ذكرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان الديمقراطيون و الجمهوريين في الكونغرس احتجوا عندما أعلنت إدارة أوباما أنه يستم تسليم الجيش المصري 1.3 مليار دولار بالكامل من المساعدات التي تقوم بها الولايات المتحدة سنويا
على الرغم من انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. جادلت منظمات مثل فريدوم هاوس أن الولايات المتحدة كسرت إيمان الأميركيين والمصريين الذين يواجهون المحاكمة الجنائية في القاهرة هذا الشهر لتعزيز الديمقراطية.
و يقول الكاتب انه يشك في أن العاملين في وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي سمعوا لائحة اتهام لقرارهم اكثر من تلك التي تم القائها في الأسبوع الماضي من قبل ، المدون المصري يدعى مايكل نبيل سند, 26عاما. وقال نبيل لهم "البيان" الذي اعلن عن القرار "كان سلسلة من الأكاذيب"، وكرر ذلك. "لقد كان وسيلة لقبول ابتزاز الجيش المصري، من خلال محاولة القول ان العلاقة جيدة، في الوقت الذي تسير فيه العلاقات الي الاتجاه الخاطئ، ومصر تسير في الاتجاه الخاطئ".
و يتسائل الكاتب من هو هذا الرجل النحيل، وما الذي يجعله يعتقد انه يمكنه إلقاء محاضرة لصناع السياسة الأميركية ؟ و يجيب، كسب نبيل لقاءاته بواشنطن بالطريقة الصعبة: من خلال قضاء 302 يوما في السجن خلال العام الماضي. وقال انه تميز بكونه أول شخص يسجن بتهم سياسية بعد سقوط حسني مبارك الذي من المفترض وضع حد للديكتاتورية في مصر.
و يظهر ان نبيل كان محقا بخصوص المجلس العسكري. في مارس من العام الماضي، بعد أسابيع فقط من قيام الثورة، نشر الناشط مقال على مدونته مخالفا لشعار ميدان التحرير في القاهرة خلال الثورة "الجيش والشعب لم تكن يدا واحدة". في إقالة مبارك، قال نبيل، ان الجيش يحمي مصالحه الخاصة - ويسعي للحفاظ على مكانته البارزة للسلطة في مصر.
و بعد كتابة هذا , تم القبض علي نبيل, و محاكمته محاكمة عسكرية وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات "لاهانة القوات المسلحة" ، في البداية، كان يؤيده قليل من المصريين: مثل إدارة أوباما، أعربوا عن اعتقادهم بأن المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي حل محل مبارك كان يعمل لارساء الديمقراطية والاذعان للمدنيين.
وقال نبيل للكاتب "لا يزال هناك 20 معتقد في مصر يعتبرون جرائم"،و عندما سالته كم معتقد لديه منهم , ابتسم ابتسامة عريضة قائلا "ربما اغلبهم."
يحاول مليكل نبيل الآن أن يشرح للأميركيين أنه من الخطأ الاستمرار في تمويل الجنرالات. يبدأ، بتفسير الجملة الأولى لوزارة الخارجية، أن مصر "ستفي بالتزاماتها بموجب معاهدة السلام مع اسرائيل." في الواقع، يشير نبيل الي ان المجلس العسكري يجلد بصورة منتظمة العداء لإسرائيل داخل مصر، ويستخدام المعاهدة "لابتزاز كل من المصريين ودافعي الضرائب في الولايات المتحدة" بالتلميح الى أن فقدان المساعدات - أو سيطرة حكومة ديمقراطية في المؤسسة العسكرية - يعني تمزقه.
و يتسائل الكاتب ماذا عن "الشراكة الاستراتيجية" التي تقول الدولة انها تريد الحفاظ عليها مع مصر؟ و يجيب نبيل انها "آخر كذبة"، كيف يمكن للمجلس العسكري الذي يستخدم وسائل الاعلام الرسمية ليجلد الدعاية المعادية للولايات المتحدة وملاحقة المنظمات غير الحكومية التابعة للولايات المتحدة أن يكون شريكا استراتيجيا؟
ويقول نبيل، الأكثر خطورة، هو اقتناع الإدارة اتجاه مصر نحو الديمقراطية. في الواقع، " الديكتاتوري نفسه منذ ال 60 عاما الماضية ما زال في السلطة." وحتى لو كان الجيش سيسلم السلطة في يوليو فخريا لرئيس منتخب، كما وعد، " سوف يستمر في كونه أقوى قوة في مصر. فهم يسيطرون علي 40 في المئة من الاقتصاد. لديهم حوالي ثلث الميزانية. انهم يسيطرون على وسائل الاعلام والقضاء. لديهم خمس وكالات الاستخبارات. "
و يختتم الكاتب مقال قائلا ان المساعدات الأميركية - وخاصة عندما تمنح دون قيد أو شرط - تعزز ببساطة موقف الجيش وتشجع على اضطهاد الليبراليين المؤيدين للولايات المتحدة مثل نبيل .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com