بقلم : نسيم عبيد عوض
فى اليومين الماضيين وفى نفس التوقيت ‘ واجهتنى أسئلة من البعض يسألوننى ‘ هل طالعت وصية البابا بجريدة الأهرام ؟ ‘ وطبعا كلهم رفض وإعتراض على كل شئ فى الحوار وحتى النشر بالجريدة ‘ وقبل أن أرد على هذه الإعتراضات ‘ أود أن أوضح للقارئ العزيز ‘ أن هذه المجموعة المعترضة ‘ هى دائما معترضة على كل مايصدر من البابا ‘سواء فى حياته ‘ وأعتقد أنهم لن يتوقفوا بعد إنتقاله ‘ بل أن أحدهم قال أن هذه هى البداية ‘ مجموعة لا يصح إعتبارها من داخل الكنيسة ‘ بل هى ناقدة للكنيسة وللعقيدة الأرثوذكسية ككل ‘ ولكل طقوس الكنيسة ‘هى بعيدة عن الرعية ‘ أو عن عدم معرفة ‘ هؤلاء هم مسيحيون حقيقة ولكنهم تخصصوا فى النقد والرفض لكل شئ ‘ وقد تسألوننى ولماذا ترد عليهم ؟‘ وهم قلة قليلة جدا قريبة منى ‘ ولأننى لم يسبق أن قرأت أى تعليق على مانشرته هذه الجريدة ‘والمعنى أنه لا إعتراض لجموع القارئين على هذا الحوار ‘ولكنى بعد قراءة الجريدة رغبت فى كتابة هذا الرد.
ورجعت لما نشرته جريدة الأهرام بعددها رقم 45762 يوم 22 مارس ‘ وتحت عنوان أساسا خاطئ "وصية إختص بها البابا شنودة الأهرام عام 2007 " وعنوان آخر "لا أذكى أحدا من الأساقفة لخلافتى"
وللأسف كلتا العنوانين خاطئ ‘الأول هذة ليست وصية للبابا بل هو حوار صحفى أثير عام 2007 بعد الحملة التى قادها جمال أسعد وبعض المنشقين على لائحة إختيار بطريرك الأقباط المعمول بها منذ 1957‘ وطلب قداسة البابا بعدم النشر إلا بعد إنتقاله من عالمنا ‘ هو مطلب يتعود علية الصحفيين مع كل الشخصيات المؤثرة فى المجتمع ‘ بطلب عدم النشر جزئيا أو كليا ‘ وهناك حوارات كثيرة يطلب صاحبها بعدم النشر تماما ‘ فما نشر هو حوار أجراه أشرف صادق ‘وليس وصية والجميع يعرف معنى الوصية التى لها أصول معينة‘ ثانيا العنوان بأنه لا يزكى أحدا من الأساقفة لخلافته خطأ آخر لأنك لو قرأت الحوار ستجده لم يقل ذلك ‘ ودعونا نوضح بعض ماجاء فى الحوار والرد على هؤلاء المعترضين دائما.
فى رد قداسته على سؤال بخصوص الحقائق التى يوضحها قداسته بخصوص رؤيته للائحة إنتخاب البابا‘ جاء رد قداسته واضحا للتعليم عن لقب أسقف وبابا وبطريرك ‘ وبالفعل أنه لم يرد بالكتاب المقدس إلا لقب أسقف ‘ وخصوصا ماورد بسفر أعمال الرسل إصحاح 20 " قول بولس الرسول لأساقفة الكنائس فى ذلك الوقت
" احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التى اقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التى إقتناها بدمة." وأيضا فى رسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى 2: 25 "لأنكم كنتم كحراف ضالة لكنكم رجعتم الآن الى راعى نفوسكم وأسقفها." أما لقب بابا فقد شرحها قداسته ‘ وللمعلومية أن الكنيسة الأرثوذكسية كانت أول من إستخدم لقب بابا للبطريرك قبل الكنيسة الكاثوليكية.
