهم، هذا الحب في جو هادئ هو القاعدة الاساسية لأولاد اسوياء مشبعين من الحب، شاعرين بالأمان ومتزنين نفسيا.


كنا في احتفالنا بعيد الأم نأتي لك بالهدايا معها فتعلن وتعبر أنها هي من يستحق العيد والهدايا، كان هذا اليوم مميزاُ لكل افراد عائلتنا، تكون هي الملكة التي تجُمِل مجلسنا بعد أن تكون قد أعدت لنا كل مانحب في هذا اليوم-قبل أن تصبح غير قادرة بالمرة على ذلك- وحتى يأتي البعيد والقريب من إخوتي دون مجهود أو تعب ويمر اليوم وكأنه حلم جميل جاء ومضى حالا.


اليوم وقد اصبح هذا اليوم ذكرى جميلة بعد رحيلك أيضا،  أنا اشعر بالفرح وأنا أملك ذكريات رائعة وكأنها اليوم، تعلمت منك وأحببت حبك لها وإحترامها لك، اليوم أتمنى أن أكون لعائلتي كما كانت هي وأعرف تماما ُقيمة الغرس الذي غرستموه في حياتي وأخوتي ايضا.
اليوم بكل الحب اقدم التهنئة لكل أم ولكل أب واعيد لكم الجملة ذات التأثير السحري لكل ابنائنا، افضل ماتقدمه لأولادك هو حبك لأمهم وافضل ماتقدمينه لأولادك هو حبك لوالدهم


لكم جميعا ايها الأحباء تهنئتي القلبية وامنياتي الطيبة في يوم عيد الأم
محبتي للجميع

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com