أما باقى الأسئلة وإجابة قداسته عليها وأعتقد انه من أجلها فضل قداسته عدم نشرها إلا بعد نياحته ‘ وهى لا تعيبه فى شىئ ألا أنها رأيه الشخصى ‘ وخصوصا أنه قال رأيه بصراحة وإنتقد بعض ماورد فى اللائحة ‘ وهى التى إنتخب طبقا لشروطها . فهو رد على تحديد عمر البطريرك أن لا يقل عن أربعين عاما مفضلا أنه يمكن أن يكون أقل من ذلك وأعطى مثلا بالأنبا أثناسيوس الرسول البطريرك رقم 20 فى سلسلة البطاركة العظام ‘ ورد أيضا على إختيار أسقفا عاما أو أسقف أوبرشية ‘ويمكن للمجمع المقدس أن يعدلها حسب إتفاقهم ‘وعلى كون البطريرك راهبا من عدمه أوضح قداسته أن البطاركة حتى القرون المتأخرة لم يكونوا رهبان مثال أثنايوس الرسول ‘ وأنهم كانوا رؤساء الكلية اللاهوتية ‘ وعن شرط مدة الرهبنة 15 سنة وسن لا يقل عن أربعين عاما قال قداسته أنه رغبة فى النضوج الروحى أو النمو العقلى.
وأكبر إعتراض وجه فى الحوار قول قداسة البابا كلمة الغوغائية ‘ ومعناها العامة من الشعب بدون أية شروط ومواصفات معينة ‘ ردا على سؤال من لهم الحق فى إنتخاب البابا ‘ ونحن كثيرا ما نستخدم هذا اللفظ تعبيرا عن عامة الشعب‘وللعلم إن من يختار البابا فى الكنيسة الكاثوليكية قاصرا على الأساقفة فقط بدون مشاركة شعب الكنيسة بعكس كنيستنا التى تشركهم فى الإنتخاب ‘ ولم نسمع إعتراضات على إختيار بابا روما يوما ما ‘ وفى بيتنا المصرى هذه إجراءات إستقرت الكنيسة عليها زمنا طويلا‘ ويمكن بالطبع تغييرها حسب قرارات المجمع المقدس للكنيسة .
وعن القرعة الهيكلية فهذا مأخوذ من الكتاب المقدس حسب ما أرساه رسل الرب فى أعمال 1وقول الكتاب " وصلوا قائلين أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الأثنين أيا إخترته . ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة .. ثم ألقوا قرعة فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا." وسارت كنيستنا على ذلك حتى اليوم ‘ وحول تزكية البابا لخليفته كان كلامه حقا كل الحق ‘ لآن الذين أختارهم البطاركة ليخلفوهم فى تاريخ الكنيسة ‘ كانوا مساقين بإختيار الرب وروحه القدوس حسب ماحدث فى إختيار البابا الكرام .
ولم يقل قداسته مطلقا أنه لا يزكى أحدا من الأساقفة لخلافته ‘ فهذا لم يرد فى رد قداسته ‘ لقد قال بالحرف الواحد: فى الجو الذى نعيش فيه ومايتكلم به الناس عن الديمقراطية ‘وحق الإنتخاب لا يتفق مع أن يختار الباب من يخلفه بإعتبارة الأفضل ‘ والمفروض أن الناس يكون لهم إلإختيار ع وأن يسمعوا صوت الله فى البطريرك من خلال القرعة والضوابط الموجود فى القرعة." وهذا نص قول قداسته ‘ ووجه كلمة أخيرة " أن يكون كل من يشارك فى عملية إختيار البابا أمينا مع الله ومع تقاليد الكنيسة وتاريخها."
وإنتهى الحوار الذى شمل كل شىئ عن إختيار البابا القادم ‘لو كان قد نشر وقتها لكان له رد فعل لم نكن وقتها فى حاجة إليه ‘ وأحب أن أوجه كلمة لهؤلاء المتصيدين للأخطاء ‘ ومنتقدى كنيستنا وطقوسها وعقيدتها وتقاليدها أقول " الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة قامت على أرض مصر بنبوة من الله لم ترد عن أى كنيسة أخرى بالعالم " فى ذلك اليوم يكون مذبحا للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها "أش19"وبالفعل أقام الرب مذبحا فى مكان الدير المحرق بأسيوط وهو بالتحديد وسط أرض مصر بالمقياس ‘ وقامت أول كنيسة أنشأها القديس مار مرقس بالأسكندرية عام 55 ميلاديا ‘ أى مايقرب من ألفين عاما كأول كنيسة على الأرض بعد كنيسة الرسل فى أورشليم ‘ وهذه الكنيسة التى علمت المسكونة كلها الأرثوذكسية العريقة لا بد من إحترام طقوسها التى يرعاها ويقودها الروح القدس حتى يومنا هذا‘ والله قادر أن يجذب القلوب الشاردة لحظيرة الخلاص.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com